قل ولا تقل
قل: حادث رائع
ولاتقل: حادث مريعفمن الأخطاء الشائعة القول : حادث مريع ، فيصوغون اسم الفاعل ( مُريع ) من الفعل ( أراع ) ولا أثر لهذا الفعل في اللغة ، وإنما يقال : راعني الأمر وروّعني ، بمعنى أخافني وأفزعني ، ولا يقال أيضا : أراعني . والصواب أن يقال : حادث حادث مروّع ، ويصح أن نقول : حادث رائع ؛ بمعنى مفزع ، وإن كان الرائع يستعمل لما يعجب الناس حسنـُه أو غير ذلك . والأصل في هذا كله هو الرّوع ، وهو القلب أو موضع التأثر منه ...ومثل هذا الخطأ قوله هذا فعل مُشين ؛ لأنه ليس من بين أفعال اللغة ( أشان ) ، وإنما الفعل شانه يشينه شَيْنا ، بمعنى عابه . فالصحيح أن يقال : عمل شائن أو عمل مُشين ، بفتح الميم ، على أنه اسم مفعول يعيبه الناس ويشينوه ..
قل: نفد - وتدل على الشيء
ولاتقل: نفذ الشيء يريدون انتهى،«ونفَذ السهم أي: مرّ، ومثله: نفَذ الماء من الصنبور. إذا انتهى وفنى،قال تعالى: ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر ... ) سورةالكهف اية109، وقوله سبحانه : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق )سورة النحل أية 96.
قل: قرأتُ الكتاب العاشر.
لا تقُل: قرأتُ الكتاب الـ10.
وقل: قرأتُ الكتب الـ10.
وقُل: قرأتُ الكتب العشَرة.
...
لماذا؟
مثلًا، العدد "2" يعني "اثنان" أو "اثنين" أو "اثنتان" أو "اثنتين".
وإذا أضيف قبله "أل" التعريف فإنه يعني "الاثنان" أو "الاثنين" أو "الاثنتان" أو "الاثنتين".
لكنه لا يعني أبدًا "الثاني" ولا "الثانية".
فلا تكتب "بدأ الاجتماع في الساعة الـ3"، ولا "أستيقظ من نومي في الساعة الـ10"، فـ"الـ3" تعني "الثلاثة/الثلاث"، و"الـ10" تعني "العَشَرة/العَشْر".
الرّعَاع
-------
العجيب أن الصواب فيها ضمّ الراء أو فتحها (الرُّعَاع/الرَّعاع)، وليس صوابًا كسرها (الرِّعاع) كما هو شائع.
قُل عن حُكَّام المسابقة: مُحَكَّمِين (بفتح الكاف المشدَّدة).
لا تقُل عنهم: مُحَكِّمين (بكسر الكاف المشدَّدة).
...
المحكِّم (الفاعل) هو الذي يَطلب التحكيم من الحُكَّام، والمحكَّم هو الذي يُطلَب منه التحكيم. لهذا قال الله سبحانه وتعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ". فالمحكِّم في الآية هو من يطلبون الحُكْم، والمحكَّم هو الذي سيَحكُم بينهم.
قُل: استمرَرْتُ.
لا تقُل: استمرَّيْتُ.
لماذا؟
عندما ينتهي الفعل بحرف مشدَّد، ثم يتصل به أحد ضمائر الرفع/الفاعل المتحركة (تُ - تَ - تِ - نَ) أو "نا" الفاعلين، فعليك فكّ التضعيف/التشديد، وجعْل الحرف المشدَّد حرفين، أولهما متحرّك والثاني ساكن:
- الماضي: أحَبَّ: أحببْتُ - أحببْتَ - أحببْتِ - أحببْنَ - أحببنا.
- الأمر: أحِبَّ: أحبِبْنَ.
- المضارع: يُحِبّ: يُحبِبْنَ.
...
لماذا يُفَكّ التضعيف؟
لأن الحرف المشدَّد حرفان، أولهما ساكن، وثانيهما (وهو آخر حرف في الفعل) متحرّك، والفعل في كل الحالات الماضية يُبنَى على السكون، أي إنه يجب تسكين ما قبل الضمير، وهو آخر حرف في الفعل، وهو متحرِّك إجباريًّا بسبب الشَّدَّة، لهذا نفكّ التضعيف/التشديد، لنستطيع تسكين الحرف الأخير.