مفهوم الحركة والتطور من كتاب مهزلة العقل البشري للدكتور علي الوردي
ان من جملة الامور التي يؤمن يها المنطق الحديث هو مفهوم الحركة والتطور ولكن من المؤسف
ان نرى البعض من رجال الدين لا يفهمون هذه الحقيقة ولهذا وجدناهم يقاومون كل تيار جديد كأن الامر بيدهم
يقولون فيسمع الناس قولهم والغريب انهم حين يقاومون هذه التيار اول الامر يرضخون له اخيرا ويستجيبون له
فقد راينا الكثير من الواعضين يحرمون السفور فاسفرت بناتهم ويمنعون من دخول المدارس الحديثه ثم ادخلوا
بناتهم وهم يحرمون الرقص والتبرج ومن يدرينا لعلهم سيرقصون يوما على انغام الجاز
يقال ان واعضا نصح احد مريديه ان يخرج ابنه من المدرسة وخوفه من عذاب الله فاخرج الرجل ابنه من
المدرسة حالا واخذ يستغفر ربه لكنه بعد مدة فوجئ بان الواعض ادخل ابنه بالمدرسة من غير اكتراث
فاسرع هو الى ابنته ادخلها في مدرسة البنات ايضا فلما جاء الواعض يخوفه من عذاب الله مرة اخرى
قال له اخدع هذه المرة غيري يا سيدي الشيخ
والواعض قد فعل هذه مضطرا تحت ضغط التيار الاجتماعي فلما راى الناس يحترمون صاحب الشهادة
المدرسية ويفضلونه ويفضلونه على غيره في الاعمال والوضائف اسرع فادخل ولده في المدرسة ونسي
انه كان يحرمها قبل حين
والاب الذي يمنع اولاده من دخول المدرسة سوف يبتلى بعذاب من الله اشد انه سيرى ابنه قد تخلف عن
اقرانه في مجال الحياة وسيجد ابنته تجلس في البيت وتبكي وتندب حضها العاثر حيث فازت صويحباتها
بالمكانه وبالراتب وبالزوج ايضا وهي بقت في البيت حليفة الخيبه
الخلاصة (..الزيتونة..)
قال الامام علي (..عليه السلام ..)
(..لا تعلموا ابناءكم على عاداتكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم..)
فالامام يشير الى انه المجتمع في تطور والعادات التي تصلح لزمان لا تصلح لزمان اخر
على الواعضين ان يفحصوا قوة التيار قبل محاولتهم ان يقاوموه بعبارة اخرى عليهم ان يفهموا
او يسكتوا .