لن أكتبَ لكَ عن المنفى وهجيرِ الذكرى
ولا عن خطيئتي وخطوتي الزاحفةَ نحوكَ
بل سأكتبُ لكَ عن عقاربِ ساعتي
كمْ وكمْ كانتْ تُشاكسُني دقائقي والثواني
أمطارُ لوعتي تُحاورُ غيمةَ كتماني
وأنا وأنتَ وذاكرتي البكماء
نقضمُ قطعةَ الحلوى بـ فمٍ يجتاحهُ
حلمٌ مبلّلٌ بالندى تخصبتْ
أهدابُهُ في خلايا الأنسجة
نضجَ منهُ مساءُ حزيران
ونَمَى على وجههِ وشاحاً يُغطي طاولةَ النهارِ
مضى يسري بـ طراوةِ وطنٍ
تكبرُ وتتكاثرُ منهُ أجنةٌ من سنينٍ رماديّة اللونِ
تُضيء وتُشكّلُ جسداً يعبُرُ مسافاتِ الجوعِ
وهنا يا أبتي تَبدأُ رغبة,,, وتُزرعُ كلمة,,,وتَغفو نسمة
بـ لونِ الزهرةِ تَتساقطُ منها ألفُ زهرة
وألفُ أغنيةٍ تُؤثثُ عبرَ غياهبِ المجهولِ
صوتَ سُنبلةٍ مُثقلةٍ بـ الاصفرارِ
تتلوّى وريقاتُها على جمرةِ الدفاتر
تَرمي أولادَ الريحِ بـ أكعابِ الفوضى وهم
يرتدون ثوبَ العيدِ في حقولِ الجدبِ
وليلهم آبٌ ما زالَ يَترجّلُ بـِ ساقٍ عرجاء
يَدسُّ كلَّ الأشياءِ في كأسِ الماءِ
يَغيب عن الأرضِ ويُعطي فرصتَه الأخيرة
لـ زنبقةٍ حمراءَ تُعانقُ ظلَّ كفِّي المحمومِ
والشمسُ تتعرَّقُ في يديَّ النديةِ
لهيبُها يحرثُ الضياءَ ووجهَ الانتظارِ
يركضُ في الأسواقِ بلا مدارٍ ولا مزارٍ
قلمي