لن نلتقي ... فلا تسأل ...فلا ... لن نتفق
أنا لست إلا أحرفاً خلقت لكي تحيا وتفنى في توابيت الورق
قد نلتقي يوماً على سفح المنى لو يلتقي ضوء ضحوك بالغسق
أنا قد أكون سنابلاً أو ومضة نورية جاءت على متن الألق
ومشى الجحود على بقايا حملها فاسترحمت قلب الزمان فما خفق
أنا نطفة زرعت بأحشاء الأسى فاستصرخت فولدت من رحم القلق
كم أودعت أحلامها وبريقها بسفائن يغتالها موت الغرق
فتشبثت بضياء نجم راهب فخطى حثيثا وانزوى خلف الأفق
يندس في كهف السكون ويرتمي كخيوط وهم بالحقيقة تختنق
هربت شواطئها وشق سكونها جدب العشايا والمرايا والأرق
فغدوت اعدو في طريق ملتو والضوء يجري في العروق وينزلق
فتسمعت أغنية العراف في جوف الدجى يبكي المواسم والعبق
أنا من أتى للنور يوما فاحترق وسما لأجوا الرحابة فاختنق
سهم الزمان أصاب من قلبي الرؤى ورجوته حينا لأحيا فانطلق
وكأنها كف المنون تصوفت ودمي يئن يسيل من ثغر الشفق
دنياي مدي النور جسرا في دمي شمساً تضئ على الجبين وتأتلق
دنياي هيا ولتعيدي الحلم لي أو فأمنحيني من بقاياه الرمق
لهب أنا أو فلتقولو شمعة النار في خلجاني أوردتي شبق
تبكي لهيباً في ارتعاش بريقها وتموت واقفة إذا لم تحترق