إنَّ وأخواتها
( إنَّ – أنَّ – لكنَّ – كأنَّ – ليتَ – لَعَلَّ )
قال ابن مالك – رحمه الله - :
لإِنَّ أَنَّ لَيْتَ لَكِنَّ لَعْلّ ... كَأَنَّ عَكْسُ مَا لِكَانَ مِنْ عَمَلْ
إنَّ الوفاءَ محمودٌ
إنَّ تنصب المبتدأ ويسمى اسمها ، وترفع الخبر ويسمى خبرها ، عكس كان وأخواتها ، فإن كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر
إنَّ : حرف ناسخ مشبه بالفعل يفيد التوكيد مبني على الفتح
الوفاءَ : اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
محمودٌ : خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
إنَّ – أنَّ : تفيدان التوكيد ، إنَّ المطرَ منهمرٌ
كأنَّ : تفيد التشبيه ، كأنَّ الرجلَ أسدٌ
لَكِنَّ: للاستدراك ، وصلَ الضيوفُ ، لَكِنَّ محمداً غائبٌ
ليتَ : تفيد التمني ، ليتَ الطالبَ فاهمٌ
لَعَلَّ : للترجي والتوقع ، لعلَّ المطرَ ينزلُ
- لا يجوز تقديم خبر إنَّ على اسمها
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَرَاعِ ذَا التَّرْتِيبَ إِلاَّ فِي الَّذِي ... كَلَيْتَ فِيهَا أَوْ هُنَا غَيْرَ الْبَذِي
نقول : إنَّ السماءَ ملبدةٌ ، ولا يجوز أن نقول : إنَّ مبلدةٌ السماءَ
إلا إذا كان الخبر شبه جملة ( جار ومجرور أو ظرف ) فهنا يجوز تقديم الخبر
مثال : إنَّ زيداً في الدارِ ، هذا هو الأساس ، لكن يجوز أن نقول : إنَّ في الدارِ زيداً ، قدمنا شبه الجملة .
فتحُ همرة إنَّ وكسرها
وجوب الفتح ، فتح همزة إنَّ
إذا قدر إنَّ مع معموليها ( الاسم والخبر ) بمصدر يجب الفتح
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَهَمْزَ إِنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ ... مَسَدَّهَا وَفِي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ
مثال :
يعجبني أنك فاهمٌ ، إذا استطعنا أن نقدر مصدر من إن ومعموليها فيجب في هذه الحالة فتح همزة إن ، أنك فاهم : نقدر مصدر فتكون فهمك ، لذلك قلنا بفتح همزة إن .
يؤلمني أنك ظالمٌ ، يؤلمني ظُلمُكَ ، ففي هذه الحالة وجوب فتح همزة إنَّ
تنبيه !!!
دلالة المفهوم من وجوب فتح همزة إن إذا قدرنا مصدر ، فإذا لم نقدر مصدر فنكسر حنئذٍ .
وجوب الكسر ، كسر همزة إنَّ
1 – يجب كسر همزة إنَّ إذا وقعت في الابتداء
فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ
إذا كانت إنَّ في أول الكلام يجب أن نكسر همزة إنَّ
إنَّك طالب مجتهد ، إنَّ السعادة مطلب ، إنَّ الله مع الجماعة
2 – أن تكون في أول جملة الصلة
جاء الذي إنَّه صادقٌ
3 – أن تحكى بالقول
قال تعالى " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ "
يقول فلان إنَّك صادقٌ ، أي إذا وقعت بعد القول ( قال – يقول – قل )
4 – أن تقع في أول جملة الحال
أقدّر التلميذ إنَّه مُجدٌ ، نقدر التلميذ أي حال كونه مجد
زرتُ الرجلَ وإنَّي ذو أمل ، الواو هنا حالية ، والضابط في معرفة الحال ، كيف ، أي كيف زرت الرجل ؟ وحالي إني ذو أمل .
5 – أن تقع جواب للقسم ، وفي خبرها اللام
والله إنَّ الولدَ لنائمٌ ، والله إنَّ ساريةَ لفاهمٌ ، والله إنَّ المسلمين لمنتصرون .
جواز فتح وكسر همزة إنَّ
1 – أن تقع بعد إذا الفجائية ، أو الفجاءة
خرجتُ فإذا إنَّ المطرَ منهمرٌ ، أو خرجتُ فإذا أنَّ المطرَ منهمرٌ
2 – أن تقع في جواب القسم لكن ليس في خبرها اللام
حلفتُ أنَّ زيداً قائمٌ ، أو حلفتُ إنَّ زيداً قائمٌ
3 – أن تقع بعد مبتدا هو في المعنى نفسه
خير القولِ أنَّي أحمد الله ، أو خير القولِ إنَّي أحمد الله
4 – أن تقع بعد فاء الجزاء
من يأتيني فإنَّه مكرمٌ ، أو من يأتيني فأنَّه مكرمٌ
ملحوظة :
لام الابتداء مكانها صدر الجملة الاسمية ، تأكيداً للجملة
لزيدٌ مجتهدٌ ، وهناك قاعدة تقول : ما زاد في المبني يزيد في المعنى ( لكن ليس على اطلاقها ) ، فهناك فرق بين زيدٌ مجتهدٌ ، و ، لزيدٌ مجتهدٌ ، زيد مجتهد عرفنا أن زيد مجتهد ، لكن لزيد مجتهد أكدنا أن زيداً مجتهدٌ ، وإذا أردنا أن ندخل إنَّ على لزيد مجتهد ، نقول : إنَّ زيداً لمجتهدٌ ( وتسمى اللام المزحلقة ) ، ولا يجوز أن نقول : إنَّ لزيداً مجتهدٌ ، لأن إنَّ تفيد التوكيد فلا يجتمع توكيدان هنا .