من أهل الدار
تاريخ التسجيل: October-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 82,352 المواضيع: 79,015
مزاجي: الحمد لله
موبايلي: samsung j 7
آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
المافياالكرويةمن أفواه صانعيها:وارنرعلى رأس القائمةلمكافحة فساد(فيفا)..والإداريون الأ
في غالبية الدول التي صوّت فيها مندوبوها لصالح إعادة بلاتر رئيساً لـ(فيفا) قبل اسابيع، تعد مسائل الفساد المالي فيها من أسوأ المؤثرات في قضية تحسين المستوى المعيشي لشعوبها وتأثيراته على الحد من عمليات وخطط التطور. ان امثال هذه الدول لا تحتاج من (فيفا) إلى تشييد ملاعب كروية غير نظامية أو الى تحويلات مالية الى الاتحاديين فيها وإنما هي بحاجة الى رعاية ودعم في ما يسمى بلغة (فيفا) اللعب النظيف!واحدة من هذه الدول هي ترنيداد - تباغو، جزيرة في البحر الكاريبي . انها بلد المدعو جاك وارنر، عضو تنفيذية (فيفا) منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً. يقال بأن ليس هناك ما يماثل هذه الشخصية في درجة انعدام الحياء. في مسألة تقرير بطولة العالم في جنوب أفريقيا ٢٠١٠ قيل بانه تلقى "تسلّماً" ملايين عدة من الدولارات كرشى لهذا الغرض . ان اسم وارنر هذا موضوع على رأس قائمة وزيرة العدل الأميركية في حملتها لمكافحة فساد (فيفا) . فأموال الكرة قد جعلت منه واحداً من أثرى أثرياء البلد وأقواهم إطلاقاً . انه يدير امبراطورية مشاريع عدة ويمتلك فضائية خاصة. ان هذا البرلوسكوني الكاريبي لم يجلب معه أموال (فيفا) الى الجزيرة فحسب وانما جلب معها طرق واساليب العمل الموظفة في منظمته الدولية . قبل عامين من الآن أسس له حزباً سياسياً واعلن انه ينوي بذلك انتزاع السلطة من رئيسة الوزراء الحالية. انه يهاجم باتجاه الموقع السياسي الأقوى . أما بالنسبة لأمر القبض عليه الصادر عن السلطات القضائية الأميركية فيقول بأنه ليس أكثر من مؤامرة أمريكية مبررة لمنعه من تحقيق طموحاته السياسية. مثله ينظر الرئيس الروسي بوتين، الذي يعد واحداً من أقوى داعمي سياسات بلاتر، إذ يؤكد بأن أمريكا لا دخل لها إطلاقاً بما حصل أو يحصل في (فيفا) وإن تدخل قضائها يعد حدثاً إمبريالياً صرفاً !
بحق فعلاً وطبيعياً يمكن ان يقال بأن مقر (فيفا) في سويسرا والمتهمون ليسوا بأمريكيين والأفعال المشينة هذه في غالبيتها لا علاقة لها مع امريكا!
عكس ذلك تماماً تعلن أجهزة متابعة الفساد المالي في أميركا التصريح ، بأنه كافٍ من الوجهة القانونية بدا التحقيق بشأن أي حوالة مالية منقولة من أو الى أي مصرف اميركي ، أو رسالة بريد إلكتروني منقولة عبر وسيلة أو برنامج اميركي واعتبارهم معنيين مباشرة بالأمر حسب نصوص القوانين الأميركية .
بوليس العالم
ليس غريباً هذا الأمر، انها عودة أميركا كبوليس للعالم ويبدو معها بان الإمبريالية الجديدة هذه لا تقاتل بالقنابل، بل بالنصوص القانونية! كما إن (الشريف) الجديد في موضوع التحقيقات تجاه اجراءات (فيفا) المالية هو وزيرة العدل الأميركية وليس قوات المارينز. الوزيرة لا ترمى بنار حممها على المواطنين العزل وانما تعتقل رؤوس مؤسسة المافيا الكروية الدولية. ان نتائج الإجراءات ضد فيفا بلاتر تعلن بأن أميركا جادة في محاربة فساد هذه المنظمة .
معلوم بأن السياسة الخارجية للدولة الأقوى والأعظم لم تنجح منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ حتى اليوم في حسم كثير من مشاكل العالم برغم ما تمتلكة من أساطيل وقدرات لا حدود لها. لا في قضية الصراع العربي الإسرائيلي واستمرار وجود الكيان الغاصب ولا في الحرب الكورية التي حوّلتها الى كوريتين متعاديتين ولا في حرب فيتنام التي انهزمت منها هاربة بعد ان أحرقت الارض وسكانها بحمم النابالم، ولا في مغامراتها المتكررة في بلدان اميركا اللاتينية ولا حتى في العراق الذي تركته بعد ان نقلت معركة تحريره من الدكتاتورية الى احتلال وما سببته من مآسيَ قائمة. وأخيراً ليس بآخر في معارك الربيع العربي التي انجبت تدخلاتها خريفاً ، لا بل جهنماً عربياً على امتداد مساحات بلدانه في القارتين. فهل ستنجح لغة القانون الأميركي هذه المرة في التغلب على مافيا الفساد الرياضي الأول في العالم، كما اعلنت وزيرة عدل القوة الأعظم؟
أما بالنسبة لألمانيا، بطلة العالم في نسخته الأخيرة ، البلد الذي يدير شؤون الكرة فيه واحد من أكبر وأغنى اتحادات الكرة في العالم (6.8 ) مليون عضو مسجل.
اثناء بطولة العالم ٢٠٠٦ المقامة في ألمانيا قلدت المستشارة ميركل رئيس (فيفا) بلاتر أعلى وسام استحقاق في البلد. في عام ٢٠١٠ توج الاتحاد الألماني لكرة القدم بلاتر بمنحه عضوية الشرف فيه. ليس هناك اتحاد كروي على وجه الارض أكثر ارتباطاً ببلاتر مثل الاتحاد الالماني. منذ العام ١٩٧٤ شغل ممثلو هذا الاتحاد عضوية تنفيذية (فيفا) بتواصل عدا دورة انتخابية واحدة لأربع سنوات.
كان الألمان لاعبين أساسيين وليسوا ثانويين في مجمل لعبة بلاتر الفيفياوية . الفساد المالي الرياضي الحديث والمنظم هو من نتاج صناعة نوعية ألمانية صرف. واجدها هورست داسلر، ابن مؤسس شركة اديداس لصناعة التجهيزات الرياضية ادلف داسلر.
منذ ستينيات القرن المنصرم شوهد داسلر الابن مرات عدة في منازع الفرق الكروية المتبارية في الملاعب يوزع ظروفا مالية! ويقال بانه كان يحتفظ بسجلات منظمة لميول ونوازع الإداريين نحو الكحول والنساء والمال!
لقاء مع داسلر
خلال حقبة السبعينيات تعرف داسلر على احد المدراء في مصنع للساعات السويسرية، اسمه، جوزيف بلاتر. عمل بعدها داسلر على دفع صديقه الجديد للعمل كمدير لـ(فيفا) ايام رئاسة البرازيلي هافيلانج واستمر يدفع له مرتبا شهريا بانتظام لسنوات عدة بعد ان أسس له إدارة في احد فروع مؤسسة اديداس .
في أحد أحاديثه اعترف بلاتر بان داسلر قد علمه الأصول الأحسن في السياسة الرياضية. كما يؤكد انها كانت الأجود من مجمل عملية رعاية داسلر له. إن بلاتر في حقيقته وسياساته اليوم هو أحد نتاجات مصانع اديداس .. كيف؟
في عام ١٩٨٢ قام داسلر بتأسيس منظمة في سويسرا أطلق عليها (المنظمة الدولية للرياضة والترويح) . عنيت المنظمة هذه بأمور الحقوق القانونية الرياضية وحقوق النقل التلفازي للمباريات . كان من اهم شركائها آنذاك الاتحاد الدولي لكرة القدم ، الذي تسلق فيه بلاتر الى موقع الأمين العام . المحاكم السويسرية في تحقيقاتها كشفت بان المنظمة المذكورة قد سددت ما يقارب ١٥٠ مليون دولار كأموال ( برطيل) على إداريين واتحاديين من مختلف دول العالم .
بعد وفاة داسلر اعلنت المنظمة المذكورة إفلاسها ، إلا ان وسائل الفساد المالي فيها قد امتدت استخداماتها الى (فيفا) حتى الوقت الحاضر .
اليوم وبعد مرور عشر سنوات لم يعد الاتحاديون الكرويون الألمان من داعمي بلاتر. ان رئيسه الحالي فيرباخ كان قد صوّت في المؤتمر الأخير ضد قرار بقاء بلاتر رئيسا لـ(فيفا) ، وظل عضواً مطيعاً صاغياً في تنفيذيتها. هذا الأمر دفع بلاتر للتصريح بان فرانس بكنباور قد انتقد فيرباخ ووبخ اتحاده ازاء وقوفهم ضد بلاتر. ان بيكنباور ظل في عرف بلاتر واحداً من الأعمدة المهمة التي شيد بها سياسته وبيته الكروي. وكما هو بلاتر ، فان بكنباور كان من أقوى الموثوقين لدا داسلر، صاحب اديداس .
وحين استطاع بكنباور جلب بطولة العالم ٢٠٠٦ لتقام في ألمانيا، سعى في الوقت ذاته الى جعل خليفة داسلر في اديداس المدعو فيدرو رادمان واحداً من اهم مساعديه ونائباً لرئيس اللجنة التنظيمية العليا للبطولة المذكورة . وكان رادمان هذا قد عمل سابقا كمسؤول لشعبة العلاقات الخارجية ومديراً لميكانيكية (البرطلة) الرسمية التي استخدمها داسلر في نشاطاته التجارية في منظمته الدولية المشار اليها .
عدد من الباحثين يشيرون إلى أن ملف قدوم بطولة العالم /٢٠٠٦ الى ألمانيا لم يخل من شكوك حول استخدام الرشاوى لهذا الغرض، لم يتم كشفها حتى الآن! كذلك فإن موقف بكنباور كعضو في تنفيذية (فيفا) حينها ، بقي ضبابيا إزاء حصول روسيا وقطر على حقوق تنظيم بطولتي ٢٠١٨ و٢٠٢٢ على التوالي . معلوم أكيداً بأن بكنباور حين كان يشغل عضوية تنفيذية (فيفا) قد أدلى بصوته لصالح الدولتين اعلاه. بعدها تلقى قيصر الكرة الالمانية عرضاً مغرياً للعمل كسفير لمدة خمس سنوات لدى أحد ممولي فيفا الجدد (شركة غاز بروم الروسية)! علامات استفهام كبيرة؟
ان (فيفا) ولجانه المقيدة لا تتمكن من كشف ادوار الإداريين الكرويين الألمان. كذلك لا يستطع الاتحاد الالماني ولا حتى القانون الالماني القيام بذلك. هذا ما تستطيع عليه ( فقط ) وكلاء الادعاء العام الأميركي في نيويورك! فالوزيرة الأميركية لإنش قد وعدت علناً بأن الاتهامات الحالية والاعتقالات التي تمت لا تمثل نهاية المطاف في الإجراءات المتخذة لمحاربة الفساد المستشري في (فيفا) وانما بداية العمل لهذه الغاية. ربما وكما تقول بعض التقارير بأن الإداريين الألمان سيكونون ضمن رؤيتها في التحقيقات الجارية !
هذا مؤشر خطر يؤكد أن كرة القدم تسير الى الدخول في نفق مظلم . فبعد مخاطرة الأردني علي بن الحسين الشاب ودفعه للترشيح ضد بلاتر، لم نسمع لليوم ما يشير إلى أن هناك ما يؤيد استمرار دعم ابن الحسين بعد انكشاف فضائح (فيفا) والضغوطات الناجمة عنها ووجوب طرح سياسة اصلاح جديدة تخرج (فيفا) من أزمته . هذا ما دفع بلاتر الى اللعب بورقة التنحي، عاد وتراجع باعتباره قد حصل على ما يقارب ثلثي اصوات المقترعين وإنه الرئيس المنتخب كما اعلن. كما صدر عنه مؤخراً تصريح مباشر يتهم فيه حكومتي ألمانيا وفرنسا بالضغط على موفديهما حينها باتجاه دعم ملفي روسيا وقطر للفوز بحق تنظيم بطولتي العالم / ٢٠١٨-٢٠٢٢بسبب تأثيرات المصالح الاقتصادية!
باعتقادنا ان الاموال والشركات الداعمة فقط من يستطيع ان يواجه ويضغط ويزيح بلاتر من موقعه ويرسله الى المعاش والبدء بإعلان سياسة إصلاح جدية ، لكن الأمر هذا ما زال معقدا وسابقا لأوانه على ضوء القائم من المنافع المتبادلة (للأشخاص) على حساب رياضة العالم الاولى. فالأغلبية من رؤساء اتحادات دول العالم وكذلك اتحاداتها القارية ( عدا أوروبا ) ما زالت مؤيدة لمسيرة بلاتر برغم فضائحها .
ما يدعو الى الدهشة بأن في تنفيذية (فيفا) ستة من الأشقاء العرب ، لم نسمع برأي أو موقف لأي منهم حتى الآن بالجاري من الاحداث، عدا الاردني الشاب الذي تنحى بعض الشيء ازاء حملة تحديه لرئاسة بلاتر ودوافعها ومحركيها. انهم جميعا، اكرر جميعا، بصموا بالعشرة في اجتماع العام الماضي على استمرار سياسة الحظر المفروضة من قبل الاتحاد الدولي على كرة بلاد الرافدين كي لا تحصل البصرة على حق تنظيم الخليجي فيها ! هل نحتاج الى المزيد لنتعلم من الدروس وسلوك إخوة الدم والدين واللسان تجاه العراق ورياضته؟
بلاتر ولا حتى أمينه العام فالكة لم يحضرا أي جانب من بطولة العالم للنساء التي اقيمت اخيراً في كندا. كذلك لم يحضرا بطولة العالم للشباب الاخيرة في نيوزلندة خوفاً من تنفيذ أوامر إلقاء قبض في بلدان لها اتفاقيات مشتركة بهذا الشأن مع الولايات المتحدة! الى متى وأين المفر؟
بالأمس القريب طالبت اجهزة الادعاء العام الاميركية السلطات السويسرية تسليمها اعضاء التنفيذية السبعة المدرجة اسماؤهم واوصافهم وتهمهم وبلدانهم في ادناه الذين تم إلقاء القبض عليهم صبيحة 27 أيار.
- اجينو فيكريدو(٨٣ عاماً ) من ارغواي متهم بانه تلاعب بعروض النقل التلفازي .
-كوستاس تاكاس ( ٥٨عاماً ) بريطاني من اصول يونانية قبرصية . عبر حسابه المصرفي مسكت أموال رشوة مرسلة لصالح نائب رئيس (فيفا) البريطاني فيب . حصته منها كان بناء مسبح خاص له .
-رافائيل اسكوفيل (٦٨عاماً )منذ ١٩٨٨ رئيس اتحاد فنزويلا . اثرى عن طريق حصول حصة عن حقوق النقل التلفازي في بطولة اميركا الجنوبية ٢٠٠٧ . باع قطعة ارض يملكها لاتحاده بسعر مرتفع جداً لبناء مركز تدريب٢٠٠١.
- جيفري ويب ( ٥٠عاماً ) نائب رئيس فيفا من جزر الكاي مان. يلعب دور الرجل النظيف . في قرار منح حقوق النقل لكأس اميركا حتى عام ٢٠٢٣ يقال انه حصل من احد الوكلاء على ٤٠ مليون دولار رشوة لهذا الغرض .
-خوسيه ماريا مارين (٨٣عاماً ) الاعلام البرازيلي يصف رئيس اتحاده السابق بالمحتال وعديم الأمانة . من المخزي انه صُوّر يوماً بسرقة واحدة من ميداليات الفوز ودسّها سراً في جيب سرواله .
-ادوارد لي( ٥٦عاماً ) رئيس اتحاد كوستاريكا . من اصول صينية . اختير رجل العام بعد نجاح بطولة العالم في البرازيل ٢٠١٤ . الآن مطارد من اجهزة التحقيق الفيدرالي الاميركية بتهمة الفساد المالي .
-يولو روشا (٦٤عاماً ) خلال عمله رئيس اتحاد نيكاراكوا ٢٠٠٩ - ٢٠١٢ تلاعب بمواعيد مباريات التصفيات. متهم بانه قد حصل على ١٥٠ الف دولار من احدى الوكالات الرياضية حول حقوق النقل في التلفازي الاميركي لمباريات التصفيات لكأس العالم .
يقال بأن التحقيقات كشفت بأن هناك ما يزيد على الـ (١٠٠ مليون دولار ) تسلمها القادة التنفيذيون أعلاه كرشى.
أما من صدر بحقهم امر إلقاء قبض لم ينفذ بعد فهم كل من التريندادي المار الذكر جاك وارنر ( ٧٢عاماً )والبرغوائي نيكولاس ليؤتز (٨٦عاماً) لمطالبته الاتحاد الانكليزي بالرشوة مقابل التصويت لإنكلترا في تقرير مكان اقامة بطولة العالم ٢٠١٨ اضافة الى ثبوت تسلمه رشى مقابل منح حقوق النقل التلفازي.
دعوى قانونية ضد (فيفا)
إن الأهم من كل هذا السرد التفصيلي ومستوجباته بالنسبة الى كرتنا . نقول ذلك لأننا على يقين بان الأوضاع هذه اشبه بالمثالية اذا ما ارادت أي جهة سياسية كالوزارة المعنية او أولمبية كاللجنة او من اتحاد الكرة او من أحد او بعض اعضاء هيئته العامة او اي جمعية دفاع عن الحقوق من التصدي وإقامة دعوى قانونية ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم لرفع قرار الحظر المفروض على كرة العراق. هذا لا يمكن ان يصل الى مديات نجاحه اذا لم تتوفر الجدية في التحضير والمعلومة الوافية في إعداد تفصيلات الملف ووثائقه وكذلك الوسيلة التنظيمية والمادية المستوفية لدعم مسيرة الملف من اجل كسب الدعوى والحصول على قرار رفع الحظر. الشرط الاول لحركة الملف يبدأ بتخويل رسمي لجهة قانونية من الاتحاد الكروي المعني . انها الفرصة الأكثر ملاءمة فهل هناك من مجيب ؟ مجرد استفسار!
المصدر / جريدة المدى