نبذة عن حياة السيد الرئيس مام جلال الطالباني اول رئيس منتخب بتاريخ الجمهورية العراقية ....
جلال طالباني الذي يعرف ايضا بـ جلال الطالباني
و يعرف في صفوف الأكراد باسم مام جلال ( العم جلال)
يعد واحد من أبرز الشخصيات الكردية في التاريخ العراقي المعاصر.
ولد طالباني عام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كوي سنجاق قرب بحيرة دوكان.
انظم الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة
الملا مصطفى البارزاني عام 1947
عندما كان عمره 14 سنة
وبدأ مسيرته السياسية في بداية الخمسينات
كعضو مؤسس لاتحاد الطلبة في كردستان
داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني
و صعد في صفوف الحزب بسرعة
حيث اختير عضوا في اللجنة المركزية للحزب في عام1951
اي بعد 4 سنوات فقط من انضمامه الى الحزب
وكان عمره انذاك 18 سنة.
التحق طالباني بكلية الحقوق عام 1953
بعد ان فشلت محاولاته للالتحاق بكلية الطب
نتيجة للعوائق الذي وضعت امامه
من قبل السلطات في العهد الملكي في العراق بسبب نشاطاته السياسية.
تخرج من كلية الحقوق من إحدى جامعات بغداد عام 1959
والتحق بالعسكرية بعد تخرجه كجزء من الخدمة العسكرية
التي كان من واجب المواطن العراقي
ادائها بعد تخرجه من الكلية او بلوغه 18 عاما.
خدم في الجيش العراقي كمسؤول لكتيبة عسكرية مدرعة.
وفي عام 1961، شارك في انتفاضة الأكراد ضد حكومة عبد الكريم قاسم.
وبعد الإنقلاب على قاسم،
قاد الطالباني الوفدالكردي للمحادثات مع رئيس حكومة الرئيس عبد السلام عارف عام 1963.
وقد بدأت خلافات جوهرية تظهر
بينه وبين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مصطفى البارزاني فانضم في عام 1964
إلى مجموعة انفصلت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني
ليشكلوا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني
والذي كان يتزعمه ابراهيم أحمد الذي أصبح لاحقاً حماه.
وفي عام 1966 شكلت المجموعة المنشقة حلفا مع الحكومة المركزية
وشاركت في حملة عسكرية ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني .
ولايزال بعض الأكراد يعتبر تحالف طالباني مع الحكومة
ضد مصطفى البارزاني كشائبة في تاريخه السياسي
انحلت المجموعة في اعام 1970
بعد أن وقّع الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة إتفاق سلام
ضمن إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد.
بعد انهيار الحركة الكردية بقيادة مصطفى البارزاني
على اعقاب اتفاقية الجزائر
الذي نتج عن سحب دعم الشاه في ايران لحركة البارازاني
وبالتالي الى توقف كامل الى الصراع المسلح بين الأكراد و الحكومة العراقية
أسس طالباني مع عدد من رفاقه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني،
عام 1975.
وكان حزباً اشتراكيا وبعد تشكيله بسنة،
بدأ الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية.
توقفت هذه الحملة لفترة قصيرة في بداية الثمانينات
في خضم حرب الخليج الأولى
حيث عرض الرئيس العراقي السابق صدام حسين
صلحا و مفاوضات مع الاتحاد الوطني الكردستاني
ولكن هذه المفاوضات فشلت
و بدأ الصراع مرة اخرى حتى حصلت لحزب جلال طالباني
انتكاسة قاسية
بعد استخدام الحكومة العراقية للأسلحة الكيميائية ضد الأكراد في عام 1988
واضطر حينها الطالباني لمغادرة شمال العراق واللجوء إلى ايران.
بدأت حقبة جديدة في حياة الطالباني السياسية
بعد حرب الخليج الثانية
وانتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة العراقية.
ومهّد إعلان التحالف الغربي عن منطقة حظر الطيران شكلّت ملاذاً للأكراد،
لبداية تقارب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني
بزعامة مسعود بارزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.
ونُظمت انتخابات في كردستان العراق،
وتشكلت في عام 1992 إدارة مشتركة للحزبين.
غير أن التوتر بين الحزبين أدى إلى مواجهة عسكرية في اعام 1994.
وبعد جهود اميريكة حثيثة وتدخل بريطاني،
ونتيجة اجتماعات عديدة بين وفود من الحزبين وقع البرزاني والطالباني
إتفاقية سلام في واشنطن في عام 1998.
وبعد الاجتياح الأمريكي للعراق في مارس 2003،
طوى الجانبان خلافاتهما كلياً ليشكلا زعامة مشتركة.
وعيّن الإثنان لاحقاً في الحكومة العراقية الانتقالية.
وكان العديد من الاكراد قد وقعوا على عريضة تطالب بإجراء استفتاء حول الانفصال.
غير أن زعمائهم أكدوا أنهم لن يطالبوا سوى بحكم ذاتي في إطار عراق موحّد.
من التصريحات المثيرة للجدل الذي ادلى به طالباني
انه يرفض فكرة إعدام الرئيس المخلوع صدام حسين.
لانه حسب قوله من بين المحامين الذين وقعوا
على إلتماس دولي ضد عقوبة الاعدام في العالم
وستكون مشكلة بالنسبة له لو أصدرت محاكم عراقية هذه العقوبة".
ومن تصريحاته الاخرى الدعوة الى الافراج عن برزان التكريتي
الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين
الذي يحاكم حاليا ضمن في المحكمة المختصة
بمحاكمة صدام حسين من اجل السماح له بتلقي العلاج الطبي.
ويري المحللون أن نجاح ولاية طالباني
قد يساهم في توطيد العلاقات الكردية-العربية
وتحسينها في العراق.
ولكن في المقابل،
إذا ظهرت فوارق أكبر،
فيمكن أن تتسمم العلاقات المتوترة أصلاً
والمحملة بسنوات من الدماء والصراعات.