((سقوط طـــــــائرة))
سافر عدد من الاطباء في مختلف الاختصاصات من العراق الى كندا على متن طائرة خاصة بهم ومعهم كل اجهزتهم الطبيه وبعض العلاجات والادوية .وفي منتصف الطريق وهم في الهواء تعرضت الطائرة الى خلل فني مما اضطر طاقمها ان يهبطوا هبوطا اضطراريا في صحراء قاحله .فاصيب الاطباء كلهم بجروح مختلفه .فبعضهم تكسرت اسنانه .وبعضهم كسرت ساقه .وبعضهم اصيب بصدمة نفسيه .والبعض الاخر اصيب بنزف دموي .وبعضهم تسارعت دقات قلبه .والبعض منهم اصيب بعينه..فتعددت الاصابات التي تستوجب اسعافات وعلاجات اوليه.
وهنا اطرح سؤالي كل الاطباء عندهم اصابات والم وخوف ورعب .لكن كلهم يحتاجون الى اسعافات او علاجات اوليه.والّا سيموتون كلهم في هذه الصحراء.
ما هو الحل؟؟؟
ومن يسعفهم ويعالجهم ويخفف المهم؟؟من يزرع الامل في نفوسهم ؟؟ اذا استسلموا للالم واليأس والبكاء والحزن؟؟
من يوقف النزيف الدموي .من ينعش القلوب المتسارعه بدقاتها.من يصنع جبيرة من جبس للذراع المكسورة؟؟فالكل يتالم والكل قد اصيب بجروح .وشبح الموت والياس والقنوط والاستسلام يحوم حولهم .
كل الظروف ضدهم .والجرح لايؤلم الا صاحبه.فاذا انشغل كل شخص بالمه ينوح ويبكي على نفسه ومصيره وذكرياته وجروحه فانهم سيموتون
فلابد من ان يبرز اشخاص من الاطباء عندهم قابلية وطاقه على اخفاء ألمهم واوجاعهم وجروحهم ويتبرعون كل حسب اختصاصه بعلاج الاخرين .حتى وان كان دم هؤلاء المتبرعين ينزف وجروحهم خطيرة وقاتله.
لابد من إخفاء الالم.وهذا لا يحدث في المواقف الصعبة جدا والحرجة .هنا تبرز صفة ((الشجاعه)).فاذا استسلم كل شخص لهمومه وجروحه يموت ويموت الاخرون
نحن هنا في العراق وفي العالم الاسلامي والعربي لنا هموم وجروح والام كبيرة جدا جدا ..فبعضنا فقد عزيزا وبعض هجر من بيته وارضه والبعض يرزخ تحت قيود الاسر والبعض يعاني من الجوع والفقر والحرمان .حيث لايوجد شخص ليس له هموم واوجاع وذكريات واسف والم.
ونحن الان مثل الاطباء الذين سقطت وتحطمت بهم طائرتهم. وهذا العيد قد اقبل علينا فالذي ارجوه ان لانستسلم لليأس والالم والحزن ولا نعلن اننا استسلمنا للواقع .بل يجب ان يعالج بعضنا الاخر ,ويواسي بعضنا الاخر .ويبتسم بعضنا بوجه الاخر .لنخفف من اليأس والحزن والالم والمعاناة.فان لله سبحانه وتعالى جعل العيد فترة علاج اجتماعيه يراجع فيها المجتمع ذاته ويضع علاجا لكل مرض . مثل :مساعدة محتاج,عيادة مريض,تفقد يتيم.مواساة حزين,استغفار لذنب,دفع زكاة, صلة رحم, اصلاح ذات البين,اجتماع يناقش مشاكل المجتمع.
ارجوكم لاتتعذروا وتلوذوا بالحزن واليأس والحرمان والمشاكل والقتل والتهجير وداعش والارهاب .يجب ان نحتفل كل حسب طريقتة بالعيد فانه واجب علينا مهما كانت الالام. و نسال الله ان يحمي طائراتنا واطباءنا ولكنه مثال لتقريب الفكرة.
الاربعاء/27أو28/ رمضان/1436هـ / 15/ تموز /2015م