Wednesday 16 May 2012
دعوات لانهاء تفرد وزير ينتمي للحزب الحاكم بتعيين رؤساء الجامعات
البرلمان العراقي يبحث معاقبة رئيس جامعة وصف طلابها بالساقطين
رئيس جامعة النهرين محمد جابر علي
ثارت قضية وصف رئيس واحدة من أرقى الجامعات العراقية ينتمي الى حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لطلابه بالساقطين والحمير مشكلة انفراد وزير التعليم العالي بتعيين رؤساء الجامعات حيث يستعد مجلس النواب لبحث قضية تصرف رئيس الجامعة وسط مطالبات بأحالته الى التحقيق وانزال درجته العلمية وابعاده عن هذا المنصب .
أثارت الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي ما وصفته بالممارسات "المافوية" لرئيس جامعة النهرين في بغداد محمد جابر علي واكدت انها ستثير قضيته في مجلس النواب لدى استئناف جلساته في الرابع عشر من الشهر المقبل من اجل احالته الى لجنة انضباط وطرده من منصبه لتلفظه بكلمات نابية ضد طلاب الجامعة ووصفه لهم بالساقطين والحمير. وقالت الناطق الرسمي بأسم الكتلة النائب ميسون الدملوجي في تصريح ل"أيلاف" اليوم ان الاوصاف النابية التي اطلقها رئيس الجامعة جاءت خلال اختفالهم بتخرجهم "حيث قام شخصيا مع الشلة التي كانت معه بتمزيق الشعارات والاعلام والهياكل التنكرية التي رفعوها والقى بالصور واليافطات الملونة ارضا مهددا وبأبشع الكلمات البذيئة الطلاب من مواصلة احتفالهم".
ودعت الدملوجي الكتل السياسية واعضاء مجلس النواب الى الوقوف بحزم ضد هذه الممارسات التي وصفتها بالبعيدة عن التصرف الاخلاقي والعلمي" والنظر بشكل جدي وجذري في مسألة تعيين رؤساء وعمداء الجامعات الذين يحب ان يتصفوا بالعلمية والاخلاق والتهذيب والكثير من الاحترام. وقالت ان عددا من النواب سيثيرون هذه القضية في مجلس النواب بعد معاودة انعقاده والنظر في كيفية ايجاد السبل المثلى لوضع ضوابط صارمة حول تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بحيث يكونوا على قدر كبير من العلمية والاخلاق الراسخة والماضي النقي ضمانا لعدم تكرار المسرحية المؤسفة التي حصلت في جامعة النهرين. واشارت الى ان اعتذار رئيس جامعة النهرين فيما بعد عما بدر منه من اساءة وتصرف غير لائق لايكفي فالاعتذار لايغير اخلاق الانسان التي جبل عليها بل يجب ان يحال على لجنة انضباط موظفي الدولة للتحقيق معه عما بدر منه تجاه الطلاب المتخرجين وانزال درجته العلمية التي لا نعلم كيف حصل عليها وابعاده عن هذا المنصب لانه لايمكن الوثوق بشخص يتصرف هكذا ان يكون عالما ومربيا لاجيالنا القادمة مهما قدم من اعتذارات.
وحذرت من خطورة ترك تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وهو غير مستقل في فكره السياسي وينتمي الى احد الاحزاب الدينية (علي الاديب القيادي في حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي) امر فيه الكثير من الخطورة لأن ذلك يعني ان التدريس في الجامعات والمعاهد العلمية العراقية سيخصع عاجلا ام اجلا لتوجهات ذاك الحزب وبالتالي ستصبح جامعاتنا في ادنى سلم الجامعات في العالم.
وقالت الدملوجي ان من يشاهد صور رئيس الجامعة وهو يسير متوجها نحو الطلاب لتخريب حفلهم وخلفه "شلة من طباليه وزماريه" لايمكنه الا ان يرى في ذلك امرا مؤسفا ولكن الاكثر غرابة ان يتم سكوت كبار المسؤولين في الدولة على هذه التصرفات وعدم المطالبة بطرد فاعليها من اماكنهم العلمية واحلال محلهم من هم ،علميا واخلاقيا، اهل لمثل هذا المناصب دون الاخذ بنظر الاعتبار تبعيتهم لهذا الحزب او ذاك.
وكان طلاب جامعة النهرين طالبوا الجمعة الماضي رئيس جامعتهم محمد جابر علي بالاعتذار العلني بعد ان وصفهم علناً أ بـ"الساقطين" ومزق يافطات احتفال تخرجهم، بعد اشهر من حادثة هزت الوسط التربوي العراقي عندما وصف وكيل وزير التربية العراقي المعلمين بـ"الحمير". ونشر عدد من طلاب الجامعة التي تعد من بين أرقى الجامعات العراقية، مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" تظهر رئيس الجامعة مع افراد من حمايته باقتحام احتفال عدد الطلاب المتخرجين وتمزيق لافتتات وبالونات فضلا عن وصفهم بـ"الساقطين" ومثل الطلاب بـ"الحمير". كما اصدر تعليمات جديدة تقضي بمنع الحفلات التنكرية داخل حرم الجامعة، بمناسبة تخرج دورة جديدة من طلابها، ما دفع بطلاب الجامعة الى الاستنكار وترك الدوام ليوم كامل.
وتعد جامعة النهرين من ارقى الجامعات العراقية وتأسست نهاية الثمانينات من القرن الماضي لتخريج علماء عراقيين وأطباء متميزين. وكان الغرض الرئيسي من تاسيس هذه الجامعة هو اعداد كوادر علمية كفوئة كان المقرر لها رفد حركة التطور في البلد وشغل المفاصل الحساسة في الدولة. وحظيت الجامعة برعاية حكومية خاصة من الناحية المادية والمعنوية، حتى انها كانت تابعة لديوان الرئاسة آنذاك بدل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتمتلك جامعة النهرين مجمعين دراسيين يقع الأول وهوه الأكبر في منطقة الجادريه ببغداد فيما يقع الثاني في منطقة الكاظميه.
وطالب الطلاب محمد جابر علي بالاعتذار الفوري والسماح لهم باقامة الفعاليات الطلابية دون المساس بالحرية التي كفلها الدستور في العراق بحسب بيان اصدره طلاب الهندسة والعلوم وهندسة المعلومات والعلوم السياسية. وتسائل الطلاب قائلين "اذا كانت هناك موافقه موقعه من قبل ديوان الجامعه، وعميد كلية الهندسه، بالسماح للطلبه بادخال المعدات والفرقه الموسيقيه والمطبوعات وغيرها، لماذا تم تمزيقها ورميها". واستغربوا قيام رئيس الجامعة بنفسه بتكسير وتمزيق معدات الاحتفال والتفوه بالفاظ معيبة ضد الطلبة.
وكشفت تقارير نشرها طلاب الجامعة على موقع التواصل الاجتماعي عن ارتباط العميد محمد جابر علي بـ"حزب الدعوة الاسلامي" وعين بمنصبه بعد اقالة العميد السابق الدكتور عدنان الجنابي من قبل الوزير متهمينه بعدم امتلاكه درجة "الاستاذية".
وسبق وان اقيل عميد الكلية التقنية في العاصمة بغداد، جمال الدباغ على خلفية تواصل الاحتجاجات الطلابية المنددة بانتهاك الحريات العامة داخل الحرم الجامعي التي وصلت الى حد منع جلوس الطالبات مع الطلاب الا بعقد زواج.
وتأتي هذه الحادثة بعد اسابيع من اضطرار رئيس جامعة القادسية في مدينة الديوانية (180 كم جنوب بغداد) احسان القريشي الى الاعتذارالى طلبتها واساتذتها عن بعض التصرفات التي صدرت منه واعتبروها اساءة لهم مما دعاهم الى الاعتصام احتجاجا . وقدم رئيس الجامعة أعتذارا الى عميد كلية التربية ومن ثم أستصحبه معه الى قسم اللغة العربية الذي حدثت فيه مشكلة تعدى فيها رئيس الجامعة على رئيس القسم حيث قدم القريشي أعتذاره لأساتذة القسم أمام طلبته بحسب طلبهم .
وكان المئات من أساتذة وطلبة كلية التربية بجامعة القادسية في محافظة الديوانية قد تظاهروا للمطالبة بإقالة رئيس الجامعة إحسان القريشي كما قرروا تعليق الامتحانات الفصلية حتى الاستجابة لمطاليبهم في اعتذار رئيس الجامعة عن تصرفات بدرت منه وأعتبروها أساءة لهم أو أقالته. وكان رئيس قسم اللغة العربية في الكلية سرحان جفات قد اكد أن "القريشي اعتدى على أساتذة وطلبة الكلية بألفاظ غير لائقة من دون مبرر".
وسبق لوزارة التعليم العالي أن أعفت في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي رئيس جامعة القادسية عماد الجواهري وكلفت إحسان القريشي بتولي مهام رئيس الجامعة. وتأسست جامعة القادسية ومقرها شمال الديوانية، 180 كم جنوب بغداد، مطلع عام 1987 وتضم 11 كلية علمية وإنسانية ويدرس فيها نحو 18 ألف طالب وطالبة.
Elaph