أطللت من الشرفة مسافرة عبر الآفاق
لأناغي السكون فأعيد حساباتي
رأيت السحاب مسرعا كأنه هاربا هرع
يغطي قرص الشمس المضيء
و بين تلك و ذاك أسراب من الطيور تلوذ بالفرار لأعشاشها
و كأن معها أسراب الأمنيات التى كانت تزدحم بها الأحلام
حتى بدأت خيوط السطوع تتلاشى شيئا فشيئا فتلوذ السماء لإرتداء السواد
إنجلى السحاب و بانت النجوم مرحبة بالقمر
قلت فى نفسي سبحان من أبدع و صور
فأقررت أن أسأل القمر
أ تذكر تلك التي كانت تجالسك؟ في تلك الزاوية من على يميني مستلقية على هذا الكرسي الهزاز؟
خيالي يناديني الى الذكريات فهنا صوت ألمها يشجيني
و هناك إبتسمت لفرحي و هنا تسامرنا وتحدثنا و جاءت إليك مرارا أيها القمر
لتبوح إليك بالأسرار فشاركتها أحلى اللوحات المرسومة في تلك الليالي المسحورة زمان
حتى رأيت صورتها عند آخر رمق رشفته في الإحتضار
فكيف بعد الآن أتذوق شهد الوصال
و ينادي نبضي أين هي؟ هذا محال هذا محال إلى حد الهذيان
و إذا بكف لامستني فرجعت روحي إلى شرفتي و أمسكت اليد التي حطت على كتفي و إلتفت إليه
فنظرت عيناي إلى عيني أبي فإستلهم منهما الحوار
حيث بانت لمسة مرارة الشوق في ملامح وجهي و الإنكسار فإنفجرت باكية و أصابني الإنهيار فحواني بذراعيه و العبرة في صوته
إهدئي أنا سأكون لك الأم و الأب يا صغيرتي
و أسأل لك الصبر من الواحد القهار
الحنونة
2015/7/14