منذ نحو 500 مليون سنة كان كائن "هالوسيجينيا سبارسا" من بين أكثر الكائنات والأنواع شيوعاً على الأرض، وحير العلماء طوال عقود.

ونبعت حيرة العلماء من أن الكائن لم يعرف رأسه من ذيله ولا بطنه من ظهره، فأطلقوا عليه اسم "هالوسيجينيا" الكلمة المشتقة من "هالوسين"، وتعني الهلوسة بالعربية.

وتمكن العلماء من فك اللغز المتعلق بهذا الكائن بعد أن عثروا على عينين بسيطتين له وفتحة تضم أسناناً شبيهة بالإبر، الامر الذي ساعدهم في تحديد موقع رأس الكائن.

وقال العالم في جامعة كامبريدج، مارتن سميث، الذي قاد العمل إن العثور على الرأس يعتبر نتيجة علمية أساسية، خصوصاً بعد الجدل الكبير الذي أثاره عدم تحديد رأس له.

ويبلغ طول الكائن 35 ميليمتراً، وكان يعيش في المحيطات منذ نحو 505 ملايين سنة، وذلك خلال ما يعرف بحقبة الانفجار الكامبري، أو الظهور المفاجئ لمستحاثات أسلاف الحيوانات المألوفة وظهور التنوع في المتعضيات.

النتائج الأخيرة كشفت عكس ما ذهبت إليه الأوصاف العلمية المبكرة للكائن، خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث تبين أن وصف قوائم الحيوان في تلك الفترة ما هي إلا أشواك على ظهره، وأن ما كان يعتقد أنها أشواك ما هي إلا أقدام.

وقال سميث إنه كان يوجد في ذيل الكائن تشكيل دائري يشبه البالون، وكان يعتقد أنه رأس الكائن، لكن تبين أن مكان الرأس يأتي في الاتجاه المعاكس تماماً، ما يعني أن الكائن انقلب رأساً على عقب عما كان يعتقد سابقاً.

واستخدم العلماء في الاكتشاف الجديد جهاز تكبير إلكتروني قوي، تمكنوا بواسطته من تحديد موقع الفم والعينين.

وتلقي الاكتشافات الجديدة بشأن الكائن الضوء على طبيعة حياة الحيوان البدائي مع بدء تطور الأشكال الحياتية على الأرض وظهور أنواع أكثر تعقيداً مازالت تعيش إلى يومنا هذا.

وقال العلماء إن هذا الكائن كان قادراً على الأرجح على تمييز الليل من النهار لكنه لم يكن قادراً على تحديد مفترس يحوم فوق على ارتفاع 400 خطوة.

أما الفم والأسنان فكان يستخدمها من أجل تصفية ما يدخل جوفه من عوالق مثل البلانكتون ويوجهها إلى المعدة.

والغريب في الأمر أن الكائنات السابقة واللاحقة له لا توجد لديها أسنان، ما يعني أنها ظهرت في هذا الكائن واختفت باختفائه.
المصدر
http://m.skynewsarabia.com/#!/web/article/755367