بقلم الدكتور علي البكري


وضعت القوى العظمى و ايران نهاية لأخطر ملف كان يهدد العالم بحرب عالمية ثالثة و ادخال منطقة الشرق الاوسط بحروب لا نهاية لها بعد عقود من التراشق و المفاوضات بين الطرفين ..و يمثل هذا الاتفاق ضربة قاتلة لأسرائيل و حلفائها كالسعودية و قطر..هذا الاتفاق سيغير من خارطة التحالفات السياسية في الشرق الاوسط و الذي سيبدوا وجهه بملامح جديدة…
الكثير من التداعيات ستحل على دول المنطقة و اولها العراق منها الايجابية و اخرى سلبية…اولى التداعيات السلبية هو ان اسعار النفط ستهوي من جديد لما دون الخمسين دولارا ..و التجارة بين العراق و ايران ستاخذ شكلا اخر بسبب ارتفاع قيمة العملة الايرانية الى مستويات قياسية و هذا سيؤثر بدوره على السياحة الدينية بين البلدين و على التجار العراقيين بالسلب و الايرانيين بالأيجاب..الايام القادمة ستكون حبلى بلأحداث …و محصلتنا كعراقيين من هذا ألأتفاق ستكون ايجابية حتما. هذا الاتفاق سيغير التحالفات و المحاور في الشرق الاوسط و الذي سيكون جديدا بعده…
نبارك للدبلوماسية الايرانية هذا النجاح و نتمنى ان يكون لدينا ربع هذه الحنكة السياسية لدى مفاوضينا. اهم دلائل هذا النجاح هو مستوى الخيبة و الغضب و الخذلان و الذي اصاب الدول المعادية لأيران كأسرائيل و حلفائها كالسعودية و قطر و هذا اليوم سيكون اسودا و بدون شك على السعودية مفقس الدواعش و المتأسلمون الارهابيون في كل العالم..
التداعيات ستكون لها اثارها الايجابية و السلبية….. فالسلبية منها ستؤثر على اسعار النفط للدول المنتجة و مفرحة ستكون للدول المستهلكة و بالتالي فأنها ستؤثر حتما على ايفاء مستلزمات ميزانية العراق بصورة عامة …اما التجار و السياح و الزوار العراقيون الى ايران سوف لا يكونوا بعيدين عن هذه التداعيات نظرا لأن العملة الايرانية سترتفع الى مستويات عالية مقارنة بقيمتها الحالية. بينما ستكون ايجابية على الجانب الايراني..
موقف ايران سيكون قويا في المنطقة و ستزيح شرطي الخليج السعودي من مكانه..اضافة الى انها ستعطي دفعا جديدا و قوة لكل المتحالفين مع ايران في سوريا و اليمن و العراق و كل دول المنطقة.. و ستمثل صفعة كبيرة على وجه الأعلام الداعشي القطري من خلال جزيرتها الخنزيرة و التي تحكم قرية اسمها قطر و التي تناطح دولا عظيمة بالتاريخ و الحضارة و الحجم كمصر و العراق و اليمن و سوريا.. «كناطح صخرة يوما ليوهنها ……..فلم يضرها واوهى قرنه الوعل».
ايران ستكون اللاعب الاساسي و المحوري في المنطقة خلال الحقبة الجديدة القادمة في الشرق الاوسط الجديد…. و نحن كعراقيين لا يهمنا الا ان نعيش بأمن و امان اضافة لتحقيق مصالحنا الاقتصادية المشروعة و المسروقة من دول الجوار و من كافة الاتجاهات و نريد ان نحقق الرفاه الاقتصادي و الانساني للمواطن العراقي و الذي لاقى الآمرين من دول الجوار صديقتها و عدوتها..و ليكن شعارنا للمرحلة القادمة هو (العراق اولا و اخيرا) و لنعيد و لو جزءا يسيرا من الحق العراقي المضاع و الذي سرقته الدول الباغية و اهمها سرقة حصته النفطية في اوبك من السعودية و منذ العام 1981..
الجانب الاكثر ايجابية و اشراقا في هذا الأتفاق هو ان منطقة الشرق الاوسط و عراقنا الحبيب سيكون اكثر امانا بدلا من ان يكون مكانا لتصفية الحسابات بين محور ايران وروسيا و الصين و سوريا و دول المحور الاخر و التي تمثل اسرائيل و امريكا و السعودية و قطر….
اللهم احم شعبنا و عراقنا الطيب من شرور المعتدين سواء اكانوا من دواعش الداخل و من لف لفهم و من دواعش الخارج و من دعمهم..اللهم انصرنا و اجعل عيد الفطر هذا عيدين على العراقين الأباة من خلال نصرك المؤزر بتحرير كل مدننا و قرانا من المعتدين من الارهابيين و المتآمرين ..اقول قولي هذا و استغفر الله لي..و لكم
حياكم الله وآسف للآطالة…
هذا المنشور كتبته و انا اشاهد الرئيسين الايراني و الامريكي قبل قليل و كل على حدة و هم فرحين بهذا الاتفاق..و بعد ان اردت ان اتاكد مما اكتب ادرت القناة على الجزيرة القطرية فلاحظت الخيبة و الخذلان عليهم..لذا تاكدت من ان ما اكتبه صحيح..
..من تجليات ظهيرة 14 تموز الرمضانية الحارقة


منقول