السومرية نيوز / بغداد
بعد مرور قرابة الستة عقود، يستذكر العراقيون، لاسيما السياسيين منهم، ثورة 14 تموز بمواقف متباينة، فقي الوقت الذي أشاد فيه البعض بها واعتبرها ثورة وطنية، وصفها آخرون بأنها "نذير شؤم" جلب الويلات للعراق.
في مثل هذا اليوم من عام 1958 أحاط الجيش بقصر الرحاب الملكي، وما أن أعلن الملك فيصل الثاني استسلامه، حتى تمت تصفيته الى جانب العائلة المالكة على الفور، ليعلن بعدها قيام النظام الجمهوري في العراق برئاسة الزعيم عبد الكريم قاسم.
يقول النائب عن الجبهة التركمانية حسن توران في حديث لـ السومرية نيوز، "نحن من وجهة نظرنا كمكون تركماني نعتبر هذا اليوم مشؤوما بسبب ما تعرض له التركمان حينها لأبشع مجزرة"، مبينا أن "الاعتداء حصل على التركمان من قبل أفراد يدعون انتماءهم للحزب الشيوعي آنذاك".
ويوضح توران أن "التركمان أرادوا المساهمة في الثورة بعد 14 يوم، لكن حصل قتل لأبنائهم ولم ينصفوا"، مطالبا لجنة الشهداء النيابية بـ"إنصاف شهداء هذه المجزرة أسوة بشهداء النظام البائد".
ويضيف أن "النظام الملكي لو استمع للنصائح التي قدمت له لكان أفضل من الأنظمة اللاحقة التي مارست الظلم على الشعب العراقي".
ثورة الفقراء
النائب عن ائتلاف دولة القانون اسكندر وتوت يقول إن "ثورة 14 تموز هي ثورة وطنية بقيادة ضباط أحرار ومنهم عبد الكريم قاسم الذي له تاريخه"، مبينا أن "الثورة التي خرج فيها الشعب والجيش العراقي كانت ضد الطغاة والملكية والديكتاتورية".
ويبين في حديث لـ السومرية نيوز، أن "هذه الثورة جاءت لانتصار العمال والفلاحين، لكن حصل تآمر عليها من خلال الانقلابات العديدة".
مشاكل لم تحل
النائب عن ائتلاف القوى الكردستانية زانا سعيد روستاي يرى أن "العراق فقد الاستقرار السياسي الذي كان موجودا في العهد الملكي بعد ثورة 14 تموز، والتي تبعتها ثورات وانقلابات لم تأت إلا بالدمار للعراق"، مضيفا أنه على المستوى الشخصي يتعاطف مع الملكية "مقارنة بالعهد الجمهوري، لأن العراق لم ير الخير بعد الثورة مع أن الجمهورية أكثر ديمقراطية".
ويشير في حديث لـ السومرية نيوز الى أن "ما يخص المكون الكردي، فإن مشاكلهم القومية كثرت مع الحكومة العراقية بعد تغيير النظام، رغم أنها كانت موجودة مع الملوك، لكن أقل منها في العهد الجمهوري".
يذكر أن عددا من ضباط الجيش العراقي كان على رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف قادوا في 14 من تموز 1958 انقلابا عسكريا تم فيه إسقاط الحكم الملكي وإعلان الجمهورية العراقية بشكل يعتبره البعض "دمويا"، بيد أن مؤيدي الانقلاب أو الثورة حسب التسمية الثابتة، يرون أن التغيير كانت له انعكاسات ايجابية على حياة العراقيين خلال الفترة الماضية.