وتسألني عيون الغرباء عنك..
هل تدري أيها السائل: ان الأرواح وحدها هي التي تدرك حقيقة الأشياء المبعثرة هنا وهناك بداخلنا...
وهي وحدها التي تمتلك القرار في كشفها او سترها..
فهل تراني قادرة على كشف الستر الذي يحيط بأرواحنا...؟
تعبت أفتش في قواميس الهوى عن وصف أصفك به...!
سأظل احلق بك بعيدا في مخيلتي الصغيرة..
سأظل أصونك عن كل متلصص يريد التسلية بما تحمل أروحنا من الألق!
أتعلم .... حبك يسكنني من قبل ميلادي وميلادك...
ولا ادري كيف سأفسر لك ذلك؟..
نحن روح في جسدان..!
هذه الروح التي تنبض في صدري تارة وفي صدرك تارة أخرى تقسم ان الحقيقة لن تُكتشف لسوانا...
لأن مشاعرنا ليست ملكاً لأحدٍ سوانا....]
لكني أسأل كل يومٍ عنك ! فهل لك ان تغفر زلة نبضةٍ خفقت لتتباهى بك !
من دون ان تشعر...
لم أدرك حينها أني احفر بحثاً عن أوجاعي..
وأبعثر آلامي...
عدت أدراجي...!
تسلقت طوابق حزني المحمومة بك ...
بدأت أعاتب روحي ...
لماذا أخبرتهم عنك ...
لما نثرت مشاعرنا في الطرقات ...
لما منحتهم شرف التمتع برائحة حبنا ...
هل أنت حقيقة تسكنني أم أني لازلت أوهم نفسي بأنك لازلت هنا لم ترحل بعد؟...
وماذا بعد وأنا التي لم أعش بعدك إلا جنون الصمت المتألم من الرحيل..
هل هو قدري الذي ساقني إليك ؟
أم قدرك أنت...؟
أم انه قدرٌ ثالث أبى إلا ان يجمعنا ذات يوم ؟ ويلم روح تفرقت في جسدين...
كان الصمت يشاطر روحنا في غيابك !..
منذ زمن كنت أداري أشواقي في حصوني...
لكنك بدون أي ضجيج.... تكسر آخر قفل في حصوني .....
اتراك كنت تدرك ما تفعل !...
تدخل قلباً مزهراً...
لتترك به حبك ...
ثم تلوذ بالفرار ...
إلى سجون أخرى في سماء خيالي
والأغرب من ذلك كله انك تبدو فرحاً بسجوني؟...
أرجوك اشرح لي ما يحدث ..
ها أنا ذا قد كتبتك اليوم كما لم أكتبك من قبل...
فقد تمنيت بشدة ان أضعك إمامي كتمثال حجري؟..
لا يملك إلا الإنصات؟... وعندما تمنيت ذلك كانت غرفتي تغط في ظلمة عميقة...إلا من ضوء بعيد يختلس النظر إلى مقلتي ..
عبر نافذة غرفتي..
انك بحق تهزني بعمق .....توقظ في الشوق لحد السهاد ...وعلى جدارية حب رسمتك وهذا ما أتعبني بعنف... بعثرني بشدة....ثم تركت حبك يسري في عروقي بعنف . وبعد كل هذا ..
رحلت...
لتترك خلفك جسداً لا يقوى على الحراك...
كنت انقى وهم سكنني ..
وكنت اكثر روحك حفظتك..
...
أفكر:..
أحقاً كل تلك المشاعر كانت لك؟....
أم إنني أتوهم انك عدت ....؟
لقد نسيت انك ذهبت دون عودة...