من قصص نهج البلاغه
لقاء عاصف مع خوارج النهروان

جاء رجل من مراد إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) يصلي في المسجد، فقال: احترس فإن اُناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كلّ رجل ملكين يحفظانه ما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، وإنّ الأجل جنة حصينة.

وقال الشعبي: لم يزل الناس خائفين لهذه الخوارج على عليّ مذ حكم الحكمين وقتل أهل النهروان، حتى قتله ابن ملجم لعنه الله.

ولقد جاء أميرالمؤمنين(عليه السلام) ليلة فألقى درته ثمّ قام يصلي، فلما فرغ أتانا فقال: ما يجلسكم؟ قلنا: بحرسك.

فقال: أمن أهل السماء؟ فإنّه لا يكون في الأرض شيء حتى يقضى فى السماء، ثمّ قال: وإن عليَّ من الله جنة حصينة، فإذا جاء أجلي كشف عني! وإنّه لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه[٧].

وقد تنبأ بعدد من يقتل من أصحابه وبقدر من يبقى من الخوارج قبل أن يشتبك معهم في النهروان، فقال:

مصارعهم دون النطفة، والله لا يفلت منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة، فلم يقتل من أصحاب الإمام إلاّ ثمانية، ولم ينج من الخوارج إلاّ تسعة[٨].
[٧] . بحار الأنوار: ٤٢/٢٢٢.

[٨] . دراسات في نهج البلاغة: ١٧٩.