Wednesday 16 May 2012
مدرسة لغة عربية تعاقب طالب بضربه ضربا مبرحا
تفاعلت الأوساط التربوية والجماهيرية والمؤسسات التعليمية مع حادثة تعرض طالب في الصف الأول الابتدائي للضرب بالعصا من معلمة اللغة العربية بسبب خطئه في الإملاء يوم الخميس
الماضي، في حين نفت المعلمة إدخالها للعصا معها وأنها وجدتها في الصف مؤكدة عدم ضربها للطالب "ضرباً مبرحاً" لا يزال مركز شرطة الراشدية يحقق في البلاغ الذي تقدم به ولي امر الطالب حول تعرض ابنه للضرب.
بينما أكدت وزارة التربية أنها تشدد على المدارس الخاصة بأهمية الالتزام بلائحة السلوك الطلابي وتنفيذها وفقا لبنودها، فضلا عن مخاطبة كافة المناطق التعليمية للتأكد من تنفيذ اللائحة في المدارس التابعة لكل منطقة، في حين شددت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتسببين في حالة ثبوت التعدي بالضرب على الطالب، وسيتم اتخاذ قرار يصل إلى إنهاء خدمات المتسبب
بدورها نفت المعلمة ضرب الطالب ضرباً مبرحاً، ويحقق مركز شرطة الراشدية في البلاغ الذي تقدم به ولي امر يدعى ذاكر سيد امين يفيد فيه بتعرض ابنه البالغ من العمر 7 سنوات والذي يدرس بالصف الاول الابتدائي الى الضرب بالعصا من قبل مدرسة اللغة العربية، مؤكدا انها ليست المرة الاولى الا انها هذه المرة الأقوى.
حيث يعاني الطفل من اثار الضرب الذي ظل واضحا على جسده النحيل على مدار 4 ايام، وقال العقيد صالح حميد عبيد الرحومي، مدير مركز شرطة الراشدية لـ "البيان" ان تفاصيل الواقعة تعود الى يوم الخميس الماضي حيث توجه شخص من الجنسية الباكستانية الى مركز الشرطة في حوالي الساعة العاشرة ليلا مصطحبا ابنه الصغير الذي يدعى احمد معه مؤكدا ان الطفل تعرض للضرب بالعصا من قبل مدرسة اللغة العربية، حيث اكتشفت والدته الواقعة بعد عودة الطفل من المدرسة واثناء تغيير ملابسه.
واضاف العقيد الرحومي انه طلب من الاب التوجه الى مستشفى راشد للكشف على الطفل، بالفعل قامت المستشفى بالكشف على الطفل واصدرت تقريرا طبيا يفيد انه الطفل تعرض للضرب بالعصا في منطقة الكتف ما ادى الى جروح سطحية، منوها الى انه بناء على التقرير تم فتح بلاغ بالواقعة، حيث يتم استدعاء المدرسة بعد مخاطبة المدرسة والتحقيق معها ومن ثم رفع تقرير كامل للمدرسة وللشرطة.
الحق بالتعويض
وأشار العقيد الرحومي الى انه من حق ولي الامر المطالبة بالتعويض اللازم، كما انه يحق لادارة المدرسة معاقبة المدرسة طبقا للوائح وقوانين وزارة التربية والتعليم في مثل هذا الامر.
من ناحية اخرى اكد الطفل الذي تم تسجيل فيلم فيديو معه يتحدث فيه عن معاناته مع مدرسة اللغة العربية التي تدعى " انتصار"، حيث اكد الطفل احمد انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها للضرب من قبل المدرسة حيث اعتادت على شتمه وضربه بيدها بسبب اخفاقه في اللغة العربية علما بان الطفل يحمل الجنسية الباكستانية.
كما اشار والد الطفل ذاكر انه فوجئ بالكدمات على ظهر الطفل للدرجة انه لم يكن يتحمل الملابس على جسده، لافتا الى انه فضل ان يدرس ابنه اللغة العربية ليتحدث بها خاصة وانه موجود في الدولة منذ 18 عاما، مؤكدا ان الطفل يخاف الذهاب للمدرسة والتعامل مع المدرسين هناك، واصابته حالة من الصمت الكبير وعدم القدرة على الكلام واللعب من جراء ما تعرض له.
واشار ايضا الى ان هذه الطريقة خلقت شرخا وكرها كبيرا لدى الطفل في الذهاب للمدرسة مرة اخرى، وانه سيقاضي المدرسة بعد التقدم بشكوى في وزارة التربية والتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، مؤكدا ان الضرب ممنوع في كافة المدارس خاصة وان الطفل مازال صغيرا في الصف الاول الابتدائي وان حالته الصحية وجسده النحيل لم يمنعا المدرسة من ضربه بهذه الطريقة الوحشية.
تشديد "التربية"
وقال علي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة، لـ"البيان" إن الوزارة تشدد على المدارس الخاصة بأهمية الالتزام بلائحة السلوك الطلابي وتنفيذها وفقا لبنودها، فضلا عن مخاطبة كافة المناطق التعليمية للتأكد من تنفيذ اللائحة في المدارس التابعة لكل منطقة.
وأوضح السويدي، أن الضرب ممنوع نهائيا في كافة المدارس الحكومية والخاصة، وعلى ادارة المدارس الخاصة ان تنفذ برامج تدريبية لمعلميها حتى تزيد من ثقافتهم وتبعدهم عن العنف، وعلى التدريب ان يشمل طرق التعامل مع كافة الاطفال (العنيد أو كثير الحركة او غيره)، وذكر أن المعلمين والمعلمات يحتاجون الى توعية وتثقيف ومتابعة من ادارات المدارس لهم وتلبية حاجتهم.
وذكر أن مسؤولية الضرب التي تحدث مؤخرا في معظم المدارس الخاصة تقع على المعلم وادارة المدرسة لانهم مكملون لبعض، ويجب ان يتحلون بالصبر في التعامل مع الاطفال.
وقال محمد أحمد درويش رئيس النظم والضبط في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إنه تم استلام الشكوى من ولي أمر الطالب الذي تعرض للضرب في مدرسة خاصة أمس، وتم توجيه فريق الالتزام في مكتب النظم والضبط بزيارة المدرسة وجمع المعلومات حول الواقعة والتواصل مع كافة الأطراف المعنية، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتسببين في حالة ثبوت التعدي بالضرب على الطالب، وأنه كانت هناك حالات مماثلة في وقت سابق وتم اتخاذ قرار بإنهاء خدمات المتسبب.
وقال محمد الغانم متخصص خدمة اجتماعية في احدى المدارس الخاصة، إن وزارة التربية والتعليم اصدرت قرارا وزاريا لسنة2011 بشأن لائحة الانضباط بسلوك الطلاب في المجتمع المدرسي، وتطبيقها بشكل صحيح لتجنب المعلم استخدام الضرب إلا ان كثيرا من المدارس غير ملتزمين بها.
حلول ناجعة
وطرحت لائحة السلوك الطلابي حلولا لعقوبة الطالب يستند المعلم او الإدارة المدرسية فيها لعقوبته، ولكن المعلمين او المعلمات دائما يستخدمون اسلوبا واحدا إما جعل الطالب يقف بمحاذاة الحائط واهانته بطرق عقاب متنوعة، أما بالعقاب البدني، وعلى المدرسة ان تتجنب العقاب، وتنظر الى احتواء الطالب ومساعدته لتعديل السلوك غير المرغوب فيه من خلال القرار. ورغم قرارات وزارة التربية والتعليم وتوصيات التربويين التي تمنع بموجبها توجيه الإساءة والضرب للطلبة في المدارس، ومع تكرار التحذيرات، ما زال العنف بصوره المختلفة كالضرب والتوبيخ والإهانة والتخويف والتحقير والإيذاء مستمرا في المدارس.
حيث تعرض طالب بالصف الأول الابتدائي المسائي بإحدى المدارس الخاصة بدبي لـلضرب المبرح بعصا معلمة اللغة العربية، بسبب خطئه في الإملاء يوم الخميس الماضي. وقال المدير العام للمدرسة، إن سياسة مدارسنا تمنع العقاب البدني والنفسي للطلبة، وكل معلم يثبت عليه انه لجأ الى عقوبة الطلبة بهذه الطريقة تنهي خدماته فورا، فضلا عن التحري والتحقيق من ارتـكاب المعــلم لهذه المخالفات، وذكر ان كافة معلمي ومعلمات مدارس الاهــلية الخيرية الخاصة يوقعون على تعــميم بهذا الشأن، لذلك منذ سنوات عدة ولم يصل اليهم اي شــكوي بالضرب او العقاب النفسي، كما يمنعون من حمل اي اداه تشبه العصا.
أولياء أمور: باحات المدارس أصبحت ساحات اقتتال
اشتكى أولياء أمور يدرس أبناؤهم في مدارس حكومية وخاصة من عدم وجود مراقبين ومشرفين بساحات المدارس عند ممارسة الطلبة لكافة الأنشطة، خاصة الرياضية وخلافها، للإشراف عليهم، ما يؤدي إلى تعرض أبنائهم إلى الضرب المبرح من قبل طلبة آخرين من اصحاب السلوكيات الخاطئة، إضافة إلى إكسابهم ألفاظاً بذيئة لم يسمعوها إلا من زملائهم داخل المدارس، بعيداً عن أعين المشرفين المناوبين من المعلمين، مطالبين إدارات المناطق التعليمية والمدارس بضرورة وضع جداول تلزم المشرفين من المعلمين بالتواجد في الساحات المدرسية تفادياً لوقوع ما لا تحمد عقباه.
إضافة إلى تحميلهم المسئولية كاملة في حال تعرض أي طالب لأي سلوك عدواني، حيث أكد أولياء أمور أن أبناءهم أصبحوا مهددين ودائمي الشكوى من بعض (الشلليات) من الطلبة الذين يتصيدون فرائسهم بالساحات وسط غياب كامل للمعلمين.
وأضافوا أن بعض ساحات المدارس تحولت إلى ساحات للاقتتال وممارسة العنف بدلاً من أداء دورها الطبيعي في تعليم وتلقين النشء للقيم والتسامح ونبذ العنف، الأمر الذي من شأنه أن يعوق تطوير المنظومة التعليمية وبالتالي حصول الطلبة على معدلات متدنية، مبينين أن ظاهرة العنف داخل ساحات المدارس لم تعد قاصرة على عنف الطلبة بعضهم، وإنما عنف بعض المدرسين تجاه الطلبة، وذلك بالضرب والسب واللعن، ما يؤدي إلى شعور الطلبة بالإحباط وعدم الأمان وانتشار النماذج العدوانية فيما بينهم باعتبار المعلمين القدوة الحسنة التي يتكيف معها الطلبة.
من جانبه، أكد مبارك مطر نائب مدير منطقة أم القيوين التعليمية، أنه تم التنبيه على إدارات المدارس الحكومية والخاصة بضرورة تواجد المراقبين والمشرفين وفق الجداول التي اعدتها إدارات المدارس، وحددت فيها المناوبات اليومية للمعلمين والمعلمات الذين ينبغي تواجدهم في ساحات المدارس متى ما تواجد الطلبة بمختلف المراحل الدراسية من اجل ممارسة النشاط الرياضي أو في وقت الاستراحة.
لا شكاوى
وأضاف أن إدارة المنطقة التعليمية لم تتلق أي شكاوى من أولياء أمور تعرض أبناؤهم إلى الضرب من قبل زملائهم، مناشداً أولياء الأمور الذين يتعرض أبناؤهم إلى أي سلوكيات عدوانية بضرورة مراجعة إدارات المدارس، اضافة إلى المتابعة اليومية والتواصل مع تلك الإدارات للوقوف على مستوى التحصيل الدراسي لدى ابنائهم، مبيناً ان إدارة المنطقة التعليمة وجهت جميع مدارس المنطقة بضرورة التواصل مع أولياء الأمور عن طريق الهاتف والرسائل النصية ومواقع الاتصال الاخرى لإعلامهم بمستويات أبنائهم الطلبة.
اضافة إلى سلوكياتهم ما يصب في صالح العملية التعليمية التي محورها الأول والاخير هو الطالب، لافتا إلى ان إدارة المنطقة وبتوجيه من الشيخة آمنة المعلا، مديرة منطقة أم القيوين التعليمية، قامت بعمل نموذج لربط درجات التقويم والامتحانات لجميع الطلبة عبارة عن سجل للطالب تبين فيه الدرجات الصفية واللاصفية والكتابية ومن ثم يتم إرسالها إلى ولي أمر الطالب حتى يقف على مستواه الدراسي والسلوكي.
علاج ومتابعة
وأكدت مريم الغربي، مديرة مدرسة المعلا للتعليم الثانوي للبنات بأم القيوين، أنه ينبغي ان توضع آلية لمحاربة مثل تلك السلوكيات التي قد تبدر من بعض الطلبة، وذلك من ءجل أيجاد العلاج الناجع لها وءلا يكون العلاج بالصراخ بل بالحوار لأن اسلوب العقاب والصوت العالي لا يجديان ولا بد من التعرف إلى أسباب العنف لدى لعض الطلبة.
اضافة إلى ان تشمل تلك الآلية لقاءات إدارات المدارس بالطلبة وتعريفهم بالأخصائيين الاجتماعيين، وذلك من اجل التوجه إليهم في حال تعرض الطالب لأي نوع من انواع الاحتكاك مع طلبة آخرين، لافتة إلى أنه لا بد من تفعيل المراقبة اليومية بشكل ثابت في الساحات وخلال فسحة الطلبة التي يتوجهون فيها إلى المقاصف المدرسية، اضافة إلى تواصل إدارات المدارس مع أولياء أمور الطلبة في حال تكرار عملية الوصول المتأخرة بالنسبة لبعض الطلبة.
وتقول نعمة محمود أبو سمرة، مديرة مدرسة عجمان الخاصة، إن إدارة المدرسة تعمل على تشجيع الطلبة من أجل إكسابهم السلوكيات القويمة من خلال توزيع الهدايا وشهادات التقدير، اضافة إلى تنظيم رحلات ترفيهية للطلبة المتميزين سلوكياً، مبينة ان مثل تلك الخطوات تعد ايجابية لأبنائنا الطلبة.
كما أنها تبعدهم عن الاحتكاكات التي غالباً ما تحدث بين الطلبة في وقت ممارسة النشاط الرياضي وخلال الفسحة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن إدارة المدرسة تعين من تستأنس فيهم الكفاءة من المشرفين الرياضيين، كما تقوم على تشجيعهم من خلال المكافآت المالية التي تمنح لهم، اضافة إلى إعفاء أبنائهم إعفاء كاملاً من الرسوم الدراسية، وذلك حتى يؤدوا مهامهم على أكمل وجه لذلك تجدهم متواجدين في ساحات المدارس بصفة مستمرة.
وقال جاسم فايز، مدير مدرسة حاتم الطائي للتعليم الثانوي بأم القيوين، أن معظم المشاكل التي تقع داخل الحرم المدرسي بين الطلبة غالباً ما تكون بسبب عدم التواجد المباشر للمشرف في اللحظة التي يمارس فيها الطلبة لمختلف نشاطاتهم خارج الفصل الدراسي، حيث يؤكد ان هناك بعض الطلبة سلوكهم عدواني، ما يؤثر سلباً في سلوكيات زملائهم خاصة المتفوقين منهم، مبيناً ان على مشرفي الرياضة، والنشاط بصفة خاصة، مراقبة الطلبة مراقبة دقيقة تجنباً للاحتكاك الذي يحدث دائماً بين الطلبة الأمر الذي يزعج بعض أولياء الأمور عندما يتعرض أبناؤهم إلى سلوكيات عدوانية من ضرب وخلافه.
وأوضح انه في غياب المشرفين توجد ممارسات لاأخلاقية من بعض الطلبة أمام المقاصف المدرسية، لذلك لا بد من تفعيل دور المشرف حتى لا تحدث أمور سلوكية يمكن ان تكبر وتزيد وتسبب عقداً للطالب، ما يؤثر في تحصيله الدراسي.
واكد جاسم القعود، مدير مدرسة الأمير للتعليم الثانوي بأم القيوين، أن هناك مناوبة للمشرفين بالمدرسة لملاحظة سلوكيات الطلبة في الساحات المدرسية وأمام المقاصف المدرسية، مبيناً أن إدارة المدرسة وفرت مقصفين للطلبة تحاشياً للاحتكاكات التي تحدث بين بعض الطلبة من ألفاظ بذيئة وأفعال مسيئة، وأنه لا بد من تفعيل لائحة السلوك وتطبيقها بالصورة الأمثل، خاصة في موضوع الهواتف النقالة التي يأتي بها الطلبة إلى المدارس واستخدامها داخل الموقف الدراسي وعند التفتيش يخبئونها في أماكن لا يمكن الوصول إليها ما يؤثر سلباً في العملية التعليمية.