أروع حكمة يجب أن تتعلمها من سائق التاكسي
يروي شاب قصته مع أروع حكمة سمعها في حياته فيقول كنت راكباً بجوار سائق تاكسي وكان هذا السائق رجلاً كبيراً في السن وكان يسير بهدوء وتروي ولا يخالف السير أو يحاول التعدي على حق غيره في المرور أو مسابقة الآخرين في سرعة السير أي أنه غير مخالف البتة عكس حال الكثيرين في هذه الأيام والذين لم تعد تعني لهم خطورة هذه الأمور شيئاً فقد أضحوا يعبثون بالسيارات بل يعبثون بأرواحهم
يتبع الشاب فيقول ومع كل ذلك
لا يخلو الأمر أن تصدم بأناس في حياتك
مهما كنت تسير في السليم
إلا أن شغلهم الشاغل هو النميمة عنك واغتيابك
بل أسوء من ذلك انتقادك وشتمك في وجهك
دون أن تقترف أي جريمة أو ذنب أو تخطئ بحقهم في شيء
يختلقون المشاكل وللأسف تضطر أن تجاريهم وتكتشف أن الناس عاملتكم بالندية
وحملتكم الخطأ نفسه وبالتالي فإنه تمكن بشكل أو بآخر من أن يحدر مستواك الأخلاقي لمستواه
ثم يكمل الشاب قصته فيقول :
قفزت سيارة من موقف السيارات فجأة أمام سيارتنا
في مخالفة حقيقية للسير وتعدي واضح
يقول : وما أن رأى سائق التاكسي الذي أركب معه هذا السائق
حتى ضغط على الفرامل بقوة وانزلقت السيارة قليلا ثم توقفت تماما قبل الاصطدام ببضع لحظات
وبدلاً من أن يخجل ويستحي ذلك الشخص المتعدي من نفسه
مال بسيارته نحو سيارة التاكسي الذي يقلنا وبدء يوجه الشتائم للسائق
ويتهمه بأنه لا يجيد السواقة وأنه لا يعرف قواعد السير و...
والكل رأى من المخالف ومن المخطئ
ولكن سائق التاكسي تجاهله تماماً وكأن لا أحد يتكلم
واستمر في ابتسامته ولوح له كأنه يعتذر منه دون أن يخطئ !
يقول الشاب استغرب مما رأيته وسألت السائق : لم فعلت ذلك ؟ هذا الرجل كاد يقتلنا جميعاً وتبتسم له وتلوح له ...
فأجابني : كثير من الناس مثل شاحنات النفاية يدورون في الطرقات محملين بالأخطاء والعيوب ومع ذلك لا يكفوا عن إلقاء أخطائهم على الآخرين وتحميلهم أخطاء هم من ارتكبها وإذا جاريته في شتمه سيزداد الأمر وقد يصل لعراك بالأيدي عله يعلم حقيقة من المخطئ حتى وإن كان أظهر وقاحته لأنه يرفض أن يعترف بخطأه وعل فعلي معه يعلمه درساً في الأخلاق
في بعض الأحيان شاحنة النفايات التي يحملها أصحابها قد تصادف وتفرغ عليك
عليك أن لا تأخذ الأمر بشكل شخصي اكتفي بالتجاهل حتى لا تحدر مستواك وتفاقهم الأمور
ابتسم الشاب وهو منبهر من حكمة هذا السائق الذي طبق قول الله عز وجل
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا "