كان وأخواتها
( كانَ – ظَلَّ – باتَ – أصْبحَ – أضْحَى – أمْسَى – صارَ – ليْسَ – مازالَ – ما بَرِح – ما فتِئَ – ما انفكَّ – مادامَ )
كان وأخواتها هي أفعال ناسخة ترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .
الجوُّ صحوٌ جملة مكونة من مبتدأ وخبر ، الجوُّ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، صحوٌ : خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
سؤال : ما الذي رفع المبتدأ ؟
الجواب : الذي رفع المبتدأ عامل معنوي وهو الابتداء ، والعامل في رفع الخبر هو المبتدأ
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَرَفَعُوا مُبْتَدَأً بالاِبْتِدَا……كَذَاكَ رَفْعُ خَبَرٍ بِالْمُبْتَدَا
مثال :
صارَ الجوُّ صحواً / فـ صار ناسخة من أخوات كان ، دخلت على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ والخبر ، فتغير المبتدأ وتغير الخبر
صارَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبنيٌّ على الفتح
الجوُّ : اسم صارَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة
صحواً : خبر صارَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
قال ابن مالك – رحمه الله - :
تَرْفَعُ كَانَ المُبْتَدَا اسْمًا والْخَبَرْ ..... تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّدًا عُمَرْ
كَكَانَ ظَلَّ بَاتَ أَضْحَى أَصْبحَا… أَمْسَى وَصَارَ لَيْسَ زَالَ بَرِحَا
الشرطيُّ منتبه
كانَ الشرطيُّ منتبهاً – صارَ الشرطيُّ منتبهاً – ظَلَّ الشرطيُّ منتبهاً – مازالَ الشرطيُّ منتبهاً ، وهكذا
كانَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح ، الشرطيُّ : اسم كانَ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، منتبهاً : خبر كانَ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
كانَ الجوُّ صحواً ، أي أن هذا الحدث قد انتهى في الماضي
كانَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي
أصْبحَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في وقت الصباح ، أصْبحَ الجوُّ صحواً ، أصْبحَ الحزينُ مسروراً .
أضْحىَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر وقت الضُحى
ظَلَّ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر طوال النهار ، ظَلَّ الجنديُّ وافقاً
أمْسَى : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في وقت المساء
باتَ : تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الليل ، باتَ التلميذُ ساهراً
ليْسَ : تفيد النفى ، ليْسَ الماءُ طاهراً
صارَ : تفيد التحويل والصيرورة ، صارَ العلمُ مرفوعاً
مازالَ : تفيد الاستمرار ، مازالَ الحقُّ واضحاً
مادامَ : تفيد الدوام ، سأذكرُ الله ما دمتُ حياً
مافتِئَ : تفيد الاستمرار ، مافتِئَ التليمذُ يستذكر دروسه
ما بَرِح : تفيد الاستمرار ، ما بَرِح الطالبُ يبكي
ما انفكَّ : تفيد الاستمرار ، ما انفكَّ النورُ ساطعاً
ملحوظة :
هذه الأفعال الناسخة تكون أخبارها إما مفردة أو جملة ( فعلية – اسمية ) أو شبه جملة
صارَ الماءُ دافئاً ، دافئاً : خبر صار ، ونوعه : مفرد
صارَ الجوُّ هواؤه عليلٌ ، الجملة الاسمية هواؤه عليلٌ في محل نصب خبر الفعل الناسخ صار .
ظَلَّ الماءُ يغلي في القدر ، الجملة الفعلية يغلي من الفعل والفاعل في محل نصب خبر الفعل الناسخ ظَلَّ .
مازال الضيفُ في البيتِ ، شبه الجملة في البيت جار ومجرور في محل نصب خبر الفعل الناسخ
سؤال : هل يأتي من هذه الأفعال صيغة غير الماضي ؟
الجواب : نعم ولكن ليس على إطلاقه ، فهناك ما يتصرف ، وهناك الجامد ، وهناك الذي يتصرف تصرفاً ناقصاً .
القسم الأول : الذي يتصرف تصرفاً تاماً ( أي يكون ماضيا ومضارعا وأمرا )
( كان – صار – ظل – بات – أصبح – أمسى – أضحى )
كان – يكون – كن ، صار – يصير – صر ،ظل – يظل – ظَل ، أضحى – يضحي – اضح ، بات – يبيت – بت ، أمسى – يمسي – امس ، وهكذا
مثال :
كانَ الهواءُ عليلاً
كانَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح ، الهواءُ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، هذا في صيغة الماضي
يكون الهواءُ عليلاً
يكون : فعل مضارع ناسخ ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، الهواءُ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهذا في صيغة المضارع .
كُنْ عليلاً
كُنْ : فعل أمر ناسخ ناقص مبني على السكون ، واسم كان ضمير مستتر تقديره أنت ، عليلاً : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وهذا في صيغة الأمر .
القسم الثاني : الذي يتصرف تصرفاً ناقصاً ( أي يكون منه الماضي والمضارع فقط )
( مازال – ما انفك – ما فتئ – ما برح )
مايزال – ما ينفك – ما يفتأ – ما يبرح
القسم الثالث : الذي لا يتصرف مطلقا ( أي الماضي فقط )
( ليس – مادام )
ملحوظة :
هذه الأفعال ليس على حد سواء من حيث العمل ، هناك ما يعمل منها بدون شرط ، وهناك ما يعمل بشروط ، والعمل هو رفع المبتدأ ونصب الخبر .
الأفعال التي تعمل بدون شروط
( كان – ظل – بات – أصبح – أضحى – أمسى – صار – ليس )
أصْبحَ القلبُ مطمئناً بذكرِ الله
أصْبحَ : فعل ماضناسخ ناقص مبني على الفتح ، القلبُ : اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، مطمئناً : خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، بذكر : الباء حرف جر وذكر اسم مجرور وهو مضاف ، الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .
أضْحى القلبُ مطمئناً بذكر الله ، أمْسى القلبُ مطمئناً بذكر الله ، ظَلَّ القلبُ مطمئناً بذكر الله .
الافعال التي تعمل بشروط
( مازل – ما برح – ما انفك – ما فتئ )
أن يكون مسبوقاً بنفي أو شبه نفي ، أي يجب أن تتصدر بنفي أو شبه نفي
مازلَ القلبُ مطمئناً بذكر الله ، ولا يجوز أن نقول : زال القلب مطمئناً بذكر الله
مازالَ : ما : حرف نفي مبني على السكون ، زال : فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الفتح ، أو نقول مازالَ : فعل ماض ناسخ ناقص مبني على الفتح
التمام والنقص
تستعمل تامة معناها : أن تستغني بمرفوعها عن الخبر ، أما الناقصة : فهي التي يحتاج إلى خبر يتمم معناها
إذا قلنا صارَ الجوُّ وسكتنا ، يكون الكلام ناقصا ، لم نقبض على معنى ، فلا بد من خبر
صارَ الجوُّ صحواً
قال الشاعر :
إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي .......... فَإِنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ الشِّتَاءُ
كان هنا ليس فعلا ناقصا ، بل هو تام ، كان : فعل ماض مبني على الفتح ، الشتاءُ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، كأنه يقول إذا حدث الشتاء فأدفئوني
والتمام : أن يكون الفعل دالا على حدث وزمن معا ، وهو تام لأنه اكتفى بالمرفوع
قال تعالى " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ "
تمسون وتصبحون ليست من الأفعال الناقصة هنا ، لكنها تامة
كان لها أحكام خاصة
الحكم الأول
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَقَدْ تُزَادُ كَانَ فِي حَشْوٍ كَمَا ……كَانَ أصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّمَا
أي يكون السياق تاماً بدونها
تكون بين المبتدأ والخبر
مثال :
زيدٌ كانَ قائمٌ ، أي هنا زائدة لا عمل لها ، زيد : مبتدأ ، قائم : خبر ، وكان هنا حشو زائدة لا عمل لها ، أي أن المعنى بدونها كما هو .
تكون بين الفعل ومرفوعه ، مثاله : لا يوجد من كان مثلك ، أي لا يوجد مثلك
تكون بين الصلة والموصول ، مثاله : جاء الذي كان أكرمته ، أي جاء الذي أكرمته
تكون بين الصفة والموصوف ، مثاله : مررتُ برجلٍ كان قائم ، أي مررت برجل قائم
ملحوظة :
نعرف إذا كانت حشواً إذا حذفناها من السياق والمعنى لا يتغير .
زيدٌ قائمٌ ، زيدٌ كان قائمٌ ، زيدٌ كان قائماً
زيدٌ كان قائمٌ ، كان هنا زائدة لا عمل لها
زيدٌ كان قائماً ، كان هنا فعل ناسخ ناقص ، واسمها ضمير مستتر تقديره هو ، قائما : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، وزيدٌ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة
الحكم الثاني
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ……وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثيراً ذَا اشْتَهَرْ
أي يجوز حذف كان مع اسمها ويبقى خبرها
قال النبي صل الله عليه وسلم " التمس ولو خاتماً من حديد "
هناك تقدير أي التمس ولو كان الملتمس خاتماً من حديد ، كان واسمها محذوفان
الحكم الثالث
قال ابن مالك – رحمه الله - :
وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ ……تُحْذَفُ نُونٌ وَهُوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
حذف النون جائز في المضارع المجزوم
يكون ، لم يكون ، والقاعدة تقول : إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق وإن يكن ليناً فحذفه استحق ، نحذف الواو لأنه حرف لين ، فتصبح لم يكُ ، حذفت النون للتخفيف ، وإذا قلنا لم يكن فتكون صواباً أيضا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين