دقـــــت الساعـــــة 23:53 ليــــــلا، حطـــــت قدمـــــي علــــى أرض تطـــــوان المبللــــة، كانـــــت تطـــــوان ساعتهـــــا تغتســــل بمـــــاء المطـــــر، لم تكـــــن مستعـــــدة لاستقبالــــــي كمــــــــا في السابــــــــــــٌق، فاشتــــــدت السمــــــاء أكثـــــر وأفاضـــــت ما عليهـــــا من أثقــــــال، وســـــــرت مسيــــــر الشــــــــارد التائــــــه عن مقصــــــده، أبحــــــث عن مكــــــان أواري فيـــــه همــــــي وحزنــــــي، كانــــــت الأمطـــــار خيطــــــا من السمــــــاء، تمنيـــــــت ساعتهــــــا أن يكــــــون خيطـــــــا يُمســـــــك فأرقـــــــى بـه إلــــــى نبـــــــع المــــــاء المنهمــــــر، فأغســـــــــل قلبـــــي المتهالـــــــــــكـ، لأول مـــــــــــرة أحـــــــس بالوحـــــــدة !!! وبأنـــــــني غريـــــــب عـــــن أرض هي أرضـــــــــــــيـ، وعــــن سمــــــــــاء هي غطائـــــــــيـ ولحـــــــدي، وصـــــل قلبـــــــي إلى حلقـــــــي وضاقــــــــت بي الأرض بما رحبــــــــــت، أجمـــــــع أنفاســــــــي المتوقفــــــة، لا هــــــــــواء ينعــــــــــش القلـــــب ولا أنيــــــــس يؤنــــــس الــــــروح، تململـــــــت تطــــــــوان قليـــــــلا وأخـــــــــذت تجفـــــــــــف شعرهــــــــــا الأشقـــــــر المنســـــــــدل في ظلمــــــــة الليــــــــــل، لم تعرنــــــــــي انتباهــــــــــا وأنـــا بالمثــــــــل ، وجلســــــــــت أنتظــــــر سيــــــارة الأجــــــــرة، وبصــــــوت خافــــــت سمعــــــــــت صوتــــــــا قــــــال لـــــــــي :
(أراك غريبـــــــا عن الديــــــــــار)
*غريــــــب الديــــــــار*