النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

الخطابات المتناصّة في منظومة النص النقدي

الزوار من محركات البحث: 12 المشاهدات : 394 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    المدد ياعلي
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: ♥ iЯắQ ♥
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,534 المواضيع: 4,408
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8446
    مزاجي: இ qúỉэt இ
    المهنة: ☼ CŀVịŀ ŞẹŖΰĄnT☼
    أكلتي المفضلة: ◕ fłşĦ ◕
    موبايلي: ღ ĜắĽАxỴ ѕ3 ċ7 ღ
    آخر نشاط: 3/September/2022
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حيدر الطائي
    مقالات المدونة: 229

    الخطابات المتناصّة في منظومة النص النقدي

    الخطابات المتناصّة في منظومة النص النقدي
    13/07/2015 09:03
    د. سامي شهاب الجبوري



    ترسم العملية النقدية آفاق فضاءاتها الدلالية عبر شبكة متشظية من التنوعات الفكرية والابيستيمولوجية التي تعمل على صياغة الهياكل الخاصة بالمبادئ والخصائص وآليات العمل، وفي ضوئها تحصل عمليه التقاطبات والتنافرات تبعا للتقاطع الفكري والمضموني لاتجاه معين أو تيار على حساب الآخر . وبعد التجاذبات السجالية تنبثق رؤى جديده تتوافق والمرحلة التي أثيرت فيها القضايا، وهكذا في كل مرحله ليكون النقد بذلك سلاحا موجها نحو التغيير عبر التقاطع مع الآخر ونفيه وقبول بعض آرائه أو موافقتها، وهذا يعد مزيج الديمومة التي تستند اليها العملية النقدية .

    لهذا يعد التناص من القضايا التي تناولها المشرط النقدي بتأن وحذر ؛ كونها مليئة بالاشكالية والمطبات المتبلورة جرّاء التنوع الفكري للنقاد المنتمين لتيارات ومذاهب متنوعة ؛ لذا جاء الانطباع فيما يخص التناص منوعا لا يرتقي الى رتبة تحديد الهوية على نحو أمثل يهتدي اليه المتلقي، على الرغم من تحديد اغلب مساراته وآلياته واشكاله مع اختلاف المنطلقات الفكرية والمعرفية، ونتيجه للتشعب الفكري والمعرفي فان تعريف التناص بات معضلة تستدعي الانتباه .

    انبثق مفهوم التناص من آراء الناقد الروسي ( ميخائيل باختين ) عبر النظرية الحوارية التي أسسها، وهي نظريه ترى ان الحوار لا يقع بين شخصين متحاورين في زمان ومكان معيّنين فحسب، بل هناك حوار من نوع آخر يكون بين نص وآخر، وبعد امتشاجهما تبدأ مرحلة الصراع بين الابداع والاتباع . هذا المفهوم تطور كثيرا على يد الناقدة البلغارية ( جوليا كرستيفا ) بعد دراستها اعمال الشكلانيين الروس واعمال باختين، وانطلقت من الثاني لتأسيس قاعدتها في تعريف التناص بعد ان اصطلحت عليه علنا بالتناص، نافيه بذلك مصطلح الحواريه عند (باختين) مع احتفاظها بجوهره، والتناص عندها هو تقاطع النصوص مع بعضها ؛ أو وحدات من نصوص في نص أو نصوص، وانه النقل من تعبيرات سابقة، ولم يتوقف التناص عند حد الأخذ والنقل ؛ بل تجاوز ذلك الى الامتصاص والتحويل ، وقد أخذ المفهوم بالتطور والتعقد في الوقت نفسه عندما دخل ميادين متعددة ؛ فالدراسات الألسنية بطابعها ما بعد الحداثي ولا سيما في نسختها السيميولوجية مارست سلطتها المعرفية لتسليط الضوء على هذا المصطلح وكسته حلّة جديدة ؛ فجاءت آراء رولان بارت، ولوتمان، وروبرت شولز، وتودوروف، وميكائيل ريفاتير، وجيرار جينيت وآخرين متقاطعة حينا ومتقاربة حينا آخر، حتى ان المتلقي يلقى صعوبة في فرزنة ماهية التناص، ولهذا أصبح عند مجموعة من النقاد أحجية يصعب حل لغزها . وبحسب هذه الرؤية الضبابية أصبح من الصعوبة بمكان الاهتداء الى تعريف جامع متكامل يتضمن كل مقومات التناص، وهذا ما أشار اليه محمد مفتاح، وقد قدم خلاصة تعريفية هي مزيج من تعريفات متعددة إذ قال ان التناص هو

    - فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة .

    - ممتص لها يجعلها من عندياته وبتصيرها منسجمة مع فضاء بنائه ومع مقصاده .

    - محول لها بتمطيطها أو تكثيفها بقصد مناقصة خصائصها ودلالتها أو بهدف تعضيدها .

    وباتجاه حدود الخطاب فان تودوروف يرى ان التناص لا يقع في اللغة وحدها – وهي رؤية كثيرين – بل بالخطاب كذلك، والخطاب أولى وهذا يعني ابعاد اللغة من دائرة اهتمامه، وقد ذكر ان هناك نوعين من الخطاب احدهما أحادي القيمة والآخر متعدد القيمة، والثاني هو مدار التناص ؛ وذلك من خلال ازاحه النص اللاحق للنص السابق واخذ مكانه .

    وللتناص أشكال متعددة بحسب آراء النقاد ؛ ولكن أكثر الاشكال توافقا لديهم تلك التي تكون في اتجاهين عامين هما التناص المباشر، والتناص غير المباشر، أو ما يتم تسميتهما بتناص التجلي وتناص الخفاء . ففي التناص المباشر (التجلي) يعمد الشاعر أو الكاتب الى استحضار نماذج من التناص الى نصه الأصيل بغيه تفعيله ورفده، ويكون ذلك بالاقتباس الظاهر بلغته من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة، والاشعار والقصص .أما في التناص غير المباشر (الخفي) فان الشاعر أو الكاتب يستنتج ويستنبط من النصوص القديمة ما يخدم نصه، وهو من أصعب التناصات كونه متصلا بالافكار أو ما يدعوه بعضهم بتناص الأفكار ؛ أو المقروء الثقافي ؛ أو الذاكرة التاريخية، ويكون ذلك عبر الاشارة والايماء والشفرات وما نحو ذلك . واخيرا لابد من القول : إنّ المبدع مهما حاول الابتعاد عن جاده التناص فانه ملاقيه لا محاله فلا مفر لاي مبدع من التناص .

    وبحدود حديثنا المتعلق بالخطابات وعلاقاتها التناصية ينبغي علينا تسليط الضوء على الخطاب الأدبي المولود من رحم الابداع الانساني، والخطاب النقدي الباحث عن مكامن ذلك الإبداع وفرزنة مقوماته وتعضيدها، وخطاب نقد النقد الذي يأسر الخطاب النقدي محاولا فك مغالقه وسد فجواته ليكون عضدا له وللخطاب الأدبي في آن واحد . فالخطاب الأدبي بنوعيه الشعري والنثري يعد المحرك الأساس في شعل أوار المعركة النقدية لما يتضمنه من خصائص وعلامات تحتمل مزيدا من المعاني ؛ مما يترتب على ذلك تشكيل هيئة مهمتها التصدي لكل الاختلالات ومعالجتها ورفد المعطيات الايجابليه بغية ترسيم ملامح جديده يفيد منها المتلقي . وهذه الهيئة هي الخطاب النقدي، وهذا يعني ان الخطابين الأدبي والنقدي صنوان لا يفترقان كونهما يديران الافكار في رحى الأهلية لاخراج معالم وضّاءة فكرية ومعرفية تخدم الجميع، أي ان علاقة الخطاب النقدي بالأدبي هي علاقة تظافر وملء الفراغات وحل الاشكاليات المستغلقة، وهذا ما يجعله نتاجا ثانيا متحررا من الأول مع احتفاظه بالجوهر العام فيه . وعلاقة التظافر تقوم على مجموعة من العلاقات اهما التبعية والترابطية . هذه العلاقات تارة تبتعد وتارة أخرى تلتحم تبعا لانتماء الناقد الفكري والايديولوجي الذي يملي عليه اشتراطاته ويقيده ولا انزياح عن قواعده التي يدين بها، وهذا ما يجعل الخطابات النقدية عرضة للمساءلات للاضطرابات التي تلازمها جرّاء انتماءات النقاد لتيارات ومذاهب ومدارس .

    وعليه يكون الخطاب النقدي ذا دور ريادي في رفد المتلقي بالمعلومات المهمة التي يبتغيها، ولا سيما انه نتاج جديد لا تابع وصفي للخطاب الأدبي، ولهذا أشار تودوروف ان صاحب الخطاب النقدي يكون ازاء اتجاهين يستدعي أحدهما الآخر وهو يقرأ الخطاب الأدبي، والثاني أجدى نفعا واهمية في سلم المفاضلة والأهلية . إذ ان عمل صاحب الخطاب النقدي لا يقتصر على وصف الخطاب الأدبي وصفا تجريديا وصفيا ؛ بل يكون قياديا عبر اصداره الاحكام وتقييم النتائج، مما يترتب على ذلك وجها جديدا . والاتجاه الثاني صيغة نابضة بالحيوية والحركة .

    هذا النتاج الذي مثل انقلابا معاكسا يكون في الوقت نفسه عرضة للمساءلة من خطاب آخر يسمى خطاب نقد النقد، وهذا الخطاب لا يبني دعائمه على أسس هشة، أي انه لا ينطلق من قراءة خطابات نقدية لا قيمة لها في المدونة النقدية ؛ بل ينطلق من تلك الخطابات التي تتمحور فيها ارهاصات فكرية وثورات معرفية تؤسس لمرحلة مستقبلية آفاق وتصورات . وبهذا يتلاقح الخطابان النقد ونقد النقد ويثمر عنهما نتاج جديد يكون عرضة للمساءلة كذلك وهكذا دواليك . وهذا يعني انها حركة نقدية مفتوحة الأبعاد لرسم ملامح ناتئة ومخبوءة في الوقت نفسه ؛ لان مهمة نقد النقد الدخول في مساجلة مع الخطاب النقدي وتفكيك دعائمه واعادة صياغتها بلون مختلف ايمانا منه بحصول هفوات واخفاقات تحتاج الى اعادة ترميم بغية الوصول الى اشتهاءات السلطه المؤسساتيه النقدية .

    وعلى وفق ما تقدم فان تواشج الخطابات فيما بينها في سجالية حوارية يعد رهانا حضاريا لقيمة ما تمخض عن تلك السجالية من رؤى ابيستيمولوجية تخدم المدوّنة النقدية وتجعلها في ديمومة وخصب فكري.






    شبكة الاعلام العراقي

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرا للموضوع الجميل اخي

  3. #3
    صديق فعال
    عزيزة اخويه
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الدولة: العراق \بابل
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 830 المواضيع: 75
    التقييم: 209
    مزاجي: معجبه
    المهنة: طالبه جامعيه
    أكلتي المفضلة: السمك المشوي
    موبايلي: nokia
    شكرا ع الطرح المميز فعلا
    عاشت الايادي





  4. #4
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: July-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16 المواضيع: 0
    التقييم: 7
    آخر نشاط: 19/July/2015
    كلام لايعيه الكثير لأنه يتحدث بمستوى لفظي لايربطه إلا طبقة معينة في المجتمع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال