بغداديا ت... سياحة تأريخية في مقاهي الكاظمية
جريدة الصباح/ جعفر لبجة
تعد المقهى المتنفس الوحيد للناس، حيث يلتقي البغداديون فيما بينهم، وتعقد حلقات الحديث والسمر في هذه المقاهي التي هي بمثابة النوادي الترفيهية في هذا الزمان.
وكانت هذه المقاهي تنتشر في جميع مناطق بغداد وتبقى مفتوحة الأبواب حتى منتصف الليل بل وحتى الفجر.
يتذكر البغداديون وخصوصا أهالي مدينة الكاظمية ليالي بغداد وكيف كان الناس يمضون أوقاتهم ويسهرون حتى الفجر، إذ كانت المقاهي تفتح أبوابها حتى منتصف الليل.
المتحف البغدادي
ويشير المؤرخون إلى وجود(184) مقهى في العراق في العهد العثماني.. وقد انتشرت المقاهي في مدينة الكاظمية في الثلاثينيات من القرن العشرين ومنها:
مقهى (محمد علي الكاظمي) وتقع جوار باب القبلة للصحن الكاظمي الشريف، وسميت أيضا بمقهى خدم الحرمين الكاظمين، لأن معظم روادها من خدام الحرم الكاظمي.
مقهى (أم المري) وسميت بهذا الاسم لأنها كانت جدرانها مزينة بالمرايا الزجاجية من جميع جوانبها، وكان يديرها (الحاج رضا)، ويرتادها وجهاء وأعيان وشعراء وأدباء قضاء الكاظمية، وتعتبر من المقاهي التراثية، وقد أزيلت نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.
المتحف البغدادي
مقهى (الكاشية) وتقع في داخل سوق الاستربادي من جهة الكاريات ذات الطابقين التي كانت تجرها الخيول من منطقة الكاظمية الى الجعيفر فالكرخ وبالعكس، وكان يرتادها عموم الناس ومنهم راكبو الكاري.
مقهى (البساتين)بإدارة (آل وهب) الطائيين، وهي مجاورة لسوق الدجاج ومقابلة لسور الصحن الكاظمي من جهة محلة التل والقريبة من ديوان ومقبرة (آل الخالصي الكرام).
مقهى (سيد صادق الاعرجي) وهي تقع في محلة (الكنجلي) بالقرب من باب الدروازة، وكان يديرها الشاعر المرحوم سيد صادق الاعرجي، وكان من جلسائها الشعراء الشعبيون وخصوصا الحسينيين منهم، ونخص بالذكر الحاج المرحوم حسن ليلو، وقد أدركها كاتب السطور بداية عام 1969م، وقد أزيلت منتصف السبعينيات من القرن المنصرم.
مقهى اليهوديالواقعة في شارع المرتضى، وكانت أرضيتها من الثيل، وفيها أحواض صغيرة للماء، ويقصدها أبناء الكاظمية، كسبتها وتجارها وأصحاب العلاوي ونخص بالذكر منهم المرحوم سيد مهدي البياع ، ومكانها حاليا عمارة سيد هاشم البياع.
مقهى آل بنانة الشهيرة الواقعة على نهر دجلة الخير في محلة أم النومي، وقد شيدت على بساتين ملاكي الكاظمية المعروفين من بيت الملاك وبيت العبسلي وال عبيدة الكرام، ويرتادها آنذاك طلبة الجامعات والمعاهد وغيرهم.
مقهى الجامعة وكانت تسمى كازينو الجامعة، وكان موقعها بالقرب من كاتب عدل الكاظمية الحالي، ومن روادها الطلبة فقط، ومن مميزات هذه المقهى الهدوء والجو الدراسي الذي يسود فيها.
كانت هناك مقهى مهمة في باب الدروازة وهي كبيرة كانت تدار من قبل المرحوم الحاج صادق المحلاتي وولده سعدون، ويذكر أنه قتل في أحداث 8 شباط الدامية عام 1963م وكان يرتادها أعيان ووجهاء مدينة الكاظمية ومن الاسر المعروفة كأسرة العكيلي وأسرة ال شمارة وال سهيل من بني تميم.
مقهى الزراعة، وكان من روادها أصحاب البساتين والأراضي الزراعية والمزارعين المهنيين، وتعود ملكيتها الى المرحوم عبد الأمير أبو الفلفل الخزعلي، وقد أزيلت وبني محلها مصرف، وموقعها كان مقابل تجنيد الكاظمية سابقا.
مقهى الحاج نجم الدليمي مقابل المدرسة الإيرانية سابقا، ويذكر أنها تأسست بداية الثلاثينيات، و روادها من جميع شرائح المجتمع، وتدار حاليا من قبل أولاده وأحفاده.
مقهى الحاج ناصر، وكان يرتادها عامة الناس، ويذكر أنها انشئت في منتصف الاربعينيات، وكانت تقع في منطقة العلاوي مقابل محلة أم النومي، وقد أزيلت عام 1973م بعد التوسع الذي حصل في الصحن الكاظمي الشريف.