اختيرت في العام 2012 واحدة من بين أقوى 100 امرأة في العالم .. زهـــا حديــد: ادعــوني وأنا أبني العـــراق
زها حديد مهندسة معمارية عراقيّة ولدت في 31-10-1950 ، أكملتْ الأعدادية في العراق بتفوّق ، ليسانس رياضيات الجامعة الأمريكية بيروت 1971 ، وشهادةالتخرج من الجامعة المعمارية بلندن عام 1977 ، وأشتغلت كمعيدة في كلية العمارة في لندن 1987 ، وأستاذة كرسي (زائر) في عدة جامعات أوربية في أمريكا كأوهايو ، ونيويورك ، وشيكاغو، وكولومبيا ، وييل ، وهارفارد ، وهامبورغ ، وهي أبنة السياسي اللبرالي والأقتصادي العراقي وزير المالية الأسبق ( محمد حديد) الذي طوّرَ الأقتصاد العراقي خلال الأعوام 1958-1963 ، وهيّ الأنثى الأولى في التأريخ الحديث التي برز أسمها في نجوميّة الهندسة المعماريّة العالميّة ، وأسطفت مع عمالقة المهندسين المعماريين في العالم بأسلوبها ومنهجيتها * الزهائي الحديدي*، وبعزيمةٍ ثابتةٍ جعلتها قادرة على هد الجبال وتفكيك المصاعب وهي تجوب العالم وحققت حلماً لتصبح اليوم من رواد مدرسة قائمة بذاتها.
وبدأت قصة زها حديد مع المعمار منذ بداية الستينيات القرن الماضي في بغداد منذ نعومة أظفارها لتصبح صاحبة شركة لا يقل عدد موظفيها عن 400 ، وما لايقل عن 950 مشروع عبر مختلف أنحاء العالم ، أحدثُها ما سيراهُ العالم بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 في روسيا حيثُ كُلِفَتْ بأنشاء الملعب الرئيسي فيها ، تمتاز تصاميم زها حديد بغرابتها والمتميزة بالحداثة وما بعد الحداثة التي سميّت فيما بعد ( بتيار التفكيكية) حينما تتحوّل التكنلوجىة إلى أبداع معماري – بألأنامل الحريرية لزها حديد- تطغى عليها القيمة الجمالية في المعطيات الأنشائية في الكتل والفراغات والسطوح والفضاءات الداخلية والخارجية والعلاقات الشكلية للحجوم ،فهي معمارية في فن العمارة الحديث بأشكالٍ أنسيابيةٍ درامية لا تعترف بزوايا أو حدود، وتدعو الى أنعدام التوازي والتقابل في الخطوط والأشكال من أجل تحقيق أشكال درامية بل وفنيّة ، وتمتاز تصاميمها بشىء من الغرابة حين اطلق عليها المختصون بالهندسة والعمارة مصطلحات عدة مثل : التجريدية والمتجزأة والتفكيكية والتركيبية ، وجميع أعمالها تقوم على أساس فكرةٍ بسيطةٍ تستمد من بيئة الموقع لخدمة الغرض من وراء البناية --- فتكون كل بناية لديها حكاية : فالكثبان الرملية في أبي ظبي امتزجت بالفكرة التي صممت بها زها ( جسر الشيخ زايد )، وحين بنت زها ( الشانيل) للفنون الحديثة في باريس على غرار حقيبة شانيل النسائية الكلاسيكية المبطنة ، وحكاية فكرة الجناح المصري في معرض شنغهاي الدولي 2010 تعتمد الفكرة الفرعونية حيث الأعمدة ويعلوها رأس الآلهة (حاثور) أم الملك حورس ، فتصميم صرح البنك المركزي العراقي مستوحاة من المثل * الماء والخضراء والوجه الحسن* لموقعهِ على شارع ابي نؤاس المطل على مياه دجله الرقراقة وحدائق الجادرية الخضراء ، ووضَعتْ فيهِ كل أبداعاتها حين مزجت بين العمارة الأسلامية والخط العربي والحداثة ، وسيكون صرحاً معماريا فريداً في العراق يتألف من 37 طابقاً فيكون المبنى الأعلى في العراق إذ يبلغ أرتفاعه 172 م.
*حصلت على شهادةٍ تقديريةٍ من أرفع رمز ياباني في الهندسة المعمارية ( كانزو تانك)*حصلت على جائزة ( بريتزكو)في مجال التصميم المعمارى حيث تعادل قيمتها جائزة نوبل عام 2004 .* فازت بأرفع جائزةٍ نمساويةٍ عام 2002 ( جائزة الدولة النمساوية للسياحة) . * نالت جائزة وسام ( فارس) من الملكة الزابيث. * وفي عام 2006 منحتها الجامعة الأمريكية في بيروت درجة الدكتوراه الفخرية تقديراً لمجهوداتها .
أهم إنجازاتها
*1994 محطة أطفاء ( فيترا) في المانيا وفي نفس السنة فوزها بمشروع دار الأوبرا بكارديف * 1998 مركز روزنتال للفن المعاصر في ولاية اُوهايوالأمريكية * 2002 منصّة (بيرغيسيل)للقفز على الثلوج في النمسا. * 2005 المبنى المركزى في مجمع بي ام دبليوفي المانيا .* 2006 محطة القطار السريع في أيطاليا .* 2007 مركز الترام الهوائي في النمسا.* 2012 وضعت تصاميم الأستاد الأولمبي في لندن . * 1998 مركز ( روزنتال ) المعاصر في أمريكا. * 2001 موقف سيارات في ستراسبورك-فرنسا. * دار الأبرا في دبي . * دار الأوبرا في الصين . * 2010 جسر الشيخ زايد. * 2002 فازت بمسابقة التصميم الاساسي لمشروع (ون نورث) في سنغافورا * 2005 فازت بمسابقة تصميم كازينو مدينة بازل في سويسرا.
المشاريع الحاليّة
*متحف ( غوغنهايم) في تايوان *المتحف الوطني للفنون في روما * برج النيل في القاهرة * مقر الشركة البحرية في فرنسا *محطة نابولي في روما * مشروع ناطحة السحاب ميلانو * مشروع مجمع المحاكم في مدريد * متحف بيتلي في أيطاليا * كايرو اكسبير سيتي القاهرة * البنك المركزي العراقي 2012 * ميترو الرياض *دار المسارح والفنون في أبي ظبي* متحف الفنون الأسلامية في الدوحة .
الخاتمة
دخلت زها حديد قائمة (التايم) لأقوى 100 أمرأة لعام 2010 وكان تسلسلها الرابع بعد ثلاثة أميرات خليجيات ، فهنيئاً للعراقيين بهذهِ المفخرة وتهنئة خالصة للمرأة العراقية التي أنجبت هذه المعجزة والسفيرة العراقية حقاً التي تركت بصماتها في العمارة العالمية ورفعت اسم العراق عالياً ، وإذا كانت الأسماء تعكس صفات أصحابها فإنّ زها حديد بالضبط أمرأة من حديد وإلا لما أستطاعت فرض وجودها في عالم معروفٌ بصعوبة أختراقهِ حتى على الرجال .
ولم تتمكن من أخفاء حبها للعراق – وطنها الأم- حين صرحت أثناء زيارتها الأخيرة وهي تخاطب العراقيين : أدعوني وأنا أبني العراق
كاردينيا