Monday 14 May 2012
العنف في سوريا وما خلفه
ما الذي يحدث في سوريا؟
انتفاضة شعبية ضد الحكومة، ألهمتها الاحداث في تونس وليبيا ومصر، لكنها واجهت قمعا دمويا من السلطات السورية. تلك الاضطرابات هددت بانهاء اربعة عقود من حكم اسرة الاسد، ووضعت البلاد عند حافة الحرب الاهلية. وتقول الامم المتحدة ان الآلاف قتلوا وآلاف أخرين اعتقلوا. وتقول الحكومة ان المئات من عناصر قوات الامن والجيش قتلوا في تلك الاحداث.
اي نوعية من البلاد سوريا؟
تحكم سوريا نخبة صغيرة، والمعارضة فيها مقموعة. وتسيطر اسرة الاسد على الحكم منذ 40 عاما، عقب انقلاب ابيض في عام 1970. وعقب تسلمه ميراث ابيه في الحكم فتح بشار الاسد ابواب الاقتصاد السوري، لكنه استمر في اعتقال المنتقدين وحبسهم، ويسيطر على وسائل الاعلام. ويعتبر سجل سوريا في حقوق الانسان واحدا من اسوأ السجلات في العالم، كما ان النظام الحكم يعيش عزلة متزايدة.
هل سوريا منقسمة عرقيا او دينيا؟
يبلغ عدد سكان سوريا 21 مليون نسمة غالبيتهم (نحو 74 في المئة) من المسلمين السنة، الى جانب اقليات كبيرة الحجم من المسيحيين والعلويين، وهي طائفة شيعية ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد، الا ان الاخير يدعو الى اقامة مجتمع علماني، لكنه مع ذلك ركز معهظم السلطات والنفوذ بايدي اسرته وافراد مقربين من العلويين صار لهم نفوذ لا يتناسب مع حجمهم الاجتماعي. وكانت اكبر الاحتجاجات بشكل عام في المناطق السنية.
هل هناك قضايا او مشكلات اجتماعية واقتصادية؟
اعتبر تزايد نسب الفقر في البلاد عنصرا مهما في الانتفاضة السورية. وعلى الرغم من ان الاحتجاجات تطال قطاعات واسعة ومختلفة من السوريين، لكن اكثر اصرارا واستمرارية تلك التي تحدث في المناطق الريفية الفقيرة. كما تلعب قضايا الجفاف، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتزايد معدلات البطالة، على الاخص بين الشباب، لعبت دورا في اشعال الانتفاضة، التي ادت، الى جانب العقوبات الدولية، الى خنق الاقتصاد السوري، والارتفاع الكبير في عجز الموازنة.
متى بدأت الاضطرابات؟
بدأت الاحتجاجات المناوئة للحكومة في مارس/آذار من عام 2011 عقب اعتقال مجموعة من المراهقين الذين صبغوا حائطا بشعارات ثورية في محافظة درعا الجنوبية. كما فتحت قوات الامن النار على مسيرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة، فقتل اربعة، وفي اليوم التالي اطلقت السلطات النار على مشيعين خلال جنازة احد الضحايا، فقتل شخص، وبعدها بفترة قصيرة اتسع نطاق الاحتجاجات والعنف.
كيف كان رد الحكومة؟
ردت الحكومة بمزيج من التنازلات واستخدام القوة. فقد ألغت قانون الطوارئ الذي استمر 48 عاما، وسمحت بظهور احزاب جديدة، واجراء انتخابات ليبرالية. لكن العنف استمر، وتضمن استخدام الدبابات والقناصة ضد المحتجين العزل، وتعرضت بعض المدن الى اسابيع من القصف، كما اوقفت خدمات المياه والكهرباء، خصوصا في المناطق الريفية النائية.
اين هي الاحتجاجات؟ وماذا يريد المحتجون؟
ما زالت المعارضة منقسمة على نفسها بحدة، وأسست عدة جماعات معارضة مظلة تجمعها اسميت "المجلس الوطني السوري" التي سيطر عليها السنة، لك المجلس وجد مشاكل في التعاون والعمل مع "الجيش السوري الحر"، وهي جماعة مسلحة مكونة من جنود وضباط ومنشقين من الجيش الحكومي السوري يسعون الى الاطاحة بنظام الاسد. ويطالب المحتجون باسقاط النظام ووقف اعمال القتل غير القانونية والتحول نحو الديمقراطية.
كيف كان رد البلدان الاخرى؟
تزايدت الضغوط الدولية على نظام الاسد منذ نوفمبر/تشرين الثاني، فقد علقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها، وفرضت عقوبات، وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ضمن آخرين، عقوبات. الا ان المجتمع الدولي بدا غير قادر على الاتفاق على قرار من مجلس الامن الدولي يدعو الى وقف العنف. ورغم ان التدخل العسكري استبعد من المعادلة، تعالت اصوات تدعو الى عمل ما.
ماذا سيحدث لاحقا؟
يبدو ان الحل السلمي بات غير مرجح، فالقيادة السورية، التي تدعمها قوات الامن تبدو مصرة على قمع كافة اشكال المقاومة، والمعارضة لن تقبل باقل من اسقاط النظام. ويعتقد البعض ان العملة السورية ستنهار، وربما يصبح عجز السلطات عن دفع الرواتب العامل الاكبر في سقوطها، ولكن هناك مخاوف من ان تؤدي الفوضى في سوريا الى جر البلدان المجاورة لصراع اقليمي في المنطقة.