First Published 2010-06-13, Last Updated 2010-06-13 10:06:59
بلاد البكاء والاحزاب الطائفية
عراقيون فقدوا الأمل بحكومة تشعر بآلامهم!
العراق من بين أغنى دول العالم ولا يمتلك حكومة وطنية ولا كهرباء ولا خدمات صحية.
بغداد- من واثق عباس
الايام المقبلة حبلى بكل جديد، والشعب العراقي ينتظر تشكيل حكومة جديدة، للخروج من عنق الزجاجة والوصول الى حال تريح المواطن وتحقق له بعض المتطلبات المهمة للعيش الرغيد، وهو يرقب بحذر شديد ما ستؤول اليه شؤون البلاد بحثاً عن مستقبلاً زاهر طالما حلم به.
مصطفى الزهيري - موظف 25 عاما قال لـ"دار السلام" : "صعوبات كثيرة واجهتنا في الفترة الماضية وبرغم صعوبة الحال وتدهور الوضع الأمني في يوم الانتخابات ذهبنا وصوّتنا للحكومة الجديدة ولذلك نحن نطالب بالوعود التي سمعنا بها، ونحن قد لا نصدق كل تلك الوعود ولكننا امام أمل ممكن انيتحقق شيء منه.
نحن نطالب برفع المستوى الثقافي والاجتماعي مع افشاء روح الاخوة والتسامح ومعالجة الفسادالاداري وحل مشكلة العقود وتثبيتهم وترتيب الاولويات للحكومة المقبلة الجديدة مع الحاجة الماسة الضرورية للأمان وحل مشكلة البطالة".
الدكتور حسين البارح - استاذ جامعي 45 عاما : "اريد ان اقول ان الفقر يضرب في العراق اطنابه حيث ان 33% من الناس لا يحصلون على رواتب، أي انهم تحت خط الفقر وهم بذلك يشكلون 7% من السكان الفقراء في بلد يعد من اغنى بلاد العالم حيث انهم لا يملكون سكناً يليق بهم ولا ماءً صافياً ولا كهرباء مع انتشار كثيف للمياه الآسنة والقاذورات والقمامة التي تحيط بهم في كل مكان، وعلى الحكومة المقبلة ان تبرهن على انها للشعب ومن الشعب وهي تمارس عملها لكي تحقق ادنى سبل العيش لهؤلاء الذين يشكلون نسبة مهمة وتحتاج الى علاج لكي تثبت الحكومة المقبلة انها تهتم بمطالب الشعب، وتهتم بكل تفاصيل الحياة."
ويقول معتز الغانم - مدرس اعدادية 44 عاما: "ان الامية تشكل ما يزيد على 10% وهؤلاء كلهم ينتظرون الحكومة المقبلة وهم مخلفات الماضي وهؤلاء لا يستطيعون التعلم لانهم يعملون اغلبهم ولا يستطيعون ترك العمل من اجل لقمة العيش وتوفير رزق عوائلهم، واذا تركوا عملهم من اجل الدراسة فقدوا اعمالهم، ولذلك انا اعتقد ان هذه الشريحة لها حق على الحكومة وخاصة أن اغلبهم شارك في الانتخابات لكي لا تضيع حقوقهم المسلوبة فهم ينتظرون ان يكون القادم افضلويعتقدون ان الوضع الان افضل من السابق ولكن يتمنون المزيد من توفير الأمن والأمان بشكل صحيح مع حل جميع المشاكل المتفشية، ورفع مستوى اجور العاملين الذين لا يكفيهم الاجر كما ان ازمة السكن التي لم تحل تعتبر من اهم المتطلبات، لذلك نطالب بان تلتفت الحكومة الى شعبها وخاصة هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم وكافحوا او مازالوا يعملون تحت جنح الذل والهوان، فهل تكون الحكومة لكل العراقيين؟ ام اننا سندور في دوامة امدها اربع سنوات جديدة".
في كل بلاد العالم عندما تذهب الجموع الى صناديق الاقتراع تريد بذلك التغيير الذي تطمح اليه وتحتاج فعلا الى ذلك.
الحكومة المقبلة عليها تحديات كثيرة وكبيرة والمتطلبات المهمة هي حقوق الشعب واحتياجات المواطن الضرورية.
أما الاستاذ سمير نوري - اكاديمي 49 عاما فيقول: "نحن هنا نقف امام مرحلة مهمة وعلى اعتابحكومة جديدة لمعالجة سلبيات الماضي، ولكن هناك خطوات يجب اتخاذها اهمها معالجة مسألة الدستور التي اصبحت ضرورة ملحة تصب في مصلحة المواطن اولا واخيرا مع تلافي الاخطاء التي حصلت في المرحلة السابقة ولذلك نحتاج الى حوار واقناع وقبول من جميع الاطراف. المرحلة المقبلة الجديدة يجب ان تشهد تغيير المفاهيم والسلوكيات وننظر كلنا بفارغ الصبر لمن سيقسم لكي يبر بقسمه الذي سيؤديه للمحافظة على حقوق شعبه وتحقيق ما يريدونه والمحافظة على المال العام وتعزيز الوحدة وعدم الخوض بمقدرات البلد، نحن نحتاج الى حكومة قوية متجانسة تضم كفاءات وطنية تعمل على وفق منظور وطني".
أما المحامي نور الدين محمد - 35 عاما فيقول: "هناك واجبات تقع على الحكومة تجاه الشعب وكذلك حقوق المواطن التي تحتاج من الحكومة الجديدة الى وقفات جادة لان هذه الحقوق ضاع الكثير منها، فمن تجاوز على المواطن ومن اعتقال من دون إذن قضائي، وما زال الكثير من المعتقلين وهم ابرياء من دون محاكمة قانونية عادلة، بل هناك من يملك حكم براءة ولم يفرج عنه، كما ان هناك عمليات خطف وتعذيب واعتداءات واغتيالات سجلت من دون اجراءات، وتحقيقات لم تهتم الحكومةبها وتكشف النقاب عن كل هذه الاحداث، لذلك الحكومة المقبلة ملزمة بالاجابة عن جميع التساؤلات لدى المواطن. الحكومة الجديدة مطالبة بالاعمار الحقيقي والمصالحة التي كانت حبراً على ورق كما نحتاج الى الارتقاء بمستوى التعليم وتلافي الفشل في اغلب دوائر الدولة ومعالجة كل المشاكل التي حصلت مع رفع مستوى الحالة المعيشية وذلك كله ممكن لو عملت الحكومة للشعب وهذا طموحنا وهو حقنا وليس من الصعوبة تحقيقه".
تقول الصحفية اسراء محمد -29 عاما: "نحن نطالب الحكومة المقبلة بتطبيق قانون حماية الصحفيين الذي أجل من مجلس النواب السابق، وكذلك نطالب بأن يقره المجلس الجديد، كما نريدان يكون العراق الجديد بعيداً عن الطائفية والتناحر والمحاصصة، والاهتمام بالشؤون الاجتماعية ولو فتحنا اليوم أي ملف في البلد لوجدناه يستحق المناقشة، فنحن الان نعاني مشكلات كثيرةمنها العنوسة وكثرة الارامل والمطلقات وهذه مشكلة حقيقية يجب ان يتصدى لها مجلس النواب الجديد لانها مشكلة في معظم البيوت العراقية".
الدكتور فراس ناظم - طبيب 40 عاما قال: "نحن نعاني مشاكل عدة لا اعتقد ان الحكومة المقبلة تستطيع ان تعالج كل المشاكل ولكن هناك اولويات يجب ان تعتمد، فعلى الصعيد الطبي مثلا هناك تخلف في هذا المجال وكذا شح وقلة في عدد المستشفيات فتحتاج الى اعادة وترتيب وبناء مستشفيات ولو ان هذا لا يكفي على الصعيد العام لكن لا بد من توفير الضمان الاجتماعي وتحسين البيئة واصلاح النظام الاجتماعي والتعليمي مع وضع خطط للمستقبل وتقديم حق المواطن، والوضع المعيشي وتصليح شبكة الصرف الصحي والماء والكهرباء ورفع القمامة. البلد يحتاج الى انتفاضة من الداخل لحل القضايا المهمة التي تخدم المواطن".
الاستاذ الاقتصادي مهند سلمان - 44 عام: يقول: "أن الواجب على الحكومة الجديدة ان تحافظ على وحدة البلد، ورفع المعاناة عن كاهل المواطن، فإذا لم تهتم الحكومة بهموم الناس فسوف تفشل لذا نرى ضرورة توفير عوامل وادوات النجاح والتقدم والا سيحكم الشعب بنفسه على فشل الحكومة، نطالب الحكومة بأن تبني البرنامج الوطني الذي يتبنى الاصلاح السياسي والاجتماعي وتنمية مجالات الحياة والابتعاد عن حالات الهدم الفكري وتهميش الاخرين وتقديم مصلحة الوطن على كل شيء وحل جميع الازمات، والابتعاد عن التخندق الطائفي، والاجتماعي والاهتمام بحقوق المواطنين، وتحقيق طموحات الشعب وحل ازمة البطالة ونتمنى ان لا تكون امنيات تتبخر مع ارتفاع حالة السباق للكسب المادي المجرد لمجلس النواب.
لو ذكرنا بعض الازمات من بطالة وسكن وكهرباء وامان وعدم طرح برنامج سياسي اقتصادي، يتجاوز الاوضاع الراهنة مع ضرورة النظر في اعادة كتابة الدستور لانه كتب على عجل".
وذهبت الدكتورة نهلة عبد العظيم - 51 عاما الى ان هناك حزمة من الامور التي ننتظر نحن -المواطنين- من الحكومة المقبلة ان تتصدى لها نضعها بالتدريج منها حل مشاكل الشارع من نقاط تفتيش واختناقات مرورية يومية ومطبات والعمل على تعزيز روح المواطنة بين افراد الشعب وروح الاخوة والتسامح والعمل على سعادة الناس وتقديم كل السبل لعيش مناسب يليق بالفرد العراقي مع استمتاعه بخيرات بلده كما ان هناك مطالبة بحل جميع مشاكل المحسوبية والمنسوبية وبناء البلد وتقديم الافضل له والاهتمام بكل ما يخدم الشعب وتحسين الوضع المعيشي لكل شرائح المجتمع.
هذه بعض مطالب وحقوق الناس يضعونها امام مجلس النواب المقبل والحكومة .. والمواطن ينتظر.
ميدل ايست اونلاين