يرويﺃﻥ ﺻﻴﺎﺩﺍ ﻟﺪﻳﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﻋﻴﺎﻝ، ﻟﻢ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻴﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺰﺍﺩ
ﻳﻨﻔﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺑﺮﺍ ﻣﺤﺘﺴﺒﺎ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻳﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻛﻞ
... ﻳﻮﻡ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺒﺤﺮ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﺸﻲﺀ . ﻭﻅ ﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻳﺄﺱ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ، ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﻜﺮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺪﻋﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺭﻣﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﺑﺴﺤﺒﻬﺎ، ﺃﺣﺲ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ، ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﻭﻓﺮﺡ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﻭﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺿﺎﻗﺖ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﺤﻜﻤﺖ ﺣﻠﻘﺎﺗﻬﺎ *- *- *- ﻓﺮﺟﺖ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺿﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﺮﺝ
ﻓﺄﻣﺴﻜﻬﺎ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻇﻞ ﻳﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ؟
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ …
ﺳﺄﻃﻌﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ
ﺳﺄﺣﺘﻔﻆ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﺳﺄﺗﺼﺪﻕ ﺑﺠﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ
ﺳﺄﺑﻴﻊ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻨﻬﺎ
…… ﻭﻗﻄﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﺻﻮﺕ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ … ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ
ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ . ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﻣﻮﻛﺒﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﻭﻳﻌﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﺄﻣﺮ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭﻫﺎ
ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ، ﻓﻬﻲ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﻓﻊ
ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭﻻ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ … ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﺥ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺰ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﺀ ( ﺍﻟﻐﺮﻏﺮﻳﻨﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ) ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻜﺸﻔﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻄﻊ
ﺇﺻﺒﻊ ﺭﺟﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﺴﺎﻗﻪ، ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﺩﻭﺍﺀ ﻟﻪ . ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ، ﺃﻣﺮ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻳﻨﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ
ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﺘﺮ ﻗﺪﻣﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﺸﺪﺓ
ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻛﺸﻒ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ، ﻓﺮﺃﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﻟﺮﻛﺒﺘﻪ
ﻓﺄﻟﺤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻴﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﺳﺎﻗﻪ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻛﺜﺮ ... ﻓﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﻭﻓﻌﻼ ﻗﻄﻌﺖ ﺳﺎﻗﻪ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺛﻨﺎﺀ، ﺣﺪﺛﺖ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺬﻣﺮﻭﻥ . ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺏ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .. ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ .. ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﻰ ﺃﺣﺪ
ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺭﻋﻴﺘﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ : ﺗﺬﻛﺮ ﺟﻴﺪﺍ، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﻠﻤﻚ ﻷﺣﺪ .
ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩ .. ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ
ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ .. ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﻩ ﻟﻠﻤﻠﻚ
ﻓﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﺎﺋﻼ : ﺃﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ؟
ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﺑﺨﻮﻑ : ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ : ﺗﻜﻠﻢ ﻭﻟﻚ ﺍﻷﻣﺎﻥ
ﻓﺎﻃﻤﺄﻥ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺎﻝ : ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ﻗﺎﺋﻼ
)) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﻧﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ، ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻗﻮﺗﻚ ﻋﻠﻴﻪ ((
ﻻ ﺗﻈﻠﻤﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﺘﺪﺭﺍ *- *- *- ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻋﻘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ
ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻴﻨﻚ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻣﻨﺘﺒﻪ *- *- *- ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻋﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ
* ﻭﺗﺬﻛﺮﻙ ﺃﻥ ﺩﻋﺘﻚ ﻗﺪﺭﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،،ﻓﺘﺬﻛﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ
* ﺍﻻﻧﺲ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ .. ﻓﻜﻞ ﻣﻄﻴﻊ ﻟﻠﻪ ﻣﺴﺘﺄﻧﺲ ...
ﻭﻛﻞ ﻋﺎﺹ ﻟﻠﻪ
ﻣﺴﺘﻮﺣﺶ
مما راق لي ....