راحل
أطرق ،أبواب المدائن
القريبة،
والبعيدة.
حيث المدائن لم تعتد
قسمات وجهي
بعد.
هذا الوجه الذي رسمت عليه
يد الكآبة
زخارفها
الحزينة.
راحل
متماسك الدمع
دمع تحجّر كالصقيع
وفي عيوني
تسمّرت كل الوجوه التي غادرتها
في آخر لحظة
وداع.
راحل
حزين الكبرياء
فأنا هنا
أهلي هناك
ومدائن فتحت ذراعيها،
لعابر يتجرع طعم
الغياب.
راحل
في طريق لم تحدده مساحات
الزمن
ولا مسافات المكان.
في طريق
شرّعت فيه للريح
وجهي
ركبت أجنحة السفر
يلفح وجهي رذاذ
من سراب.
راحل
في طريق
أحصيت فيه، حبات الرمال
أحصيت فيه ،
خطوطه البيضاء
والصفراء
وعلى الطريق ظننتها رحلت معي
كل الطيور
كل النجوم
كل الغيوم
سامرتها
حدثتها
عن سرّي المكنون
عن حلمي المجنون.
لكنه،
ما بيننا كان سباق
في فضاء ليس يخلو
من ضباب
من ذا تراه واصل صوب المدى المرسوم؟
كل يسير في طريق
لكنه في الأفق،
كان يسبقنا
السراب.
آه على شوق يكبله
العذاب
أتطول غربتي؟
أتطول وحدتي؟
مع أنني زرعت دربي بالحنين
دليلي
للإياب...
منقول