........................
إنساني يا أنتَ
وردةٌ عطشى تنتظرُ غيومَ الرّب ،
هناكَ في العلا
بعيداً عن يومياتكَ ،
وتفاصيلَ المزاج .
لم تَعدْ تعنيني الذكريات ،
ولم احلمْ برقصةٍ تحت المطر .
الليلُ أبكمٌ
لا تطربهُ النجوى
ولا لحظةَ أمل .
النجومُ كالخيباتِ بلا عدد ،
أتأملُها
ربما أجدُ ليّ العذرَ
في ذلك الأفق ،
كيف ولمّا جئتُ هنا ؟
ومتى ارحلُ ؟
وكيف سيسعفني القمر ؟
هو فانٍ مثلي بلباسهِ الصوفي ،
زاهدٌ في الأعياد .
ارتدي قميصي الفضفاض
واضربُ الدفَّ ،
القمرُ يداعبُ ثقوبَ الناي الفارسي ،
اغتنمهُ بعد حربٍ شرسةٍ ،
كان يدورُ
ويدورُ
وتتداخلُ الساعاتُ والأيامُ
ثم يجثو ساجداً بهامته ،
دافناً تكويناتهِ في فنجانِ عرّافةٍ
تطاردها أبراجَ الماء،
وسخط ملكاتِ بابلَ ،
اضربُ الدفَّ حتى لحظةِ المحاق ،
ينامُ المغني الفارسي
نعزفُ لحناً مسروقاً
من أغاني فلاحي شيراز .
نهربُ من خيباتنا بلحنٍ شَجيّ
يزّمُ القمرُ شفتيهِ ،
ويشهقُ صوتهُ .
رياض الدليمي