النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

لفظ الجلالة جامع لصفاته تعالى:

الزوار من محركات البحث: 10 المشاهدات : 816 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,323 المواضيع: 470
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 326
    مزاجي: عالي جدا
    أكلتي المفضلة: خيارباللبن
    موبايلي: x2
    آخر نشاط: 3/June/2022

    لفظ الجلالة جامع لصفاته تعالى:

    ـلفظ الجلالة جامع لصفاته تعالى:
    كلمة (اسم) أول ما تطالعنا في البسملةمن كلمات، وهو في رأي علماء اللغة من (السموّ) على وزن (العُلوّ)، ومعناه الإِرتفاع، ويفهم أن الشيء بعدالتسمية يخرج من مرحلة الخفاء إلى مرحلة البروز والظهور والرقي، أو إنّه يرتفعبالتسمية عن مرحلة الإِهمال ويكتسب المعنى والعلو(2).
    بعد كلمة الاسم نلتقي بكلمة (الله) وهي أشمل أسماء ربّ العالمين فكل اسم ورد لله في القرآنالكريم وسائر المصادر الإِسلامية يشير إلى جانب معين من صفات الله. والاسم الوحيدالجامع لكل الصفات والكمالات الإِلهية أو الجامع لكل صفات الجلال والجمال هو (الله).
    ولذلك اعتبرت بقية الإسماء صفات لكلمة(الله) مثل: (الغفور) و(الرحيم) و(السميع) و(العليم) و(البصير) و(الرزاق) و(ذو القوة) و(المتين) و(الخالق)

    1 ـالبيهقي، ج 2، ص 49. والحاكم في المستدرك، ج 1، ص 233.
    2 ـ ذهببعضهم إلى أنّ (الاسم) من (السمة) على وزن (الهبة) من مادة (وسم) أي وضع علامة. لأنالاسم علامة المعنى. ولكن أكثر علماء اللغة رفضوا هذا الإِشتقاق، لأنه من الواضحأن الجذور الاصلية للكلمة تظهر عند الجمع والتصغير فالواو لا تظهر في الجمعوالتصغير (كما تظهر في المثال الواوي عادة) فنقول في الجمع أسماء، في التصغير،سميّ، وسميّة فهو إذن ناقص واوي لا مثال واوي.
    [32]
    و(الباري) و(المصوّر).
    كلمة (الله) هي وحدها الجامعة، ومنهنا اتّخذت هذه الكلمة صفات عديدة في آية كريمة واحدة، حيث يقول تعالى: (هُوَ اللّهُالَّذِي لاَ إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الّقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُالْمُهَيْمِنُ الْعَزيرُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)(1)
    أحد شواهد جامعية هذا الاسم أنّالإِيمان والتوحيد لا يمكن إعلانه إلاّ بعبارة (لا إله اِلاّ الله)، وعبارة (لاَ إِلهَ إلاَّ القَادِر...أو إِلاَّ الخالِق ... أو إِلاَّ الرَّزَّاق) لا تفي بالغرض. ولهذا السبب يشار فيالأديان الاُخرى إلى معبود المسلمين باسم (الله) فهذه التسمية الشاملة خاصةبالمسلمين.
    * * *
    3ـ الرّحمة الإِلهية الخاصة والعامّة:
    المشهور بين جماعة من المفسّرين أنّصفة (الرحمن) تشير إلى الرحمة الإِلهية العامة، وهي تشمل الأولياء والأعداء،والمؤمنين والكافرين، والمحسنين والمسيئين، فرحمته تعمّ المخلوقات، وخوان فضلهممدود أمام جميع الموجودات، وكلّ العباد يتمتعون بموهبة الحياة، وينالون حظهم منمائدة نعمه اللامتناهية. وهذه هي رحمته العامة الشاملة لعالم الوجود كافة وماتسبّح فيه من كائنات.
    وصفة (الرحيم) إشارة إلى رحمته الخاصةبعباده الصالحين المطيعين، قد استحقوها بإيمانهم وعملهم الصالح، وَحَرُمَ منهاالمنحرفون والمجرمون.
    الأمر الذي يشير إلى هذا المعنى أنّصفة (الرحمن) ذكرت بصورة مطلقة في القرآن الكريم ممّا يدل على عموميتها، لكنّ صفة(الرحيم) ذكرت أحياناً مقيّدة، لدلالتها الخاصة، كقوله تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنينَ رَحِيماً)(2) وأحياناًاُخرى مطلقة

    1 ـ الحشر،23.
    2 ـالأحزاب، 43.
    [33]
    كما في هذه السّورة.
    وفي رواية عن الإِمام جعفر بن محمّدالصادق(عليه السلام) قَالَ: «وَالله إلهُكُلِّ شَيْء الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ، الرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنينَ خَاصَّةً»(1).
    من جهة اُخرى، كلمة (الرحمن) اعتبروها صيغة مبالغة، ولذلك كانت دليلا آخر على عمومية رحمته.واعتبروا (الرحيم) صفة مشبّهة تدلّ على الدوام والثبات، وهي خاصة بالمؤمنين.
    وثمّة دليل آخر، هو إنّ (الرحمن) من الأسماء الخاصة بالله، ولا تستعمل لغيره، بينما(الرحيم) صفة تنسب لله ولعباده. فالقرآن وصف بها الرّسول الكريم، حيث قال: (عَزِيزٌ عليه مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌبِالْمُؤْمِنينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(2).
    وإلى هذا المعنى أشار الإِمام الصادق(عليه السلام)، فيما روي عنه: (اَلرَّحْمنُ إِسْمٌ خَاصٌّ بصِفَةعَامَّة، وَالرَّحيمُ عَامٌّ بِصِفَة خَاصَّة»(3).
    ومع كل هذا، نجد كلمة (الرحيم) تستعمل أحياناً كوصف عام. وهذا يعني أن التمييز المذكور بينالكلمتين إنما هو في جذور كل منهما، ولا يخلو من استثناء.
    في دعاء عرفة ـ المنقول عن الحسين بنعلي(عليه السلام) ـ وردت عبارة: «يَا رَحْمنَ الدُّنْيِا وَالاْخِرَةِوَرَحِيمَهُمَ ا».
    نختتم هذا الموضوع بحديث عميق المعنى،عن رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَ: «إِنَّ للهِعَزَّ وَجَلّ مائَةَ رَحْمَة، وَإِنَّهُ أَنْزَلَ مِنْهَا واحِدَةً إِلَىالأَرْضِ، فَقَسَّمَهَا بَيْنَ خَلْقِهِ، بِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَيَتَرَاحَمُونَ،وَأَخَّر َ تِسْعاً وَتِسْعِينَ لِنَفْسِهِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَالْقِيَامَةِ»(4).
    * * *

    1 ـ الكافي،وتوحيد الصدوق، ومعاني الأخبار (نقلا عن الميزان).
    2 ـ التوبة،128.
    3 ـ مجمعالبيان، ج 1، ص 21.
    4 ـ نفسالمصدر.
    [34]
    لِمَ لَمْ تَرِدْ بَقية صِفاتِ اللهِ في البَسْمَلَةِ؟
    في البسملة ذكرت صفتان لله فقط هما:الرحمانية والرحيمية، فما هو السبب؟
    الجواب يتضح لو عرفنا أنّ كل عملينبغي أن يبدأ بالاستمداد من صفة تعم آثارها جميع الكون وتشمل كلّ الموجودات،وتنقذ المستغيثين في اللحظات الحساسة.
    هذه حقيقة يوضّحها القرآن إذ يقول: (وَرَحْمَتِيوَسِعَتْ كُلَّ شَيء)(1)، ويقول على لسانحملة العرش: (رَبَّنَا وسِعْتَ كُلَّ شَيْء رَحْمَةً)(2).
    ومن جانب آخر نرى الأنبياء وأتباعهميتوسّلون برحمة الله في المواقف الشديدة الحاسمة. فقوم موسى تضرّعوا إلى الله أنينقذهم من تجبّر فرعون وظلمه، وتوسّلوا إليه برحمته فقالوا: (وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ)(3).
    وبشأن هود وقومه، يقول القرآن: (فَأَنْجَيْنَاهُوَالَّذِين َ مَعَهُ بِرَحمَة منَّا)(4).
    من الطبيعي أنّنا ـ حين نتضرّع إلىالله ـ نناديه بصفات تتناسب مع تلك الحاجة، فعيسى(عليه السلام)حين يطلب من الله مائدة من السماء، يقول: (اللّهُمَّ رَبَّنَاأَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائدَةً مِنَ السَّمَاءِ ... وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُالرَّازِقِينَ)(5).
    ونوح(عليه السلام)يدعو الله في حطّ رحاله: (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكاًوَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(6).
    وزكريا نادى ربّه لدى طلب الولدالوارث قال: (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(7).

    1 ـالأعراف، 156.
    2 ـ المؤمن،7.
    3 ـ يونس،86.
    4 ـالأعراف، 72.
    5 ـالمائدة، 114.
    6 ـالمؤمنون، 29.
    7 ـالأنبياء، 89.
    [35]
    للبدء بأيّ عمل ينبغي ـ إذن ـ أننتوسّل برحمة الله الواسعة، رحمته العامة ورحمتة الخاصة. وهل هناك أنسب من هذهالصفة لتحقّق النجاح في الأعمال، وللتغلب على المشاكل والصعاب؟!
    والقوة التي تستطيع أن تجذب القلوبنحو الله وتربطها به هي صفة الرحمة، إذ لها طابعها العام مثل قانون الجاذبية،ينبغي الإِستفادة من صفة الرحمة هذه لتوثيق العرى بين المخلوقين والخالق.
    المؤمنون الحقيقيون يطهّرون قلوبهمبذكر البسملة في بداية كلّ عمل من كل علقة وإرتباط، ويرتبطون بالله وحده ويستمدّونمنه العون، ويتوسلون إليه برحمته التي وسعت كلّ شيء.
    والبسملة أيضاً تعلّمنا أنّ أفعال اللهتقوم أساساً على الرحمة، والعقاب له طابع استثنائي لا ينزل إلاّ في ظروف خاصة، كمانقرأ في الأدعية المروية عن آل بيت رسول الله: «يَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ»(1).
    المجموعة البشرية السائرة على طريقالله ينبغي أن تقيم نظام حياتها على هذا الأساس أيضاً، وأن تقرن مواقفها بالرحمةوالمحبة، وأن تترك العنف إلى المواضع الضرورية، «113» سورة من مجموع «114» سورةقرآنية تبدأ بالتأكيد على رحمة الله، وسورة التوبة وحدها تبدأ بإعلان الحرب والعنفبدل البسملة.
    * * *

    1 ـ دعاءالجوشن الكبير، الفقرة، 20.
    [36]
    الآية
    الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّالْعَـلَمِينَ(1)
    التّفسير
    العالم مغمور في رحمته
    بعد البسملة، أول واجبات العباد أنيستحضروا دوماً مبدأ عالم الوجود، ونِعَمه اللامتناهية، هذه النعم التي تحيطناوتغمر وجودنا، وتهدينا إلى معرفة الله من جهة، وتدفعنا على طريق العبودية من جهةاُخرى.
    وعند ما نقول أن النعم تشكّل دافعاًومحرّكاً على طريق العبودية، لأنّ الإِنسان مفطور على البحث عن صاحب النعمة حينماتصله النعمة، ومفطور على أن يشكر المنعم على أنعامه.
    من هنا فان علماء الكلام (علماءالعقائد) يتطرقون في بحوثهم الأولية لهذا العلم إلى «وجوب شكرالمنعم» باعتباره أمراً فطرياً وعقلياً دافعاً إلى معرفة الله سبحانه.
    وإنما قلنا إن النعم تهدينا إلى معرفةالله، لأن أفضل طريق وأشمل سبيل لمعرفته سبحانه، دراسة أسرار الخليقة، وخاصة مايرتبط بوجود النعم في حياة الإنسان.
    [37]
    ممّا تقدم ابتدأت سورة الحمد بعبارة (اَلْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
    ولفهم عمق هذه العبارة وعظمتها يلزمناتوضيح الفرق بين «الحمد» و «المدح» و«الشكر» والنتائج المترتبة على ذلك:
    1 ـ «الحمد» في اللغة: الثناء علىعمل أو صفة طيبة مكتسبة عن اختيار، أي حينما يؤدي شخص عملا طيّباً عن وعي، أويكتسب عن اختيار صفة تؤهله لأعمال الخير فإنّنا نحمده ونثني عليه.
    و«المدح» هو الثناء بشكل عام، سواءكان لأمر إختياري أو غير إختياري، كمدحنا جوهرة ثمينة جميلة. ومفهوم المدح عام،بينما مفهوم الحمد خاص.
    أمّا مفهوم «الشكر» فأخصّ من الاثنين،ويقتصر على ما نبديه تجاه نعمة تغدق علينا من منعم عن إختيار(1).
    ولو علمنا أنّ الألف واللام في(الحمد) هي لاستغراق الجنس، لعلمنا أنّ كل حمد وثناء يختص بالله سبحانه دون سواه.
    ثناؤنا على الآخرين ينطلق من ثنائناعليه تعالى، لأنّ مواهب الواهبين كالأنبياء في هدايتهم للبشر، والمعلمين فيتعليمهم، والكرماء في بذلهم وعطائهم، والأطباء في علاجهم للمرضى وتطبيبهمللمصابين، إنّما هي في الأصل من ذاته المقدسة. وبعبارة اُخرى: حمد هؤلاء هو حمدلله، والثناء عليهم ثناء على الله تعالى.
    وهكذا الشمس حين تغدق علينا بأشعتها،والسحب بأمطارها، والأرض ببركاتها، كلّ ذلك منه سبحانه، ولذلك فكلّ الحمد له.
    وبكلمة أُخرى: جملة (اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إشارة إلى توحيدالذات، والصفات، والأفعال (تأمّل بدقة).

    1 ـ«الشكر»، من وجهة نظر اُخرى أوسع إطاراً، لأنّ الشكر يؤدي بالقول أحياناً وبالعملاُخرى. أمّا الحمد والمدح فبالقول غالباً.
    [38]
    2 ـ وصف (الله) بأنه (رَبّالْعَالَميِن) هو من قبيل ذكر الدليل بعد ذكر الادعاء، وكأنّ سائلا يقول: لم كان حمد لله؟فيأتي الجواب: لأنه (رب العالمين).
    وفي موقع آخر يقول القرآن عن الباريسبحانه: (الَّذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْء خَلَقَهُ ...)(1).
    ويقول أيضاً: (وَمَا مِنْ دَابَّة فِي الأَرْضِ إِلاَّعَلَى اللهِ رِزْقُهَا)(2).
    3 ـ يستفاد من (الحمد) أن اللهسبحانه واهب النعم عن إرادة وإختيار، خلافاً لأولئك القائلين إنّ اللّه تعالى مجبرعلى أن يفيض بالعطاء كالشمس!!
    4 ـ جدير بالذكر أن الحمد ليس بدايةكل عمل فحسب، بل هو نهاية كل عمل أيضاً كما يعلمنا القرآن.
    يقول سبحانه عن أهل الجنة: (دَعْوَاهُمْفِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهِا سَلامٌ، وَآخِرُدَعْوَاهُمْ أنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(3).
    5 ـ أما كلمة «ربّ» ففي الأصل بمعنىمالك وصاحب الشيء الذي يهتم بتربيته وأصلاحه. وكلمة «ربيبة» وهي بنت الزوجة،ومأخوذة من هذا المفهوم للكلمة. لأن الربيبة تعيش تحت رعاية زوج أُمّها.
    والكلمة بلفظها المطلق تعني ربّ العالمين،وإذا أطلقت على غير الله لزم أن تضاف، كأن نقول: ربّ الدار، وربّ السفينة(4).
    وذكر صاحب تفسير (مجمع البيان) معنىًآخر للرب، وهو السيد المطاع، ولكن لا يبعد أن يعود المعنيان إلى أصل واحد(5).
    6 ـ كلمة «عالمين» جمع «عالم»،والعالم: مجموعة من الموجودات

    1 ـ السجدة،7.
    2 ـ هود، 6.
    3 ـ يونس،10.
    4 ـ قاموساللغة، ومفردات الراغب، وتفسير مجمع البيان، وتفسير البيان.
    5 ـ لابدّمن الإِلتفات إلى أن (رب) من مادة (ربب)، لا من (ربو)، أي إنه مضاعف لا ناقص.
    [39]
    المختلفة ذات صفات مشتركة، أو ذاتزمان ومكان مشتركين، كأن نقول: عالم الإِنسان، وعالم الحيوان، وعالم النبات. أونقول عالم الشرق وعالم الغرب، وعالم اليوم، وعالم الأمس. فكلمة العالم وحدها تتضمنمعنى الجمع، وحين تجمع بصيغة «عالمين»، فيقصد منها كل مجموعات هذا العالم.
    ويلفت النظر هنا أن كلمة عالم جُمعتهنا جمعاً مذكراً سالماً، ونعرف أن جمع المذكر السالم يستعمل في العاقل عادة، ومنهنا ذهب بعض المفسرين إلى أن كلمة «عالمين» إشارة إلى المجموعات العاقلة في الكونكالبشر، والملائكة، والجن، ولكن قد يكون هذا الاستعمال للتغليب، أي لتغليبالمجموعات العاقلة على غير العاقلة.
    7 ـ يقول صاحب المنار: (ويؤثر عنجدنا الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)أن المراد بــ(العالمين) النّاس فقط)(1).
    ثم يضيف: وقد وردت كلمة (العالمين) فيالقرآن الكريم أيضاً بهذا المعنى كقوله: (ليكون للعالمين نذيراً)(2).
    ولكن، لو استعرضنا مواضع استعمال(عالمين) في القرآن، لرأينا أن هذه الكلمة وردت في كثير من الآيات بمعنى بنيالإنسان، بينما وردت في مواضع اُخرى بمعنى أوسع يشمل البشر وسائر موجودات الكونالاُخرى، كقوله تعالى: (فَللهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّالْعَالَمِينَ)(3) وكقوله سبحانه:(قال فرعون: وَمَا رَبُّالْعَالَمِينَ؟ قَالَ: رَبُّ الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا)(4).
    وعن الإِمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) في تفسير (ربّ العالمين) قال: «رَبُّالْعَالَمِينَ هُمُ الْجَمَاعَاتُ مِنْ كُلِّ مَخْلُوق مِنَ الْجَمَادَاتِوَالْحَيْوَا نَاتِ»(5).

    1 ـ المنار،ج 1، ص 51.
    2 ـالفرقان، 1.
    3 ـالجاثية، 36.
    4 ـالشعراء، 23 و 24.
    5 ـ تفسيرنور الثقلين، ج 1، ص 17.
    [40]
    كلمة عالمين يمكن فهمها في إطارهاالكوني الأوسع، ويمكن فهمها في إطار عالم (الإِنسان) ـ كما ورد في رواية الإمامزين العابدين(عليه السلام)، لأن الكائن البشري أشرفالمخلوقات، ولأن الإِنسان هو الهدف الأساس من هذه المجموعة الكبرى وليس بينالفهمين أي تناقض.
    8 ـ جدير بالذكر أن هناك من قسّمالعالم إلى: عالم صغير وعالم كبير، والمقصود من العالم الصغير هو الإِنسان، لأنهلوحده ينطوي على مجموعة من نفس القوى المتحكمة في هذا الكون الفسيح. والإنسان ـ فيالواقع ـ عينيّة مصغرة لكل هذا العالم.
    الذي دعانا إلى التوسّع في مفهوم كلمة(العالم) هو أن عبارة «ربّ العالمين» جاءت وكأنها دليل على عبارة (الحمدلله)، أي أننا نقول في سورة الفاتحة: إن الحمد مختص بالله تعالى لأنه صاحب كل كمالونعمة وموهبة في العالم.
    * * *
    بحثان
    1ـ رفض الآلهة:
    شهد التاريخ البشري ألوان الإنحرافاتعن خط التوحيد، والصفة البارزة في هذه الإنحرافات هو الاعتقاد بوجود آلهة متعددةلهذا العالم. وفكرة التعدّد انطلقت من ضيق نظرة أصحابها الذين راحوا يعيّنون لكلجانب من جوانب الكون والحياة إلهاً، وكأنّ ربوبيّة العالمين لا يمكن إناطتها لمصدرواحد!! وراحت بعض الأمم تصنع الآلهة لأُمور جزئية كالحب والعقل والتجارة والحربوالصيد.
    اليونانيّون مثلا كانوا يعبدون اثنتيعشرة أَلهةً وضعوها على قمة (أولمپ)
    [41]
    وكل واحدة منها تمثل جانباً من صفاتالبشر!!(1).
    والكلدانيّون اعتقدوا بإله الماء وإلهالقمر وإله الشمس وإله الزهرة، وأطلقوا على كل واحد منها اسماً معيناً، واتخذوا فوقذلك «مردوخ» إلهاً أكبر لهم.
    والروم تعددت آلهتهم أيضاً، وراج سوقالشرك عندهم أكثر من أية أمّة اُخرى. فقد قسموا الآلهة إلى مجموعتين: آلهة الأسرةوآلهة الحكومة. ولم يكونوا يكنون ولاء لآلهة الحكومة، (لعدم إرتياحهم من حكومتهم!).
    وقد ورد في التاريخ أن الروم اتخذوالهم ثلاثين ألف إلهاً حتى قال أحد رجالهم مازحاً: إن عدد الهتنا من الكثرة إلىدرجة أنها اكثر من المارّة في الأزقة والطرقات، وكلّ واحد منها مظهر من مظاهرالكون المشهودة، إله مثل إله الزراعة، وإله المطبخ، وإله مستودع الطعام، وإلهالبيت، وإله النار، وإله الفاكهة، وإله الحصاد، وإله شجرة العنب، وإله الغابة،وإله الحريق، وإله بوابة روما، وإله بيت النار(2).

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2011
    الدولة: بلا ما تعرفون
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,046 المواضيع: 1,766
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 2527
    موبايلي: n96i
    آخر نشاط: 8/December/2012
    بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى
    طرح قيم جدا
    مثابين

  3. #3
    من أهل الدار
    شكرا لكي مناجات تحياتي

  4. #4
    من أهل الدار
    ابوبشير
    تاريخ التسجيل: January-2012
    الدولة: كربلاء المقدسة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,273 المواضيع: 1,011
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 2101
    مزاجي: بين بين
    أكلتي المفضلة: بيري بيري +بيتزا
    موبايلي: iphone
    آخر نشاط: 7/December/2012
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى نسيم العراق
    مقالات المدونة: 2

  5. #5
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: May-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 276 المواضيع: 9
    التقييم: 34
    آخر نشاط: 3/September/2012
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    بارك الله بك (اباالفضل )وجعله الله في ميزان حسناتك موضوع جداً مهم

    ملاحظة صغيرة : بعض كلمات الاية لاصقة في بعضها ياريت لو فاصل بيناتهن حتى يبين معنى الكلمة

    عذراً للتدخل تحياتي

  6. #6
    عضو محظور
    لاتظلمني ابد
    تاريخ التسجيل: April-2012
    الدولة: في عالم مظلم
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,346 المواضيع: 364
    صوتيات: 22 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 278
    مزاجي: حزين للأبد
    المهنة: اذكروني
    أكلتي المفضلة: =======
    موبايلي: ==========
    آخر نشاط: 9/December/2012
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى سئمت الانتظار
    مقالات المدونة: 2

  7. #7
    من أهل الدار
    شكرا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال