انين الكأس يعصفُ في شفاهٍ
كعصف الريح اذ حكم القضاءُ
-
(فلا تجزع لحادثةٍ بليلٍ
فما لحوادث الدنيا بقاءُ)
-
وما تبغي الحوادث في مشيبٍ
أنشكوا الجوع اذ عزّ الهواء
-
وذا يومٌ يسير ُعلى هواهُ
فما فرحٌ يدوم به شقاءُ
-
ومن رام البقاء ولا بَقاءً
فطب عمراً اذا تُرك الرداءُ
-
يقلب جنبه اذ قلّ مالٌ
كمحمومٍ اذا فُقِدَ الدواءُ
-
يُعاف الجلد منه ثوبَ خزٍ
بما خُبِرالشَّقا تُرِك الرخاءُ
-
وذو الرأي الحصيف اذ اعترتهُ
صروف الدهر بان له كفاءُ
-
فكم من ليلةٍ طويت حشاهُ
آدام الصبر اذ مُلئ الوعاءُ
-
وكم من عبرةٍ رقدتْ بعينٍ
يواريها التجمل والحياءُ
-
ولكن ان شكا ظمأ بنوهُ
لفاضت عينهُ فهي السقاءُ
( الشاعر هاني عقيل )