ليلة الرّغائب
توافق -إن شاء الله- مساء يوم الخميس (ليلة الجمعة) 4 رجب 1433هـ (حسبت تقويم أم القرى) الموافق 24 مايو 2012م
اعلم إن أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرّغائب وفيها عمل مأثور عن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم ذو فضل كثير ورواه السّيد في الإقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في إجازة بني زهرة، ومن فضله أن يغفر لمن صلّاها ذنوب كثيرة، وانّه إذا كان أوّل ليلة نزوله إلى قبره بعَث الله إليه ثواب هذه الصّلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت مِن كلّ شدّة، فيقول: مَنْ أنت فما رأيت أحسن وجهاً منك، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك، ولا شمت رائحة أطيب من رائحتك؟ فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصّلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت اللّيلة لأقضي حقّك، وأنس وحدتك، وارفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصّور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسِك، فافرح فانّك لن تعدم الخير أبداً.
وَصِفَة هذه الصّلاة
أن يصوم أوّل خميس من رجب ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمه يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وَ{إنا أَنْزَلْناهُ} ثلاث مرّات و{قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ} اثنتي عشرة مرّة، فإذا فرغ من صَلاته قال سبعين مرّة: "اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد النَّبِيِّ الأُْمِّيِّ وَعَلى آلِهِ"، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ"، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: "ربّ اغْفرْ وارْحمْ وتجاوزْ عمَّا تعْلمُ إنَّك أنْتَ الْعَليُّ الأَعْظَمُ"، ثم يسجد سجدة أخرى فيقول فيها سبعين مرة: "سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائكَة وَالرُّوح"، ثمّ يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله، واعلم أيضا إن من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرّضا عليه السلام ولها في هذا الشّهر مزيّة كما إن للعمرة أيضا في هذا الشّهر فضل وروي أنها تالية الحجّ في الثّواب وروى أن عليّ بن الحسين عليه السلام كان قد اعتمر في رجب فكان يُصلّي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يسمع منه وهُو في السّجود: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ.
المصدر: مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي رحمه الله
أسألكم الدعاء لي ولوالدي
الدال على الخير كفاعله