عندما اری امير الكويت وهو يجهز طائرة خاصة لنقل جثامين الشهداء الی النجف الاشرف وكيف هرع الی مكان الانفجار وهو يبكي قائلا " هذولة عيالي " !!
يعتصر قلبي الما علی جنودنا الشهداء الذين تترك جثثهم في مطار بغداد حتی يصل ذويهم القادمين من طرقات الجنوب الغير معبدة وهم مدينين ب ثمن اجرة النقل من اجل ولدهم "الشهيد" الذي ضحی بنفسه من اجل ان يبقی العراق !!
يعز علي جدا مشهد ذوي شهداء سبايكر الذين لم يعثروا علی رفات اولادهم حتی الان !! وتلك الام الي راحت تندب ابنها علی النهر تارة وفوق الارض تارة اخری فلربما كان قبر ولدها في النهر او في بطن سمكة او في وادي الموت هناك ! وذلك الشيخ الذي جمع حفنة عظام من مقبرة جماعية وحين سألوه ماهذا قال ولدي ؟ وما ادراك انه ولدك قال لا اعلم ولكني ساخذوها لأمه واقول لها هذا ابنك حتی تنام فلها أشهر وهي تبكي ابنها المفقود تطلب قبرا له ليصبرها !!!
استعيد بذاكرتي صورة الصابر المحتسب والد الشهيد مصطفی العذاري وهو يتمنی دفن ابنه في قبر ليبكيه !
بل تحضرني دمعة تحرق ل ذلك الاب المجاهد الواقف علی الساتر الذي ينعی ولده "جعفر" بغصة وعبرة وهو يتذكر اخر مكالمة له مع ابننه حينما طلب منه شراء سيارة قبل ان يستشهد في الكرمة وتركت جثتة هناك وتخلی عنه قائده العسكري بلا كفن او قبر يأويه !!
تذكرت ايضا تلك المطالبات الدائمة التي اراها في كل صفحة عراقية من قبل اهل الشهيد النقيب الطيار مروان الساعدي الذي استشهد بإسقاط طائرته في تكريت قبل سنة وما زال اهله يتوسلون البحث عن رفاته املا ان يسمعهم احد من المسؤولين فيحس بوجعهم واقول في نفسي ألم يتعبوا من ذلك ؟ ! ولكن لا حياة لمن ينادون !!!!
تذكرت معهم الاف المفقودين الذين راحوا في رحی حرب استمرت عقد من الزمن كقرابين لحرب بالنيابة لا ناقة لنا فيها ولا جمل !!
تذكرت معهم المغيبين من عشرات السنيين في سجون الدكتاتور ونكرة السلمان في صحراء السماوة من شباب الكرد الفيلية والانتفاضة الشعبانية الذين بقی مصيرهم مجهول ومات ذويهم وهم في حسرة قبر وعزاء لفلذات اكبادهم !!!
كم انت موجع يا عراق !!!!!!!!