في مصاب امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لا بد ان يستذكر الجميع ان الناس صنفان اما خٌ لك في الدين او نظير لك في الخلق ... وهو عليه السلام من وضع هذه القاعدة .. ولا اظن ان من يدعي التشيع قد تحمل مثل ما تحمل امير المؤمنين منذ ابعاده عن منصبه بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله ولمدة 24 عاماً لم يطالب احد ولم يخلق فتن بل عايش مخالفيه واعداءه بروح الانسانية رغم مقولته الشهيره (انا اول مظلوم في الاسلام) وعايش المجتمع وحل المعظلات وزرع الواحات وحفر الابار وحرر العبيد والاماء من قيودهم بعد ان علمهم الاسلام المحمدي الاصيل . ولم يطالب يوما بحقوق التشيع فقد نفى عثمان بن عفان .. ابا ذر الى صحراء الربذ حتى مات فيها .. وحينما التقاه امير المؤمنين لم يقل له تعال نفعل فتنه فانت من شيعتي (مع العلم ان اباذر كان شيعياً حقيقياً ولي كشيعة هذه الايام) بل قال له عليه السلام ( اذهب يا اباذر فقد خفت القوم على دينهم وخافوك على دنياهم) .. وحتى في سنوات خلافته الاربع لم يهنأ فقد هاجو عليه الناكثين والقاسطين والمارقين ..!! حتى انه فارق الدنيا وهو الانسان الوحيد الذي قال حين ضرب بالسيف (فزت ورب الكعبة) ... وعليه فيجب على الشيعي (المدعي التشييع) ان ينظر الى علي في صبره وخلقه وتحمله ... ويعطي من حقوقه لمن يشاركه الارض والوطن لكي ننعم بسلام واستقرار ..
نحن قوم اذا ادعينا التشيع او المحبة او الموالاة (لأهل بيت المصطفى صلوات الله عليهم ) فعلينا ان ننظر الى حال أئمتنا من المرتضى الى القائم المنتظر مشردين مقتولين منبوذين وهذه كرامة الخلود والخالدين يزدرون الدنيا ويفوزون بالاخرة .. اما المطالبات والتظلم فهذا للتذكير ليس الا .. فما نيلُ المطالب بالتمني ولكن تؤخذ النيا غلابا ..
اما الحق والحقوق فكلها مهدور في عراقنا الجديد والقديم وما نحن الا خلف لسلف قد مضى وكلنا في مركب واحد شئنا ام ابينا .. وقد ابتلانا الله بساسة اغرب من كل غريب واعجب من كل عجيب افعالهم .. نسأل الله تعالى ان يهدي الجميعه لما يحب ويرضى و للعمل الصالح ..
وشكرا لناقل المقال .. راجياً ان يكون النقاش اكثر تمدناً فأنه يعكس صورة الشخص التي لا نراه الا في كتاباته واراءه .. وهذا شهر الله الكريم لا ضغائن ولا احقاد ان شاء الله تعالى .. بل اختلاف في الرأي ووجات النظر وجميعها لا تفسد للود قضية ... مع خالص دعائي للجميع ... وارجو دعائكم ..