أصل الكون
يعتقد كثير من العلماء أنّ الكون نشأ عن انفجار هائل هو الانفجار العظيم، منذ 15000 مليون سنة، تولّدت فيه كلّ أشكال المادّة والطّاقة – كما الفضاء والزمن. طبعا، لم يكن هناك أحد ليروي ما حدث، ولكنّ الاكتشافات الفذّة في علمي الفيزياء والفلك مكّنت العلماء من اقتفاء تاريخ الكون حتّى جزء الثانية الأوّل من نشأته. وهم يعتقدون أنّ مادّة الكون قبل الانفجار كانت هَيُولي مطلقة متراصّة في حجم ضئيل، وأنّها في تمدّد مستمرّ منذئذ. وقد وضعت نظريّة الانفجار العظيم عام 1933، ثمّ قدّمت نظريّة أخرى عام 1947، تعرف بنظريّة الحالة المستقرّة، مفادها أنّ تخلّق المادّة الجديدة مستمرّ، وهكذا فإنّ الكون، ككلّ، لن يتغيّر... لكنّ هذه النّظريّة لا يعتدّ بها الآن. وقد بدأ العلماء مؤخّرا يتدارسون مستقبل الكون وما الذي ينتظره تاليا.
الانفجار العظيم:
منذ حوالي 15000 مليون سنة كان الكون ضئيل الحجم جدّا وحارّا جدّا، وبالانفجار العظيم بدأت عمليّة التمدّد والتغيير، وما زالت مستمرّة حتّى اليوم. فخلال دقائق من حدوث الانفجار أخذت الجسيمات الذريّة بالتّلامّ مكوّنة غازي الهليوم والهدروجين اللذين، على مرّ السّنين، أنتجا المجرّات والنّجوم والكون كما نعرفه اليوم.
بدأ تمدّد الكون نتيجة للانفجار العظيم. وقد يعود الكون إلى التّراصّ مجدّدا في "دهكة عظمى". ثمّ يحدث انفجار عظيم آخر بُعيد انطلاق العمليّة ثانية.
إشعاعات الخلفيّة:
منذ الأربعينيّات من هذا القرن، أخذ العلماء يتقصّون حال الكون في بدايات نشأته. وكانوا مدركين لحقيقة أنّه كان حافلا بالإشعاعات وأنّ تلك الإشعاعات لا بدّ قد بردت مع تنامي الكون وبرودته – حتّى إنّ الفلكي الأمريكيّ جورج جاماو، قدّر درجة الحرارة الّتي يجب أن تكون عليها الآن. وفي عام 1965، كشف العالمان الأمريكيّان، آرنو بنزياس وروبرت ويلسون عن تواجد مثل هذه الإشعاعات (المسمّاة إشعاعات خلفيّة فعلا، فكان في ذلك برهان يدعّم نظريّة الانفجار العظيم.
ساتل سبر الخلفيّة الكونيّة (كوبي) يستقصي إشعاعات الكون الأولى. وقد كشف، عام 1992، تفاوتا في هذه الإشعاعات – ممّا يؤيّد نظريّة الانفجار العظيم.
الكون الارتدادي:
ما هو مستقبل الكون؟ للعلماء نظريّات متباينة حول هذا الموضوع. فبعضهم، من أصحاب نظريّة الكون المفتوح، يرتئي أن لا نهاية محدّدة للكون، لكنّه سيتقاصر تدريجيّا قبل أن يتوقف. فيما يرتئي أصحاب نظريّة الكون المغلق أنّ الكون سيتوقّف عن التّمدّد ويبدأ بالتقلّص والتّلام حتى يصبح متراصّا جدّا أو حارّا جدّا - تهيئة لانفجار عظيم جديد.
حدود الأزمنة:
نشأ الكون متجانس الأجزاء تقريبا. لكنّ مع عمليّة التمدّد أخذت المادة تتلامّ كتلا بداخله، وساعدت الجاذبيّة مع تجمّع المزيد منها تاركة مناطق من الفضاء الخاوي بينها. وفي نهاية المطاف، أنتجت مناطق تجمّع المادّة النّجوم والمجرّات.
الانفجار العظيم: كانت درجة الحرارة قرابة 10000 مليون درجة.
1. خلال دقائق تألّف الكون من 75% هدروجين و25% هليوم.
2. بدأ تلامّ المادّة كتلا بعد 1000 مليون سنة من الانفجار العظيم.
وبدأ تشكّل المجرّات بعد 3000 مليون سنة من الانفجار العظيم.
3. نشأت الكوازارات (أسلاف المجرّات) ما بين 2000 و3000 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.
4. اتخذت مجرّتنا، درب التّبانة، شكلها القرصيّ بعد 5000 مليون سنة من الانفجار العظيم.
5. وُلدت الشّمس بعد 10000 مليون سنة من الانفجار العظيم، ونشأت الأرض والكواكب من الأنقاض المحيطة.
6. بدأت أشكال الحياة الأولى بالظّهور على الأرض حوالي 12000 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.
7. عاشت الدّيناصورات منذ 190 مليون سنة.
8. وظهر الجنس البشريّ منذ قرابة مليوني سنة – وهو جزء ضئيل من عمر الكون.
9. الزّمن الحاضر حوالي 15000 مليون سنة بعد الانفجار العظيم.
منقول بتصرف