*****
في ديباجة الكتاب / ص 36 يقول :
على الحكمة أن تكون مثل الشمس تشّع على الجميع . وأن يكون بوسعها أن تقذف ولو بشعاعٍ باهت على أكثر الأنفس حطّة وإتضاعاً !
ص 48 / ينظر الى جموع الشعب أمامه ويُخاطب نفسه :
إنّهم لا يفهموني , لستُ الفم الذي يصلح لهذهِ الآذان !
أينبغي ان يُقرقِع المرء بمثلِ دوّي الطبول وخُطَب وعّاظ الكفارات ,أم تراهم لا يُصدّقون سوى لجلجةِ المتلعثمين ؟
ص 49
(لقد إبتكرنا السعادة) يقول البشر الأخيرون ويغمزون بأعينهم .
ص 50
مايزال المرء يعمل ,فالعمل تسلية في النهاية .
لكن مع الحرص على أن لا تكون التسلية مُرهقة !
***
لن يغدو الإنسان فقيراً ولا غنيّاً , فكلا الأمرين مُرهِقان .
مَنْ تُراهُ يريد بعدها أن يحكُم ؟ ومَنْ سيُطيع ؟ كلا الأمرين مُرهقان !
***
(فيما مضى كان العالم بأكملهِ أحمق ) ,يقول الأكثرُ لباقةً من غيرهم ويغمزون بأعينهم .
ص 51 / يصف ما حدثَ للبهلوان :
لكن ها قد حدثَ شيء ألجَمَ الألسن وأجحظَ كلّ العيون .
حدث ذلك عندما أضاع البلهلوان الحبل والعقل معاً ,عندما تخطّاهُ بهلوان آخر شاب .فرمى من يديهِ قضيب التوازن ,وهوى في الفراغ .
فسقطَ الجسدُ مُنسحقاً مُحطماً .. لكن غير ميّت بعد !
ص 52
منذُ زمن طويل كنتُ أعرف أنّ الشيطان يعّد لي مقلباً ,قال البهلوان .
فأجابهُ زرادشت : لا شيطانَ هناك ولا جحيم !
إنّ روحكَ سيسرع إليها الموت قبلَ جسدكَ , فلا تخشى شيئاً إذاً .
ص 54
(الكلام يدور حول ..جثّة وحفّار قبور وحيّ يقفز فوق ميّت )
لصاً سيسمي الرعاة زرادشت .
رُعاةً أقول ,لكنّهم يدعون أنفسهم بالصالحين والعادلين ,والمؤمنين بالعقيدة الحقّ .
ص 57
إنّهم يحقدون أكثر من أيّ شيء آخر على ذلك الذي يكسر ألواح قيمهم القديمة .يدعونهُ المخرّب المجرم . لكن ذلكَ هو المُبدِع !
رفاقاً يُريد المبدع ,لا جُثثاً ولا قطعاناً ,ومؤمنين أيضاً .
رفاق إبداع يريدُ المبدع , يخطّون قيم جديدة على ألواح جديدة .
رِفاقاً يُريد المُبدِع ,أؤلئك الذين يعرفون كيف يشحذون مناجلهم .
مُخرّبين سيدعونهم الناس ,ومُستهزئين بالخيرِ والشّر .
لكنّهم ,هم الحاصدون والمحتفلون بالعيد !
رفاق إبداع يريد زرادشت ,رفاق حصاد ورفاق إحتفال بالعيد .
ما الذي سيصنعهُ مع القُطعان والرُعاة والجثث ؟
لا راعٍ ولا حفّار قبور ينبغي عليّ أن أكون .
هذهِ آخر مرّة أتحدّث فيها الى ميّت !!!
***
ص 58
أريد أن أنضم الى المُبدعين والحاصدين والمُحتفلين بالعيد .
أريد أن اُريهم قوسَ قُزَح .
وكلّ درجات سلّم الإنسان الأعلى .
***
إذا ما تخلّى عنّي ذكائي في يومٍ ما , اُفٍ إنّهُ ليحب أن يهرب منّي هكذا .
فلترافق نخوتي طيرانَ جنوني إذاً .
هكذا بدأ اُفول زرادشت !
***
خُطَب زرادشت عن التحوّلات الثلاث :
ومن أجل ان نُجرّب المُجرّب ..(ينبغي عليك) يُدعى التنين الأكبر .
والذي لم يعُد يرغب فيه العقل سيّداً .