السلام عليكم اخوتي لقد اخترت لكم اليوم
مقتطفات مُختارة من كتاب [هكذا تكلّم زرادشت ]
ل فريدريك نيتشه ونظرا لطول المقاله وحرصا مني ان يقراء بعنايه فقد قررت ان انزله على شكل اجزاء اذا سمح لي مشرف المنتدى الكريم
مقتطفات من كتاب [هكذا تكلّم زرادشت ] ل فريدريك نيتشه الجزء الاول
صورة فردريك نيتشه
مقتطفات مُختارة من كتاب [هكذا تكلّم زرادشت ]
ل فريدريك نيتشه ,ترجمة عن الألمانية :علي مصباح
الذي ينبّه على العنوان الثانوي وهو :(( كتاب للجميع ولغيرِ أحد )) !
ناهيك عن أهميّة الكتاب,فأنا أختصره لأجل أبنائنا الذين لايملكون متسع من الوقت ليقرؤوا كتاب من 600 صفحة ,في هذا الزمان المليء بالبدائل من كلّ الأنواع !مقدمة :فردريك نيتشه ( 1844 ــ 1900) فيلسوف وشاعر ألماني شهير , أشهر من نار على علم .مَهّد في كتاباتهِ لعلم النفس الحديث .
سُميّ لاحقاً (بالفيلسوف المُختَلَف عليه) لكثرة الآراء المتضادة في كتاباتهِ وفلسفتهِ !
كان لغوياً قلّ نظيره ,وهو يعرف قدرتهِ اللغوية جيّداً .
رغم ذلك قال مرّة :[ إنّ قومه الألمان هم آخر مَنْ يُمكنهم أن يفهموه ]
في كتابهِ (هذا هو الإنسان) هناك فقرة كاملة يتناول فيها نيتشه علاقتهِ باللغة .ويصف فيها بلغة شعرية رائعة هذه الحالة .. حالة الكتابة !
يقول :
[هل لأحدٍ في نهاية القرن التاسع عشر فكرة واضحة عمّا كان شعراء العصور الوسطى يسمونهُ بالإلهام ؟ إنْ لا ؟ فسأشرح هنا هذا الأمر .
يكفي أن يكون المرء حاملاً بعد لشيءٍ ولو ضئيل من الإعتقاد الخرافي كي لا يستطيع الإمتناع عن الإعتقاد بأنّهُ مُجرّد مُثول ,مجرّد قناة صوتيّة ,مجرد وسيط لقوى فوقبشرية عظمى ] .
وعن ( تسمية كتابه / هكذا تكلّمَ زرادشت ) يقول نيتشه مايلي :
لا أحد سألني وكان من المفروض أن اُسأل عمّا يعنيه على لساني ,أيّ على لسان اللاأخلاقي الأوّل إسم زرادشت .
الى أن يقول : إنّ زرادشت يمتلك من الشجاعة ما يفوق شجاعة كلّ المفكرين مُجتمعين .
التكلّم بالحقائق وإتقان الرماية تلك هي الفضيلة الفارسية ,هل فهمتموني ؟
تجاوز الأخلاق لذاتها من منطلق الصدق .
وتجاوز الأخلاقي لذاتهِ ليحل في نقيضهِ .. ( فيّ أنا ) .
ذلك هو مايعنيه إسم زرادشت على لساني !
وفي 20 أبريل 1883 كتب نيتشه لصديقته (مالفيلدا فون مايزن بورغ)
يُخبرها عن إنجاز كتابهِ الأثير (الذي نحنُ بصددهِ) هكذا تكلّم زرادشت فيقول :
[ إنّها قصّة رائعة ! لقد تحدّيتُ كلّ الديانات ووضعتُ كتاباً مُقدَساً جديداً
وبكلّ جدية أقول إنّهُ على غاية من الجدّ . كما لم يسبق لكتابٍ آخر أن كان . وإنْ كان قد إستوعب الضحك وأدمجهُ داخل الدين ! ]
ومرّة وصفَ الإنتظار والتأهّب فقال عنهُ :
[ إنتظار أن تنبثق منابع جديدة ,أن ينتظر المرء عطشه , ويتركهُ حتى يصل الى أقصى مداه ,كي يكتشف منبعه ]
***
في الواقع أنّ (نيتشه) كان يعرف قيمة فلسفتهِ وكتاباته .ولم يكن يشكو من معضلة (التواضع المُصطَنع) يقول عن نفسه :
الغدُ سيكون لي ,بعض الرجال يولدون بعد مماتهم !
ويقول : أنا عبوة ديناميت !
ويقول في(الأنسان المجنون 1882): وُلِدتُ مُبكراً أنا لستُ لهذا الزمان!
ويقول في كتاب (( هو ذا الإنسان )) :
حقاً أنّي أعرفُ أصلي ,نهم لا أشبع ,أتوّهج آكلُ نفسي كاللهب المحترق نوراً يُصبح ما أمسكهُ ,فحماً ما أتركهُ .حقاً أنّي لهب مُحرِق !
ويسخر بشدّة ممن يسمّون أنفسهم قديسين ,فيقول في نفس الكتاب :
لا اُريد أن أكون قديساً ,بل اُفضّل أن أكونَ مُهرّجاً ,ولعلّني بالفعل إضحوكة !
ويقول :
حيثما تكون هناك حياة تكون هناك إرادة أيضاً .لكن ليست إرادة الحياة بل وهذا ما اُعلّمكَ إياه ,إرادة القوة !
في مقدمتهِ ,يقول المترجم علي مصباح ص 17
[ .. للكلماتِ أنفاس وشهقات مكتوبة وإيماءات خجولة .
أحياناً مستترة غاية التستّر ,متمنّعة متغنجة !
والكاتب المُبدع هو ذلك الذي يُغازل اللغة ويُراودها ويتوسلها حتى تنتهي الى الإنقيادِ إليه .
وعندما ينجح الكاتب في إستمالة اللغة ,عندها فقط يتحوّل الى قناة ووسيط تنهالُ عليه المعاني موكباً مرحاً مُعربداً من الكلمات والصور والإستعارات فيما يشبه حالة من الغيبوبة على حدّ وصف نيتشه ]
والآن أترككم مع شذرات جميلة من فلسفة نيتشه في(هكذا تكلّم زرادشت)
وهو في الواقع أربع كُتب في كتاب واحد ,حسب تقسيم مؤلفهِ !