صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17
الموضوع:

درس في العطاء

الزوار من محركات البحث: 18 المشاهدات : 1267 الردود: 16
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: مدينة السياب
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 15,968 المواضيع: 131
    صوتيات: 29 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 21058
    مزاجي: صامت
    المهنة: معلمة حاليا
    أكلتي المفضلة: السمك
    مقالات المدونة: 65

    درس في العطاء



    من ماراق لي قصة "درس في العطاء"
    للكاتبة احلام الرحال

    كثيرا ما أتعلم دروسا هامة من ابن أختي الصغير. هذا الطفل الذي يصفونه دائما بالمشاغب والمتمرد
    إنه في السابعة من عمره اليوم، يلعب دوما في الحي مع صديق له في مثل سنه. طفل لأم وأب على مشارف الطلاق، يعيش كل منهما بعيدا عن الآخر، أقرت محكمة شؤون العائلة والخدمات الاجتماعية بعدم أهلية الأم لحضانته، فسلمت الحضانة لأبيه. وبما أن أباه لا يملك الوقت الكافي والقدرات اللازمة لرعايته، قام بإرساله إلى بيت أمه (جدة الطفل) ليعيش معها ومع بناتها
    كثيرا ما نلاحظ أن الطفل غير مستقر نفسيا، قليل الثقة بنفسه، خائف، لا يملك الجرءة والشجاعة الكافيتين ليجاري أبناء جيله في اللعب، وكثيرا ما يعتمد في قراراته ومبادراته على قوة ابن اختي وثقته بنفسه ليقوم ببعض الأمور الصغيرة
    كمحاولة منا في العائلة للتعويض عما يعيشه الطفل، وإحساسا بالتعاطف معه، في كل مرة يزورنا فيها مع ابن اختي نقوم بإعطائهما سوية مبلغا من المال ليشتريا من دكانة الحي ما يشاءان. هذا الأمر أغاظ ابن اختي كثيرا، وسألني على انفراد متمردا: لماذا تعطونه مالا؟ أنتم لستم مسؤولون عنه
    حبيبي نحن نعطيه تعاطفا معه لأنه يعيش بعيدا عن أمه وأبيه كما تعرف –
    وماذا في ذلك؟ –
    قد يكون الأمر محزنا له، فنريد أن ندخل إلى قلبه السرور مثلك –
    وما دخل النقود؟ –
    .قد تجعله سعيدا مثلك حين يشتري ما يريد –
    ولكنه دائما سعيد بالنقود التي يحملها. إنه يحمل أكثر مني. جدته تعطيه الكثير الكثير، وحين أكون معه عندها لا –
    تعطيني شيئا، فكيف تعطونه أنتم؟
    -أنت تعيش مع أمك وأبيك حبيبي.. عندما تبكي وتحتاج أحدا تجد أمك إلى جانبك ولا أحد إلى جانبه
    -حتى ولو.. لديه جدته. ثم عندما سافر بابا وماما إلى الخارج بقيت معكم هنا ومع جدتي ولكن أحدا لم يهتم بالأمر –
    .ولم تعطني جدته نقودا..
    صمتُّ. أخرسني بوصف أدق.. أحيانا يرى الأطفال الأمور من جوانب أخرى ويظهرونها لنا. لم أجد إجابة لأسئلته، وفكرت أن أشرح له أكثر عن الصعوبات النفسية التي يمر بها الطفل في ظل صراعات والديه خلال الطلاق حتى أبرر له سبب عطائنا. لا لا .. لا أريد أن أعكر صفو طفولته ولا علاقته بصديقه. ثم حقا ما شأن هذا بالأمر؟
    .صدق ابن اختي حين سأل: وما دخل النقود؟ هل يحتاج هذا الطفل المال حقا؟ كلا.. فلديه ما يكفي فعلا
    هل إعطاء الناس المال أو الطعام يجيب بالضرورة عن الحاجات التي يريدونها؟ أم عن حاجتنا نحن للشعور بالاكتفاء بأننا قدمنا شيئا والسلام
    إن العطاء هو أن تعطي الآخر ما هو في حاجة إليه. وقد تكون هذه الحاجة نفسية، مادية أو اجتماعية، يمكننا تقديمها بأبسط الأمور دون أن ندري: كالاهتمام، والمحبة، وأن نشعر الآخر أننا إلى جانبه
    ثم علينا الحذر من العطاء السلبي، ذاك الذي يرتكز على الشفقة، والذي قد يؤلم الآخر ويشعره بضعف حيلته. ومع الوقت قد يعلمه التظلم واستعطاف غيره للحصول على ما يريد. وقد يكون من الخطر أيضا أن يتعلم ابن اختي هذا الوجه للعطاء والتذرع بالعجز والسلبية للحصول على ما يريد
    وظل سؤال أخير عالق في ذهني، أي العطاءات أفضل: تلك التي توزَّع بالتساوي على الناس فيبدو أنهم نالوا نفس الحصة في النهاية، لكن بقيت الثغرة الأساسية بينهم ذاتها؟ أم تلك التي تسد الثغرات الأساسية وتوزع العطاءات بأسلوب مختلف، بحسب نوع الحاجة ومقدارها لكل فرد وآخر؟
    أسئلة كثيرة وردت في خاطري،ألملمها وأربطها في النهاية بما قاله جبران: أنت رحوم إذا أعطيت. لكن لا تنسَ وأنت تعطي أن تدير وجهك عمن أعطيت حتى لا ترى حياؤه عاريا أمام عينيك
    شكرا أيها الصغير.. رغم ما حمله غضبك من غيرة طفولية خفية، لقد أتحت لي الفرصة لأعيد النظر في الأمر من جديد

  2. #2
    星辰大海
    Tuba
    تاريخ التسجيل: November-2014
    الدولة: في كَفّ غَيِمة ؛ !
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,019 المواضيع: 15
    التقييم: 3729
    مزاجي: Saudade
    المهنة: M.B.Ch.B
    قصة رائعة .. حقآ انه علينا الحذر من العطاء السلبي الذي يتركز على الشفقة ..
    فالبعض ﻻ يحتاج مالآ .. بل يحتاج اهتمامآ ..
    شكرآ لك ..

  3. #3
    غلاك الي سكن فيني
    غيمة,zozo, عشك
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الدولة: العراق بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,397 المواضيع: 39
    التقييم: 1345
    مزاجي: متقلب
    المهنة: طالبة متوسطة
    أكلتي المفضلة: البيتزا
    موبايلي: كالكسي دوز
    قصة في غاااية الرؤؤؤؤؤعة
    شكراا للطرح عزيزتي

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    NOoNAa
    تاريخ التسجيل: April-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 17,853 المواضيع: 108
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 14472
    العطاء مادي ومعنوي والتنويع بينهما امر جميل
    ولكن الاجمل لو قدمت كل منهما بفن.. فتعطي عطاءا ماديا
    في قالب معنوي صادق..
    شكراً لك صديقتي لمشاركه القصه معنا
    تقييم مستحق

  5. #5
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sky angel مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة .. حقآ انه علينا الحذر من العطاء السلبي الذي يتركز على الشفقة ..
    فالبعض ﻻ يحتاج مالآ .. بل يحتاج اهتمامآ ..
    شكرآ لك ..
    شكرا لمرورك عزيزتي نعم علينا ان نراعي مشاعر الاخرين في عطائنا وليس فقط ارضاء ذاتنا بتقديم مساعدة لهم

  6. #6
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعة ابوها مشاهدة المشاركة
    قصة في غاااية الرؤؤؤؤؤعة
    شكراا للطرح عزيزتي
    شكرا لمرورك غاليتي انرتي

  7. #7
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة NOonAa مشاهدة المشاركة
    العطاء مادي ومعنوي والتنويع بينهما امر جميل
    ولكن الاجمل لو قدمت كل منهما بفن.. فتعطي عطاءا ماديا
    في قالب معنوي صادق..
    شكراً لك صديقتي لمشاركه القصه معنا
    تقييم مستحق
    شكرا لمرورك عزيزتي نعم راقت لي واحببت ان اشاركها معكم

  8. #8
    من أهل الدار
    أوراق متناثره
    تاريخ التسجيل: June-2015
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,555 المواضيع: 53
    التقييم: 875
    مزاجي: الحمدلله
    آخر نشاط: 4/July/2020
    شكرآ لك غاليتي على هذه القصه الجميله
    والدرس القيم في العطاء
    شكرا لطرحك
    تقييمي

  9. #9
    محہٰاميٰة الہٰ خزعلہٰ
    Lawyer zoza
    تاريخ التسجيل: June-2015
    الدولة: العراق الحبيب
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,798 المواضيع: 209
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 11419
    مزاجي: متغير حسب الوقت
    المهنة: محامية مع وقف التنفيذ
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: كلكسي
    مقالات المدونة: 4
    شكرا عالقصه
    هناك قلوب كسرت او جرحت لا تحتاج الى المال بل تحتاح الى حب رعايه اهتمام واهم شىء حنان الاب والام

  10. #10
    بعثرة روح
    Your brown eyes are my refuge
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميره من زمن السكون مشاهدة المشاركة
    شكرآ لك غاليتي على هذه القصه الجميله
    والدرس القيم في العطاء
    شكرا لطرحك
    تقييمي
    شكرا لمرورك غاليتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال