الإبدالُ إزالةُ حرف، ووضعُ آخرَ مكانهُ. وهو يُشبهُ الإعلالَ من حيث أنَّ كلاًّ منهما تَغييرٌ في المَوضع إلا أنَّ الإعلالَ خاصٌّ بأحرفِ العلَّةِ، والإبدال يكونُ في الحروف الصحيحة، بجَعلِ أحدِها مكان الآخر، ويكون في أحرف العلّة أيضاً. ويقسّم الإبدال إلى نوعَين: أحدهما الإبدال اللغويّ وهو إبدال سماعي لا يُقاس بقاعدة معيّنة، يوضع فيه حرف مكان حرف قريب منه في المخرج الصوتيّ، مثل: أراقَ الماءَ وهراقَ الماءَ بالمعنى نفسه، فالهمزة والهاء قريبان مخرجاً. وهو مبحثٌ واسعٌ جداً.
والآخر الإبدال الصرفي وهو وضع حرفٍ مكان حرفٍ آخر لعلّة تصريفيّة وهو لازمٌ وضروريٌّ في الاشتقاق، ويقع في تسعة أحرف يبدل بعضها من بعض هي:(الهاء، الدال، الهمزة، التاء، الميم، الواو، الطاء، الياء، الألف). وقد جُمِعت في عبارة: (هدأتَ موطيا). ويحصل إبدالها على التفصيل التالي:
الإبدال في (الفاء والتاء) من صيغة (افتَعَلَ): ممّا يحصل فيه الإبدال صيغة (افتعل) وما يُشتَقّ منها مثل: (يفتعِلُ وأفتَعِلُ، ونفتعِلُ، وتفتعِلُ، وافتَعِلْ (للأمر)، والمصدر مثل: (افتعال ) واسم الفاعل (مفتعِل) وغيرها، وعلى التفصيل التالي:
صيغة افتعلَ: عند اشتقاق فعل صحيح على وزن (افتعلَ) تتكوّن صيغة صرفيّة تُعطي معنًى جديد، فالفعل (كتبَ) يدلّ على حصول حدثٍ في الزمن الماضي، فإذا قلنا: (اكتَتَبَ) دلّ الفعل الجديد على الطلب في الفعل والتكلّف والاجتهاد فيه؛ قال تعالى:? وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ? هذا هو القياس في الفعل الثلاثيّ الصحيح إذا أردنا أن نشتقّ منه فعلاً بوزن (افتعلَ) نحو: (فقرَ– افتقرَ، وحفرَ - احتَفَرَ، وحرقَ - احتَرَقَ، وسرقَ - استَرَقَ) وغيرها. أمّا إذا أردنا أن نشتقّ فعلاً بوزن (افتعلَ) من فعلٍ معتلّ فستنتج صورةٌ مستثقلة يجب تغييرها؛ لتصل إلى مستوى أكثر خفّة وهنا تأتي وظيفة الإبدال على وفق قواعد معلومة .