في غربة اللغة العربية والصراع المفروض عليها
ضادي حباك الله خير مكانة ^^ لك دون غيرك في الجنان الموقف
أنت التي نزل الأمين بهديها ^^ وسمــا بها فـوق الـــذرا المتلطـف
ما زال هولاكو يمزق سفرها ^^ وعــواصف الأعراق فيها تعصف
«.....لا يكادُ يمضي يومٌ في مسار التّفوق الغَربي على الأصعدة المختلفة إلا وتزداد العربية
معاناة من الإهمال والغربة؛ فهي:
- تعاني انصرافَ المتكلمين العرب إلى اللغات الأجنبية بدعوى أنها لغات الانفتاح على العالم،
- وانصراف طائفة أخرى إلى لهجات إقليمية لإحياء ثقافات محلية،
- وانصراف طائفة ثالثة إلى اللهجة العامية الدارجة بدعوى أنها لسان الخطاب الشعبي والتداول
اليومي.
- وهذا وضع غير مُريح فُرض على اللغة العربية في العالم العربي،
- بل فُرض عليها صراع لغوي مَريرٌ بينها وبين تلك اللهجات واللغيات،
- وهو صراع غريب عنها أحدثته فئة اجتماعية تنتفع من هذا الصراع وتقتات عليه؛ لتنتعشَ مشاريعُ
لها وبرامجُ وتصوراتٌ ضيقة على حساب المشروع العربي الفصيح، أي إن تعويضَ العربية الفصيحة
بالأجنبية أو العامية أو اللهجة المحلية يفضي إلى نقض عُرى الأمة وذهاب هويتها،
- وهو صراع مرير -كذلك- لأن العربية لم تتنازل إلى يومنا هذا عن حقها في الوجود ومكانتها في التعبير
عن الثقافة والعلم ووجدان الأمة وعقيدتها، ويكمن سر تلك المقاومة في أن عموم المتكلمين العرب،
ما زالوا متمسكين بالأساس الديني والحضاري للعربية الفصحى، ولو تركوا هذا الأساس لضاعت
العربية ولتلاشت أجزاؤها، مثلما تلاشت اللاتينيةُ لفائدة لهجات أوربية أصبحت تُدعى فيما بعد لغات حية