دخل الإمام علي(ع) مع إبنه الحسن(ع)إلى السوق لشراء حاجة، فسمعا رجلاً يقول: من يقرضني مالاً؟
فأعطاه علي(ع) الدراهم،
فقال الحسن(ع): لقد أعطيته الدراهم كلها يا أبتاه؟ فقال(ع):
نعم يابُني، إن الذي يعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير...
فمضى علي(ع) لباب رجل يستقرض منه شيئاً، فلقيه إعرابي ومعه ناقة فقال:
يا علي، إشتر مني هذه الناقة بمائة درهم،
فقال(ع): ليس معي ثمنها،
فقال الإعرابي: سدد لي ثمنها في الصيف سأنتظرك، فقال(ع): خذها ياحسن.
فمضى علي(ع) فلقيه إعرابي آخر فقال:
يا علي، هل تبيعني هذه الناقة لأشارك إبن عمك(ص) في أول غزوةيغزوها؟
فقال(ع): إشتريتها للتو بمائة درهم،
فقال الإعرابي: خذ هذه مائة وسبعون درهما وإعطني الناقة، فباعه إياها
..وأخذ الدراهم ومشى يبحث عن الإعرابي الذي إشترى منه الناقة ليعطيه ثمنها ويشتري حاجياته بباقي الدراهم،
فوجد رسول الله (صلى الله عليه واله) جالساً على قارعة الطريق
متبسماً وهو يقول :
يا أبا الحسن هل تبحث عن الإعرابي الذي باعك الناقة لتوفيه ثمنه ؟
فقال عليا ( عليه السلام ) : نعم يا رسول الله فقال الرسول (صلى الله عليه واله) إن الذي باعك الناقة هو جبرئيل (ع) ،
والذي إشتراها منك هو ميكائيل (ع) ،
والناقة من نوق الجنة ،
والدراهم من عند رب العالمين
فانفقها في خير ولا تخف إفتقارا
.
وقال : (صلى الله عليه واله) من أحب أن ينظر
إلى اسرافيل فى هيبته ،
و إلى ميكائيل فى رتبته ،
و إلى جبرئيل فى جلالته ،
و إلى آدم فى سلمهو،
و إلى نوح فى خشيته ،
و إلى ابراهيم فى خلته ،
و إلى يعقوب فى حزنه ،
و إلى يوسف فى جماله ،
و إلى موسى فى مناجاته ،
و إلى أيوب فى صبره ،
و إلى يحيى فى زهده ،
و إلى يونس فى سنته ،
و إلى عيسى فى ورعه ،
و إلى محمد فى حسبه وخلقه
فلينظر إلى علي ابن ابي طالب ،
فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمع الله فيه ولم يجمع لأحد غيره