يهاجر الإنسان من الصحراء إلى الحضر والريف بحثاً عن مواقع المياه والأعشاب والمزروعات , ولكن ما رأيكم بالهجرة المعاكسةالتي كان فيها الإنسانُ يهاجر من الريف إلى الصحراء كهجرة عكسية بحثاً عن الأمان السياسي والاجتماعي وليس الغذاء ففي الوقت الذي كان يهاجر فيه من الصحراء إلى الريف بحثاً عن الغذاء كان يضطر غالباص لنسيان أمنه الغذائي للبحث عن أمنه السياسي والحصي فكان يهاجر أيضاً من الريف حين تنتشر الأوبئة والأمراض فكان يعتقد بوجود أرواح شريرة , فكانت شبه الجزيرة العربية عبارة عن ملجأ يأوي إليه الخائفون من الحروب والنزاعات السياسية والأرواح الشريرة , لذلك كانت العرب تعتبر مكة أمانا وبيت أمان (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فاليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وهذا الأمان ليس بسبب الإيمان بل بسبب أنه لا أحد يحب دخول الصحراء وملاحقة الأقوام فكان الخائفون يأتون من العراق والشام إلى مكة كملجأ لهم من الحروب , وهؤلاء الأقوام كانوا يحضرون من بلاد السريان والآراميين ومعهم لغتهم لذلك تشكلت اللغة العربية كمزيج من هؤلاء الأغيار , ومن المعلوم أن الحضارة تنشأ على مواقع المياه والري والزراعة حتى أن الخلفاء المسلمون نقلوا عواصمهم من المدينة إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام ومن ثم إلى بغداد بسبب استحالة نشوء الحضارة في مكة والحجاز وشبه الجزيرة العربية.
من عاشر المستحيلات أن يكون لأهل الحجاز لغة مستقلة قديمة سابقة على اللغات السامية الأخرى مثل السريانية الآرامية والعبرية والبابلية , واللغة العربية هي مصدر من مصادر اللغات السامية الأخرى لأنها تشترك مع العربية في كثير من الألفاظ , ولم يكن للعرب لغة خاصة لعدة أسباب وهي أنهم لم يعرف وا القراءة والكتابة إلا مؤخراً بعد ظهور القرآن , وكل الأمم السابقة كانت لها كتب دينية أسبق من القرآن لذلك عرفت تلك الأمم القراءة والكتابة قبل العرب ولغتهم .
ولكن من أين جاءت اللغة العربية؟
السؤال معقد والإجابة بسيطة , فحين زرت مكة والمدينة والطائف عام 2008م وجدت أنه من المستحيل أن تنشأ هذه الصحراء حضارة فهي مكان غير ملائم للحياة وقد اتخذها البابليون والكنعانيون والأشوريون والآراميون والعيلاميون عبارة عن ملجأ يأوون إليها في الأزمات , فكانوا أثناء الحروب والكوارث يهربون من مواقع الحضر والريف إلى الصحراء كملجأ لهم من الحروب والقرصنة , وبذلك كانت اللغة والكلمات تهرب معهم , ومن هنا نشأت اللغة العربية كمزيج من لغات وأقوام الأمم المتحضرة التي كانت تسكن بعيدة عن الجزيرة العربية , فاللغة العربية منبثقة عن العبرية والكنعانية والسريانية وهذه هي مصادر اللغة العربية .
كانت تحصل هجرات معاكسة فبدل أن يهاجر الإنسان من الصحراء إلى الحضر كان أحياناً يهاجر من الحضر إلى الصحراء بحثاً عن الأمان السياسي
أول ما عرفه الإنسان من اللغة هو الحرف الواحد ثم تحول الحرف إلى كلمة والكلمة تحولت إلى ماضي ومضارع ومستقبل وأمر وأقدم الكلمات هي تلك المتكونة من حرفين مثل:
-يد.
-أب.
-أخ.
-ز....
-ك....
-هُن, وهو نفس معنى ك...س.
وهذه الكلمات هي أقدم من الكلمات الثلاثية مثل:
-عين.
-أذن.
- عنق.
-أكل .
شرب.
نظر.
والكلمات الرباعية أحدث من الكلمات الثلاثية وهي حسب ترتيبها أحدث من الثنائية والثلاثية.
وأقدم صيغة للفعل هي الأمر بسبب توجيه الأوامر للتعامل كقوله : قم , أعطني.. بين الناس وعن فعل الأمر صدر المضارع نتيجة إسناد الزوائد مثلاً قم يقم ..زد: يزيد..إلخ.
ويبقى أن نبحث سر وجود الأحرف الحلقية في اللغة العربية مثل القاف والكاف( ق. ك.) وكذلك أحرف مثل : ذغ ظ ض, بخلاف البابلية والعبرية , فما هو سر وجود هذه الأحرف ؟, إنه لا بد من الإجابة.
ويظهر تقادم الكلمة من خلال عدد حروفها وأقدم كلمة هي الثنائية وأما الثلاثية فتأت بعد الثنائية وإن جميع اللغات السامية كانت تشترك مع بعضها البعض في أنواع الكلمات ومن ثم نتيجة للتطور اللغوي انفصلت تلك الكلمات عن بعض الشعوب وما زالت اللغة العربية تشترك مع السامية في كثير من الكلمات وخصوصاً أعضاء الجسم وبعض حروف الجر وضمائر الرفع المنفصلة مثل :أنا انتو انتم نحن هم هما أنتما , وكذلك الأعداد وأسماء الشهور.فهي في العربية والعبرية نفسها وكذ1لك كلمات مثل :
-بيت.
-سماء-شماء.
-ماء.
-أرض.
-كلب.
-حمار
وكلمة بيت منتشرة في الأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل انتشاراً كبيراً ويقف بعض اللغويين وعلماء الاجتماع عند كلمة (بيت) والتي تأتي غالباً قبل أسماء القرى والمدن والمحلات متسائلين عن معانيها مثل : بيت لاهيا ..بيت حانون..بيت يافا ..وهنا معنى كلمة بيت (المكان..القرية..الأرض) وتأت مركبة ويكون معناها مثلاً بيت يافا : أرض يافا أو قرية يافا , بيت حانون : أرض حانون أو قرية حانون .
وهذه تشترك كل اللغات السامية فيها .
وكذلك أسماء الحيوانات التي كانت متواجدة في المنطقة مثل الحمار الكلب النمر القط..إلخ.
ومن الملاحظ أن أسماء تلك الحيوانات ثلاثي وثنائي.
وكذلك كلمات مثل : جبل, صبي , خيمة...شيخ..أسود ..ضرب.
إن المهد الأصلي للحضارة السامية من المؤكد أنه نشأ أول مرة في كردستان أو بابل .
رد مع اقتباس
*