احتفاءً بإبداعات الأديب والمسرحي الجزائري الراحل كاتب ياسين أطلق مركز الهيئة العالمية للمسرح في الجزائر مسابقة عالمية بالتأليف المسرحي تحت عنوان 'نجمة الذهبية' أو 'جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي' في ذكرى ميلاده الـ86.

وحسب القائمين عليها، فإن المسابقة تهدف للتعريف بياسين على مستوى العالم، خاصة للأجيال التي لم تتعرف عليه في حياته من خلال تكريمه بجائزة عالمية تخلد اسمه، وتشجع التأليف المسرحي.

كما تهدف لخلق جسور من التعارف والتعاون بين المسرحيين في العالم، وجعل خشبة المسرح منبرا لتعزيز السلام والحوار.

وتفتح المسابقة في التأليف المسرحي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لكل الكتاب المسرحيين دون تحديد للسن أو الجنس، مع استثناء نصوص المونودراما ونصوص مسرح الطفل من المسابقة، وتضم لجنة التحكيم تسعة أعضاء من الجزائر وكرواتيا وفلسطين واليابان والسودان وفرنسا ومصر والسعودية.

وينتظر الإعلان عن الأعمال الفائزة في 28 أكتوبر/تشرين الأول القادم بحفل في الجزائر خلال إحياء ذكرى وفاة كاتب ياسين.

تشجيع للكتابة
ويعد كاتب ياسين -واسمه الحقيقي محمد خلوطي (1929-1989) من أشهر الأدباء الجزائريين، كتب الرواية والمسرح والشعر واشتغل في الصحافة، وحظي بشهرة عربية وعالمية، ومن أشهر أعماله رواية 'نجمة' التي ترجمت للغات عالمية، وباتت نصا مرجعيا في جامعات عالمية.

ويوصف ياسين بأنه أكثر الكتاب الجزائريين إثارة للجدل، ولقب بألقاب أشهرها 'نبي العصيان' و'الثوري المتمرد'، وبسبب موافقه الثورية سجن خلال فترة الاحتلال الفرنسي لبلاده، وتعرض للتهميش والإقصاء بعد الاستقلال.

وعن تجربته في عالم المسرح التي توجت بعدة مسرحيات على غرار 'الرجل ذو النعل المطاطي' و'الجثة المطوقة' يقول كاتب ياسين 'عندما كنت أكتب الروايات أو الشعر كنت أشعر بالحرمان لأنني لا أصل سوى إلى بضعة آلاف من الناطقين بالفرنسية، بينما وصلنا من خلال المسرح إلى ملايين المشاهدين في غضون خمسة أعوام'.

وقال مدير مركز الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر عقباوي الشيخ للجزيرة نت إن الهدف من الجائزة محاولة التأسيس لفعل مسرحي عالمي وتفاعلي بين كتاب المسرح لتقريب وجهات النظر، وتشجيع الكتابة والإبداع.

تعريف وتخليد
وتسعى الهيئة لتكريس اسم الكاتب الجزائري لدى المشتغلين في فنون المسرح، حيث إن مثل هذه الجوائز -برأي عقباوي- تحقق انتشارا وتعريفا أكبر بالمبدعين العالميين، لذلك تنشئ دول كثيرة جوائز باسم روادها المسرحيين، وما يميز الجائزة -حسب رأيه- أنها تتيح مشاركة هواة ومبتدئين مع محترفين في الكتابة المسرحية.

وأوضح أنه تم اختيار كاتب ياسين ليكرم بالجائزة -التي حملت اسم رائعته 'نجمة'- لأنه قدم للجزائر بقلمه وفكره للآخر من بوابة الرواية والمسرح والأدب طوال حياته.

كما أن أعماله تركت بصمة في نفوس من اطلعوا عليها، وكانت إنسانية بالدرجة الأولى، لأنها كانت منحازة للقيم الإنسانية لا غير, حسب تعبيره.

ويقول عقباوي إن عدم تكريم الكاتب الراحل بعد 26 سنة من وفاته كان دافعا لإحداث جائزة باسمه لأنها الطريقة المناسبة والملائمة لتعريف العالم بأحد أهم الكتاب الجزائريين، ولأن 'نجمة' كانت رواية العمر بالنسبة لكاتب ياسين فقد جاءت الجائزة باسمها.

وعن مكانة ياسين في المشهد المسرحي الجزائري يؤكد الباحث والمؤرخ المسرحي شريف الأدرع أن الراحل من أقدر المسرحيين, ليس على مستوى الجزائر فحسب, إنما على مستوى العالم، لأن شهرته 'تجاوزت حدود بلده الأم الجزائر لتصل إلى بلده الأكبر.. العالم بأسره'.

وقال الأدرع إن بدايات كاتب ياسين في عالم المسرح كانت متعلقة بالنوع التراجيدي، لتتحول بعد ذلك كتاباته وتأخذ شكلا تراجيديا ملحميا، واستلهم مواضيع مرتبطة بالتراث والتاريخ الجزائري، خاصة خلال فترة ثورة التحرير، ورغم مكانة الراحل يعتبر الأدرع أنه لم ينل حظه في بلده مقابل الاحتفاء به في الخارج.



منقول