بات أنصار “داعش” ومريدو هذا التنظيم الارهابي المتوحش، يتكاثرون بشكل مريب في أوروبا، كآفة تنخر جسد “القارة العجوز”، وسط استفهام واستغراب كبيرين من هذا التفشي الذي يبدو ان اجراءات “الحظر الدولي” المزعوم ضد العصابات التكفيرية ومن يحمل افكارها المتطرفة، لا تؤتي ثمارها.
فمن مظاهرات مؤيدة لـ”سادة قطع الرؤوس” في الدول الاسكندنافية، مرورا بالتجوال العلني لأصحاب الـ “تي شرتات” وحقائب الظهر المرسوم عليها شعار “لا الله الا الله” في تركيا، يصل المطاف هذه المرة الى المُجاهرة برفع راية التكفير والتشدد السوداء في المملكة المتحدة وبالقرب من معلمها الشهير ساعة “بيك بن”.
تقارير اخبارية افادت بان شرطة “الاسكتلنديار” حققت قبل أيام مع رجل – لم تكشف عن هويته فيما لو كان سائحا أجنبيا أو مواطنا بريطانيا – كان يضع على كتفيه العلم الداعشي، اثناء سيره ما بين برلمان “مملكة التاج” وساعة “بيك بن”. وقد تداول العديد من المواقع الالكترونية ووكالات الانباء، صورا للرجل وهو يلتف بالعلم الأسود الخاص بـ”داعش” فيما كان يحمل طفلا صغيرا على كتفيه يلوح بنسخة مصغرة من العلم الأسود.عناصر الشرطة البريطانية الموجودون في مكان الحادث، تحدثوا إلى الرجل لكنهم لم يقوموا باعتقاله، حيث قالوا: ان “حمله للعلم في حد ذاته لا يعتبر جريمة”، وفقا لصحيفة “الإندبندنت”.
ليست هذه الحادثة الوحيدة التي تدل على انتشار الفكر الداعشي في اوروبا، بل هناك صور اخرى التقطت لامرأة منقبة تسير في شوارع مدينة اسطنبول التركية وهي تحمل على ظهرها حقيبة صغيرة رُسم عليها شعار “داعش”.
وفي تركيا أيضا اظهرت لقطات فيديوية صورها سواح عراقيون قبل فترة، اثنين من المرتزقة الدواعش وهم يرتدون “تي شرتات” مرسوم عليها شعار العصابات التكفيرية، اثناء وجودهم داخل قطار في احدى المناطق السياحية لـ”بلاد الاناضول”.حادثة جديدة من هذا النوع تدل على ازدهار “البضاعة” الداعشية، حصلت في ايطاليا امس الاثنين، عندما اعتقلت الشرطة الإيطالية مغربيا يشتبه في أنه يروج للتنظيمات المتشددة، دون ان تذكر طبيعة هذا الترويج فيما لو كان فكريا او سلعيا.ومثل دول أوروبية أخرى، كثفت إيطاليا مراقبة الأفراد الذين يشتبه في أنهم يؤيدون الارهابيين في سوريا والعراق، بعد مؤشرات على أن بعض مواطنيها الذين ينحدرون من اصول عربية واسلامية سافروا إلى البقعة الشرق أوسطية من أجل الانضمام الى صفوف “داعش” واخواتها.كما احتجز في وقت سابق 5 آخرون في إيطاليا وألبانيا كانوا يخططون للانضمام للتنظيم المتطرف، الذي لا يزال ينشط في استقطاب المرتزقة والمريدين رغم “الحظر الدولي” المزعوم واجراءات الغرب – الأطلسي، للحد من اتساع “الافة الداعشية” التي باتت تؤرق الجميع من بينهم الجهات والبلدان التي انتجتها.