الدعاء للأخوان بظهر الغيب
تواترت الروايات في فضل ذلك وهو من أسباب أستجابة الدعاء
نقلت بعضاً منها :
قال رسول الله (ص): وإنّ العبد المؤمن ليُؤمر به إلى النار يكون من أهل المعصية والخطايا ، فيُسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات : إلهنا !.. عبدك هذا كان يدعو لنا فشفّعنا فيه ، فيشفّعهم الله عزّ وجلّ فيه ، فينجو من النار برحمة من الله عزّ وجلّ .ص384
أمالي الطوسي 2/95
قال النبي (ص) : يلزم الحق لأمّتي في أربع :
يحبّون التائب ، ويرحمون الضعيف ، ويعينون المحسن ، ويستغفرون للمذنب .
الخصال 1/114
رأيت عبد الله بن جندب بالموقف ، فلم أر موقفاً أحسن من موقفه ، ما زال مادّاً يديه إلى السماء ، ودموعه تسيل على خدّيه حتّى تبلغ الأرض .
فلمّا صدر الناس قلت له : يا أبا محمد !.. ما رأيت موقفاً أحسن من موقفك ، قال :
والله ما دعوت إلاّ لإخواني ، وذلك أنّ أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) أخبرني أنّه مَن دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش :
ولك مائة ألف ضعف ، فكرهت أن أدع مائة ألف ضعف مضمونة ، لواحدة لا أدري يُستجاب أم لا
أمالي الصدوق ص273
قلت للباقر (ع) : أوصني !.. فقال :
أوصيك بتقوى الله ، وإيّاك والمزاح !.. فإنّه يذهب هيبة الرجل ، وماء وجهه ، وعليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب !.. فإنّه يهيل الرزق يقولها ثلاثاً .
السرائر ص484
قال أبو الحسن (ع) : مَن دعا لإخوانه من المؤمنين وكل الله به عن كلّ مؤمنٍ ملكاً يدعو له ، وما من مؤمنٍ يدعو للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ، إلاّ ردّ الله عليه من كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنة ، منذ بعث الله آدم (ع) إلى أن تقوم الساعة .
دعوات الراوندي
كنت مع معاوية بن وهب في الموقف وهو يدعو ، فتفقّدت دعاءه فما رأيته يدعو لنفسه بحرفٍ ، ورأيته يدعو لرجل رجل من الآفاق ، ويسمّيهم ويسمّي آباءهم حتّى أفاض الناس ، فقلت له :
يا عمّ !.. لقد رأيت منك عجباً ، قال : وما الذي أعجبك ممّا رأيت؟.. قلت : إيثارك إخوانك على نفسك في هذا الموضع ، وتفقدك رجلاً رجلاً ، فقال لي :
لا يكون تعجّبك من هذا يا بن أخي !.. فإنّي سمعت مولاي ومولاك ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ ، وكان والله سيّد مَن مضى وسيّد مَن بقي بعد آبائه (ع) وإلاّ صمّتا أُذنا معاوية ، وعميتا عيناه ، ولا نالته شفاعة محمد (ص) إن لم يكن سمعت منه وهو يقول :
مَن دعا لأخيه في ظهر الغيب ، نادى ملكٌ من السماء الدنيا :
يا عبدالله !.. لك مائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملك من السماء الثانية :
يا عبد الله !.. ولك مائتا ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملكٌ من السماء الثالثة :
يا عبد الله !.. ولك ثلاثمائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملك من السماء الرابعة :
يا عبد الله !.. ولك أربعمائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملكٌ من السماء الخامسة :
يا عبد الله !.. ولك خمسمائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملكٌ من السماء السادسة :
يا عبد الله !.. ولك ستمائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، وناداه ملكٌ من السماء السابعة :
يا عبد الله !.. ولك سبعمائة ألف ضعفٍ مما دعوت ، ثم يناديه الله تبارك وتعالى :
أنا الغنيّ الذي لا أفتقر يا عبد الله !.. لك ألف ألف ضعفٍ مما دعوت ، فأيّ الخطرين أكبر يا بن أخي ؟!.. ما اخترته أنا لنفسي أو ما تأمرني به ؟..
دعوات الراوندي
كان عيسى بن أعين إذا حجّ فصار إلى الموقف ، أقبل على الدعاء لإخوانه حتّى يفيض الناس ، فقيل له :
تنفق مالك وتتعب بدنك حتّى إذا صرت إلى الموضع الذي يبثّ فيه الحوائج إلى الله ، أقبلت على الدعاء لإخوانك ، وتترك نفسك ؟.. فقال :
إنّي على يقينٍ من دعاء الملَك لي ، وفي شكٍّ من الدعاء لنفسي .
الاختصاص ص48
قال الصادق (ع) : مَن قدّم أربعين رجلاً من إخوانه قبل أن يدعو لنفسه ، استجيب له فيهم وفي نفسه
الخصال 2/110
أظن أن المرء قد يسهى أو ينسي الدعاء للأخوان أحياناً
فمن الأفضل تخصيص قنوت في صلاة واجبة كالعشاء مثلاً للدعاء للأخوان و الأستغفار لهم
وإن كنت من أصحاب نافلة الليل فالدعاء في صلاة الوتر هي السنة كما جاء عن كتاب مفاتيح الجنان
منقول للفائده
نسالكم الدعاء