Saturday the 12th May 2012
الثقافة تنفق 175 مليون دينار وتطمح لدور أكبر للمحافظات في دعم الأنشطة
البصرة: فعاليات «المربد الشعري» تكسر التقليد وسط حضور عربي وأجنبي لافت
البصرة – العالم
انطلقت أمس الأربعاء، فعاليات مهرجان المربد الشعري في مدينة البصرة، تحت شعار "المربد.. إبداع.. ثقافة"، بدورته التاسعة "دورة الشاعر ألفريد سمعان"، والذي نظّمه اتّحاد أدباء البصرة بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومشاركة أكثر من 250 شخصية ثقافية عراقية وعربية وأجنبية، وعلى قاعتي المركز الثقافي النفطي، وقاعة عتبة بن غزوان في المدينة وعلى مدى 3 أيام.
وفيما دعت وزارة الثقافة الى أخذ الحكومات المحلية دورا أكبر في دعم تلك الأنشطة الثقافية، كشفت عن إنفاقها 175 مليون دينار كدعم مالي، من دون أي تدخل في التنظيم.
ففي مقابلة مع "العالم" أمس الأربعاء، أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان وكيل وزارة الثقافة طاهر ناصر الحمود، أن "عدد المدعوين بلغ أكثر من 250 شخصية من داخل العراق، إضافة الى 20 شاعرا وأديبا مغتربا، فضلا عن 20 آخرين من دول عربية وأجنبية مختلفة، وسيستمر ثلاثة أيام" لافتا الى أن "هذه الدورة من المربد تحمل اسم الشاعر الكبير ألفريد سمعان، وهذا ما يميزها هذا العام، إذ أنها تيمنت لأول مرة بشاعر حي، وهو أمر يدعو للتفاؤل، لأن هذا التوجه ينصف الرموز الثقافية والمبدعين الأحياء، وهي ظاهرة طيبة ستكون تقليدا نتبعه في مختلف المجالات".
وبخصوص دعم المربد حكوميا بشكل أكبر، أكد الحمود أننا "مستعدون لتبني المهرجان ماليا بشكل كامل، لكننا مع ذلك نطمح الى أن تتولى محافظة البصرة بالذات دعم المربد والأنشطة الثقافية الأخرى"، مشددا على "ضرورة دعم المحافظات للحركة الثقافية، لأنه جزء من مسؤولياتها الرسمية، بالاضافة الى شركة النفط الوطنية التي بوسعها أن تقدم الكثير في هذا المجال، ومن الضروري أيضا ان تفتح هذه الجهات أبوابا لدعم الثقافة من ميزانياتها السنوية، فضلا عن ما تنفقه وزارة الثقافة".
وقد تشكلت الهيئة العليا لمهرجان المربد الشعري السنوي من وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود رئيسا وعضوية عدد الأدباء أبرزهم رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر، ورئيس اتحاد أدباء البصرة كريم جخيور.
من جانبه، ذكر وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي في حديثه مع "العالم" أمس، أن "الوزارة مهتمة بإنجاح هذا المهرجان لعراقته وتاريخيته ومكانته، لأنه أكبر تجمع ثقافي في العراق، لذا قمنا برصد مبلغ 175 مليون دينار كدعم، من دون أي تدخل في الجانب الإجرائي، أو التنظيمي، أو حتى توجيه الدعوات والتحضيرات، إذ أنها مهمات أوكلت بأجمعها الى الاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين واتحاد أدباء البصرة.
ورأى الأتروشي "ضرورة العمل على خلق إعلام ثقافي يواكب الحدث ويكون بمستوى الطموح، كون المثقف منخرطا في العملية التغييرية سياسيا واجتماعيا وحضاريا".
بدوره، ذكر المتحدث باسم المهرجان علي ابو عراق في حديث مع "العالم" أمس، أن "وفودا من المغرب، والجزائر، وفلسطين، ومصر، وغيرها، فضلا عن الشعراء المغتربين، حضروا ليمثلوا مختلف ألوان الطيف الشعري العربي"، موضحا أن "مهرجان المربد الشعري الذي يقيم اتّحاد أدباء البصرة دورته التاسعة الآن بدعم وزارة الثقافة وبالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، يعتبر من المهرجانات المتميزة في العراق وفي العالم العربي أيضاً، ونحن نطمح لأن يكون هذا المهرجان ليس عربيّاً فقط، بل وعالميّاً أيضاً، حيث سيتضمن 6 جلسات شعريّة موزعة بين ثلاثة أيام، إضافة إلى بحوث نقدية تتناول الشعر العراقي وأسئلة الهوية، تجربة المنفى في الشعر العراقي، وجلسة عن الشاعر ألفريد سمعان، إلى جانب عروض فنيّة وموسيقية وفقرات تراثيّة ومعرض للكتاب ومعرض للتشكيل وآخر للأزياء التراثيّة في البصرة، كما ستشهد جامعة البصرة إقامة يوم من أيام المهرجان".
ونوه ابو عراق، بأن "كل سنة تشهد الفعاليات تقدما، لاسيما في الجانب التنظيمي والثقافي"، مشيرا الى ان "وزارة الثقافة تبنت الدعم ورعاية المهرجان وهي المسؤولة عن الجانب المالي، كما أن مجلس محافظة البصرة سيدفع تكاليف ونفقات فندق واحد ليوم واحد من أصل 6 فنادق".
من جهته، وصف مدير عام الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة جمال العتابي، في حديثه مع "العالم"، هذه الدورة من مهرجان المربد، "بالمميزة لكثرة ضيوفها من الدول العربية والأجنبية ومشاركة واسعة لأدباء وأسماء مهمة من المثقفين، اضافة الى ان هذا المهرجان لم يعد تظاهرة للشعر فقط، وإنما تحول الى تظاهرة ثقافية واسعة تضم فعاليات مختلفة لمعارض تشكيلية وفنية، ومعارض أخرى للفنون والتراث"، معتبرا ان "المربد يلقى اهتماما عربيا وهذا دليل على أن الدورة الحالية أفضل من الأعوام السابقة".
وتعود بدايات مهرجان المربد الشعري في محافظة البصرة الى الأول من نيسان عام 1971 عندما انطلقت الفعاليات الشعرية إحياءً لسوق المربد الذي كان على غرار سوق عكاظ في بلاد الحجاز.
وأقيم المهرجان في بغداد خلال فترة النظام السابق، وبعد سقوطه في العام 2003 انتقلت فعاليات المهرجان الى البصرة، حيث أقيمت أول دورة للمهرجان في العام 2004.