قلق حول مصيري في الجنة05/07/2015 12:42
فاضل العزاوي
أكثرَ ما يقلقني الآن، وقد أفنيتُ حياتي
في العدو وراء الأوهامِ، سراباً بعد سراب
وبلغتُ من العمر عتيا
أن أسمعَ من يأتي، يطرقُ بابي كي يصحبني
- رغما عني -
نحو الجنة
كمكافأةٍ لي عن حسنِ سلوكي في الدنيا
لأرى تحت الأشجارِ ملائكةً تصطفُ يمينا وشمالا
تهتفُ باسمي:
هللوليا!
هللوليا!
*
مرفوعَ الرأسِ أسيرُ كطاووس منفوش الريشِ على مهلٍ
فوق بساطٍ أحمر يمتد بعيداً
حيث طبولٌ وصنوجٌ تقرعُ من أجلي
وكعدّاءٍ منتصرٍ في الألعاب الأولمبية
يرفعني قديسون دراويشُ على الأكتاف
يمضون الى دجلةَ من خمرٍ وفراتٍ من عسلٍ جبلي
حيث نرى ولداناَ يأتون بأطباقٍ من ذهبٍ
عامرةٍ بفواكهَ من كل الأصناف
وجواريَ حورياتٍ في فيلمٍ قدسي
يعرضن مفاتنَهن علينا، دون حياء:
هللوليا
هللوليا
*
لكني أصرخُ معترضاً
فأنا ـ هذا ما يعرفه القاصي والداني عني ـ
مثل جميع الحكماءِ العقلاءِ،
أفضلُ شربَ الويسكي الأسكتلندي على الخمرة
وتدوخني كالعادة رائحةُ العسلِ الدابق
والأكثر من ذلك أني أقرفُ حقاً
أن أقضيَ أوقاتي في الأبدية سكراناً
أتسكعُ في فردوس ما
حتى إن كانت أبوابُه من ذهبٍ وزبرجد
وضيوفُه قديسيــن مشوا أحيانا فوق الماء ذهابا وإيابا
واصطادوا بلحاهم إبليس الشيطان.
*
وأخيراً
أسمعُ من يطرقُ بابي، فأصيحُ وقد بلغ السيلُ القمة:
- ماذا أفعل في الجنة؟
خذني يا صاحِ الآن الى سقرٍ وسعير!
لأعيشَ كريماً وسعيدا
فهناك، هناك فقط
يمكن لي أن أكتبَ ما لم أكتب من أشعاري
وأقدمَ، محتجّاً دعواي الى الملكوتِ الأعلى
ضد جميع تعاساتِ العالم.
هللوليا!
هللوليا!
منقول