جبال الشعانبي على الحدود التونسية مع الجزائر..أطلقت الحكومة منذ عدة أشهر حملات بهدف القضاء على معسكرات الإرهاب المختبئة في هذه المنحدرات الجرداء.
هذه العملية -مثل كل العمليات من قبلها -فشلت.
على طول تلال الشعانبي تمتد الطريق إلى مدينة القصرين.
كانت في هذه الشوارع الفقيرة التي اشتعلت فيها شرارة الثورة التونسية، على أمل الحصول على حياة أفضل، لم تأت بعد.
"ليس لدينا شيء... لا شيء"
ولكن هناك شيء آخر. شهران قضاهما هذا الشاب في سجن تونسي. يقول إنه اتهم بأنه إرهابي-- تهمة ينفيها. لن نكشف عن هويته من أجل سلامته وسلامة عائلته.
"علموني كيف أصلي. كنا نصلي معا. ثم في أحد الأيام، داهمت الشرطة المسجد قرب صلاة الفجر. توقفت عن الذهاب إلى المسجد. حتى أنني توقفت عن الصلاة."
لكنهم لم ينتهوا منه. بدأت التهديدات على فيسبوك في وقت سابق من هذا العام. كانت من رجال المسجد. يقول إنهم أخبروه أنهم يعرفون أين يعيش. خطيئته كانت رفضه للانضمام لهم.
رجل يصف نفسه بأنه قائد داعش أخبره بوجود وظيفة له.
"عرفت أنني إما أذهب لأُقتل أو أكون قاتلا"
تعتقد وكالات الاستخبارات الغربية أن المقاتلين التونسيين في داعش تفوق أعدادهم أي جنسية أخرى، والسلطات التونسية تحدد القصرين على أنها الخط الحقيقي لتجنيد المقاتلين.
الكثير من الأمهات اللاتي اجتمعنا بهن أخبرننا أنهن فقدن أبناءهن بعد التحاقهم بالأيديولوجية الجهادية. فأبناؤهم إما في عداد المفقودين، أو مسجونين أو ميتين. كان ابن غُذبان الزهراء يصلي في نفس مسجد الحي. وفي إحدى أيام العام الماضي، اختفى.
"بعد عشرة أشهر، وكنا نشاهد الأخبار وسمعنا عن قتال في الجبال. ونحن جالسون هناك سمعناهم يعلنون اسمه -نصر الدين منصور وجماعة معه -قُتلوا في الجبال. سمعت وزير الداخلية يعلن ذلك".
على الرغم من تأثير المقاتلين الأجانب، المعارك الجهادية التونسية باتت اليوم هنا... في داخل تونس، حيث الهجمات على أهداف غربية تتصدر عناوين الصحف في أنحاء العالم.
يقال لنا إن التجنيد يحصل في المساجد شخصيا وبكل وقاحة.
" قال لي ‘أنت، أنا أعلم والدتك، والدك، يمكنني أن آخذ أخيك، ووالدتك، يمكنني أن ألقي قنبلة على حائط منزلك. ‘"
معسكرات إرهاب الشعانبي هي مجرد واحدة من أراضي التدريب في جبال شمال غرب تونس. إنها عدوى ... تنتشر في أنحاء البلاد، وتُأثر على أبعد من حدودها.
المصدر
أضغط هنا