حكاية عراقي أطرش في الزفة- مقالات – بشار جبار العتابي
كل يوم تخرج لنا الحياة بحكاية عراقية جديدة ساعة يكون أبطالها الشعب وساعة يكون بطلها احد أفراد الحكومة او حتى الحكومة بأكملها ..خير أو شر …سعادة او بكاء بطعم عراقي مر….ويكون المواطن العراقي هو المتفرج الإجباري على تلك الحكاية …
لفت انتباهي هذه الأيام في شهر رمضان الكريم …كثرة البرامج التي تبحث عن الاسر الفقيرة والتي تستغل وجع العراقيين لتمنح له بعض الأجهزة الكهربائية او المال مستغلة بؤس حالة المواطن كوسيلة لإنتاج برنامج سقيم …عوائل مهجرة وبشر فقدوا الأحبة وأصبحوا بلا معيل ودموع عراقية تنبعث كالشلال من عيون أنهكها الزمن تبحث عن يوم سعادة يتيم …حتى المعد والمقدم لم يعد يتقن دور الحزن في كل برنامج على تلك الغوائل بسبب كثرة الحالات التي يمر بها العراق …قبل ثلاث سنوات شاهدت برنامجا بنفس المضمون على احد القنوات الإماراتية الغريب في الأمر ان البرنامج لم يكن مستمر ولما تم سؤال المقدم أجاب بأنه يطول البحث حتى يجدون عائلة فقيرة ليصور البرنامج معهم وبعض الاسرحتى لم تكن عربية …الموجع أننا بلد الألف أمارات والألف دبي ….بلد الحضارات وموطن الخير ….وثروات العراق تصنع 150 دولة على غرار الأمارات ولكن …
كيف تسير المركب وبين ملاحيها ألف خائن وألف عابث كيف يبقى البلد عامرا ونحن نستجدي المعونة رغم تلك الخيرات حكومات تتعاقب ولا نفع نستشفه من أي شخص منها يأخذون ويأكلون ويتشاجرون فيما بينهم ويشتمون بعض …..ونحن مثل الأطرش في حفلة …..لما أصبح حال العراقيين بهذا السوء هل السبب في أننا لا نستحق الحياة ام السبب فينا ام في كثرة اللصوص في بلدنا …حضارات دمرت وتم بيع أثارها في أوربا بسبب حقد رجل واحد من العراقيين على طائفة ثانية …ملايين العراقيين هجروا لان سياسيا عراقيا لا يحب الجهة الأخرى من أبناء الشعب …إرهاب اسود يجتاح الشعب سواء كان إرهابيا من صنع الغرب …او العرب او حتى من أبناء الوطن….لكي يأتي بعدها لصوص الحكومة بكل أشكالهم ليسرقوا حتى الهواء من بلدي ….علي بابا و325 حراميا اولئك في برلمان الكنز عادوا من جديد لا يركبون الإبل بل يقودون المصفحات ….أصبح الوضع ظاهرا للعيان ..من أحب وطنه وكان يستحق هذا الكرسي ..لبس رداء الحرب ونزل للميدان لكي نجدهم مغبرين الوجه لا يتركون للحرب حجة ….والبقية يصرخون في التلفاز مثل ديوك الصبح….إلى متى المخربون في الحكومة أكثر من الفرسان فيها ولما يجب ان ينتخبوا مرة أخرى …اين الذين قالوا أننا أبناء هذا الوطن …قبل فترة كنت أشاهد دعاية انتخابية لأحد أعضاء البرلمان كتب فيها على لوحة كبيرة (شعب لا نخدمه لا نستحق ان نمثله) وقبل ايام اكتشفت انه رفع تلك اللوحة ربما عرف نفسه بأنه لم ينفذ من شعاره شيء .. فقرر التمتع بامتياز البرلمان والتقاعد المستقبلي ..أفضل من السعي لمشكلة ابناء وطنه وفي رسالة عقيمة أحب ان أوجها لهم لكل أولئك السياسيين وطبعا اقصد البعض منهم ممن اخذ الشعب وسيلة كي يصبح برلمانيا وينسى ان الله حسيب رقيب انه يشتم ويسب الرجال أمثاله الذين سكنوا الميدان في القتال بلا رادع .. أنكم جعلتم من أنفسكم في موقع المسؤولية أمام الله عن الشعب وعن حياته وعن أمواله ..وأنكم ستقفون أمام رب العباد للحساب وساعتها سيعرف الله كيف يأخذ حق الفقراء والمساكين منكم فما عاد عراقي يحبكم او يتمنى لكم الخير .. ويل لكم من دعاء العراقيين من بكاء أم فقدت ولد او أب لا يستطيع أطعام أبنائه من رجل عاجز لا يجد عمل، سيقتص الله منكم باسم الشعب وسيقتص الشعب منكم يوما، فالله لا يترك حق مظلوم ..اما الرجال في المعركة …وأصحاب المواقف الشجاعة …من الذين اتخذوا من الحياة هدف لنصرة الحق والشعب من الذين يحاربون الإرهاب بكل الوسائل سواء بالسلاح او العمل …من الرجال الذين نذروا أنفسهم لبناء هذا الوطن من كل شخص في الحكومة ربما ما زال يحمل الغيرة العراقية فان الشعب كله سيكرمكم سيصنع منكم أبطالا يفتخر بهم .سيجعلون منكم أمثلة للمجد .. للرجال الذين يسكنون الجبهات الذين ننام رغدا بفضلهم بارك الله فيكم .. ونصركم الله انتم منا ونحن منكم وسيأتي يوم يحق الله الحق وتظهر شمس العراق من جديد ..