توهجت نجوميتها وأصبحت فتاة أحلام الشباب.. وفجأة اعتزلت الفن والتمثيل وارتدت الحجاب وجلست بجوار والدتها المريضة لمدة 13 سنة لارتباطها الروحي بها وبعد وفاة الوالدة عادت سهير رمزي او قطة السينما وقطعة الآيس كريم الدافئة الى الأضواء والفن.. «الأنباء» فتحت ملف أسرارها وأهم المواقف الإنسانية في حياتها وسر زيجاتها الكثيرة.. ولماذا لم تعرف والدها الا في عمر الـ13 عاما؟ ولمرة واحدة فقط شاهدته وغيرها من الحكايات التي ننفرد بنشرها.
والدتها الفنانة الراحلة درية احمد هي نقطة ضعفها وقوتها وكلمة السر في كل أحداث حياتها ومشوارها مع الفن والزواج والنجومية والاختفاء، فقد انفصلت عن والدها وابنتها في أحشائها، وارتبطت معها بعلاقة حب غير عادية لدرجة انها كانت تصطحبها وهي طفلة في الاستديوهات وأعمالها الفنية خوفا عليها، وبعد فترة ولما نضجت الابنة ودخلت مجال التمثيل أصبحت الأم هي مديرة أعمالها ومستشارتها وكاتمة أسرارها وأقرب صديقاتها وتلازمها وتحميها من عيون الطامعين، حتى في كل زيجاتها المتعددة كانت الأم هي كلمة السر وصاحبة القرار حيث تشترط سهير موافقة الأم قبل إعلان رأيها، وكانت دائما تسعى لإسعاد ابنتها، وفي عام 1993 زاد المرض جدا على والدتها وأصبحت طريحة الفراش وتتنقل من مستشفى لأخرى.. واضطرت للسفر معها الى باريس ولندن لعلاجها وإجراء عمليات جراحية، واكتشفت سهير انها ووالدتها وحيدتان بالعالم ولا يمكن لها التوفيق بين عملها ورعاية والدتها، فاتخذت قرارا بترك الأضواء والشهرة والمال واختارت البقاء تحت قدمي والدتها وفي التوقيت نفسه أقنعتها الفنانة شهيرة وأحد علماء الدين بارتداء الحجاب فكان قرارها التالي.. وفوجئت بأن والدتها المريضة رحبت بارتداء الحجاب بشدة وارتفعت حالتها المعنوية، وطوال فترة مرض والدتها التي استمرت حتى عام 2004 لم تفكر الابنة الوفية الا في راحة والدتها وتخفيف آلامها.
وبعد رحيل الأم وجدت سهير رمزي ان حياتها أصبحت خاوية وان حالة من الوحدة الموحشة والفراغ القاتل تنتابها، لذلك تفرغت للدروس الدينية وقررت ان تعود للفن والتمثيل مرة أخرى ولكن دون خلع الحجاب وكانت عودتها عام 2007 اي بعد غياب 15 عاما، وعن سبب عودتها قالت «عودتي ليست للبحث عن المال فأنا مستورة والحمد الله، بل أريد أن أقدم شيئا للجمهور وعندي رغبة في خدمة الناس عن طريق الفن».
الوالد الحقيقي
والغريب ان علاقتها بوالدها وزوج أمها قصة تشبه أفلام السينما الخيالية وتروي عن سر عدم معرفتها بوالدها واعتبارها ان زوج والدتها هو والدها الحقيقي، قائلة: لم أشاهد والدي الحقيقي عبدالسلام نوح سوى مرة واحدة فقط عندما كان عمري 12 عاما، وطوال هذه السنوات كنت اظن ان والدي هو المخرج سيد زيادة زوج والدتي الذي تولى تربيتي والاهتمام بي ومعاملتي كأنني ابنته بالفعل، وذلك لأن والدتي انفصلت عن والدي وهي حامل ولم تخبره الا بعد سنوات بأنني ابنته خوفا من ان يأخذني منها، ولما علمت بالحقيقة ارتميت في أحضانه أبكي وكانت اول وآخر مرة أشاهده لأنه توفي بعدها وكأنه كان ينتظر رؤيتي كي يرحل عن الدنيا.
ولأن الفنانة سهير رمزي سجل حياتها مليء بالزيجات المتعددة وصلت الى ثماني زيجات وكل زيجة لها أسبابها وأسرارها وحكايتها.. كانت البداية مع عش الزوجية من خلال الفنان السوداني الجنسية ابراهيم خان الذي عاش معها عاما كاملا، وتم الطلاق بهدوء الى أن تزوجت الأمير السعودي خالد بن سعود لمدة سنتين، ثم تركته لتتزوج للمرة الثالثة من رجل الأعمال محمد الملا، بعدما طلق نجوى فؤاد وعاشت في كنف الزوج الثالث 5 شهور، ثم ارتبطت بالملحن حلمي بكر الذي منحها العصمة للمرة الأولى في حياتها الى ان انفصلت عنه بإرادتها، وكان زواجها من الملحن حلمي بكر له قصة غريبة فقد شاهدها مع والدتها في احد استديوهات الصوت، حيث كانت والدتها تسجل أغنية بصوتها وعلى الفور طلب منها الزواج وبسرعة تم الزفاف وبعد عام انفصلا بسبب إصراره على عدم عملها بالتمثيل وعاملها بديكتاتورية شديدة ومنعها من الخروج من المنزل لفترة حتى تم الطلاق.. وأهملت وتناست متعمدة زواجها من رجل أعمال سوري، وتزوجت من الفنان محمود قابيل لمدة عام وبعدها تزوجت المرحوم السيد متولي رجل الأعمال البورسعيدي ورئيس النادي المصري الأسبق لمدة 6 سنوات انفصلت عنه خلالها مرة واحدة، والفنان فاروق الفيشاوي 4 سنوات بعد انفصاله عن زوجته سمية الألفي، وفترة زواجها الحالية من رجل الأعمال علاء الشربيني صاحب شركة سياحة منذ عام 2004 هي أطول مدة زواج لها حيث إن العلاقة قائمة منذ 11 عاما .. وكذلك نفت ارتباطها بكل من الفنان يوسف شعبان والفنان عمر الشريف.
وتضيف سهير رمزي: لأنني بدأت التمثيل وأنا طفلة فقد تعلمت الكثير والكثير من فنون التعامل مع الأشخاص وكيفية انتقاء المقربين مني ومن أتعامل معهم في الحياة العامة..خاصة انني تعرضت للعديد والعديد من المواقف الصعبة، وكان وجود والدتي وأساتذتي الأكبر منى سنا عاملا مهما في اكتسابي الخبرة، وكم من الشائعات والأقاويل التي اطلقها البعض ضدي واعتدت على ان أتجاهل اي شائعات لأنها تقتل نفسها وتنفي صدقها مع الوقت.. ويكفي انهم زوجوني عشرات المرات من زملاء بالوسط الفني ورجال الأعمال والسياسيين رغم اني عندما أتزوج اعلنها على الملأ.. وكذلك عانيت بشدة من هجوم كبار النجوم في الأدب والفن والإعلام حين شنوا حملات نقد وهجوم ضدي بسبب الحجاب ومنهم عادل امام ويسرا والراحل أسامة انور عكاشة.. واضطررت للرد على اتهاماتهم بقسوة وقوة.. وكانت معركة كلامية عنيفة.
مضيفة وموديل
وعن عملها في فترة الشباب في اكثر من مجال قالت: لا شك انني سعدت جدا بفترة عملي كمضيفة جوية لفترة ليست بالطويلة خاصة انني اعشق السفر والترحال والسياحة والتعرف على ثقافات جديدة، وكنت اسافر كثيرا وأشعر بالمتعة في عملي بالضيافة الجوية..كذلك عملت لفترة في بداية حياتي كعارضة للأزياء وهو مجال ممتع وشيق أفادني كثيرا في عملي بالفن لانني تعلمت مواجهة الجمهور وارتداء الملابس المناسبة والألوان التي تضيف لجمالي وغيرها من الفوائد.
وحول عودتها للأضواء بعد اعتزال دام نحو 13 عاما رأت أنها حرية شخصية، وقالت: كل فنانة لها مطلق الحرية في الطريق الذي تختاره.. ونفت أن يكون الفن حراما «ولم اصرح بذلك يوما وأنا استمعت إلى شرائط الشيخ الشعراوي ولم استدل على ذلك، إلى جانب أن كل أحاديث الشيخ عمر عبدالكافي لا تذهب إلى هذا المنحى».
الغريب ان سهير رمزي منذ عودتها للفن تظهر في العديد من الاحتفالات الاجتماعية والفنية برفقة زوجها الحالي ولكنها لا ترتبط بصداقات داخل الوسط الفني وتقول: منذ وفاة والدتي رحمها الله ليس لي في الدنيا الا زوجي رجل الأعمال علاء الشربيني الذى يملأ دنياي وأعتبره الصديق والشقيق والحبيب وأتناقش معه في كل أمور الحياة.. والحمد لله ان التفاهم والاحترام ومحاولة إسعاد كلا منا للآخر يسود علاقتنا، وهو يتميز بالعطاء والصبر نظرا لتعامله معها بحنان وكرم شديدين، بجانب تحمله لعنادها وعصبيتها وإن أكثر ما يضايق زوجها الحالي هو خروجها مع أصدقائها وإهمال واجبات المنزل من تحضير الطعام له.. ورغم ذلك فهو يتحملها ولا يغضب الا لدقائق.. وبعدها يهدأ سريعا.. وتقول: لم يتبق لي من الأقارب سوى اشقائي من والدي وهم ستة يعيشون في مدينة بورسعيد ونلتقي كل فترة.. وان كان الله عوضني بعدد من الصديقات المقربات الى قلبي وتربطنا صداقة منذ سنوات طويلة واعتبرهن شقيقاتي.. واحرص على لقائهن يوميا.. وللأسف الشديد ليس لي صديقات من الوسط الفني وكل ما يربطني بزميلاتي الفنانات هو زمالة العمل فقط.