العراقي حامد المالكي
سيدي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المحترم
بعد التحيه
بداية أريد أن أشكرك على حرب حرية العراق, أنظر سيدي, أنا حر, حر لدرجة أني أخيرا تمكنت من السفر حالي حال عباد الله, إلا أني في كل الأحوال مسافر, قبل عمليتك المقدسة كأن من الصعب علينا أخراج جواز سفر لأن التجانيد تريد ضريبة أعمارنا التي قضيناها في العراق, أما اليوم فلا تجانيد ولا جنود, وأبشرك سيدي أن عمتنا(أم غازي)وهي طبعا ليست أم الملك غازي رحمة لله, وأنما امرأة بسيطة تبيع السكائر على أرصفة الطريق وتحلم طوال عمرها بامتلاك بيت تأوي فيه هي وأولادها الذين فقدوا أباهم في حرب من حروبنا العديدة, أم غازي هذه قد حققت حلمها أخيرا وصارت تمتلك بيتا جميلا كأن بالأمس مديرية التجنيد التي أراجعها عندما أريد أن أسافر فلا يوافقون الا ان ادفع لهم رشوة كبيرة, كم أنت عظيم سيدي, الأن أنا أسافر وأم غازي صار عندها بيت ...
سيدي الرئيس أريد أن أنبهك إلى أن خللا قد حدث بعد حربكم المقدسة في العراق, فعلى الرغم من تضحيات جنودكم الابطال ومجنداتكم الحلوات إلا أن انفلاتا امنيا حدث هناك, ربما سيدي لأن أعدائكم واعداء الديموقراطية قد جاءوا إلى العراق لتصفية حساباتهم مع جنودك دون أن يدركوا أن اميريكا أعظم من أن تهتم بأمر مائة وخمسون ألف جندي, نصفهم سود ونصفهم الأخر من النيبال, ياه كم هي عظيمة أمريكا, أنها ترسل بهذا العدد من الجنود ليموتوا في العراق من اجل أن ينام ثلاثمائة مليون نسمة في اميريكا بعيون هادئة وملونة, طبعا أكيد ليس هذا سبب غزو العراق, عفوا اقصد تحريره, لأن السبب الحقيقي لهذه الحرب نشر الديموقراطية في الشرق الأوسخ من اجل امن إسرائيل!!!!! واسمح لي أن أناديك بسيدي الرئيس, لأني لا اعرف اليوم رئيسا غيرك يسير أمور العراق عبر الانترنيت والمحاورات التلفزيونية.
سيدي في كل يوم يغادر العراق العشرات بل المئات بل الألوف ممن يخافون على ما تبقى لهم من عمر, طبعا الذنب ليس ذنبك!!!, أنه ذنبنا لأننا لم نفهم حقيقة مشروعك الشرق أوسطي الجديد إلا متأخرا.
ومن الطبيعي أن هروبنا يجلب الإحراج لك أمام الديموقراطين لأنهم سيسألونك "ها يابا وين صار مشروعك؟ اشو صار الهروب جماعي؟" كما أنه سيجلب لنا الإحراج في نقاط التفتيش العربية, ففي مطار عالية الأردني يسالون العراقي الهارب بجلده "أنت شيعي لو سني؟" ولا يسمحون للعائلة بالدخول للأردن ولا يقبلوننا في مدارسهم لا ادري ما به صديقك الأردن الشقيق لابد أنه يساهم في الحد من هجرة العراقيين خوفا عليهم من داء الحنين إلى الوطن "الهوم سك" ولا يدري أن هذا المرض ارحم من "الهوم سنك"!! التي تقرص بنا من كل مكان وفي كل مكان, كذلك الحال في مصر العروبة, فلا يمنحونا هناك أقامة أكثر من ثلاثة أشهر وإذا طلبت أقامة أطول فعليك دفع ألف و خمسمائة دولار لسماسرة العروبة، اقصد سماسرة الإقامة كي يشتروا لك خمس سنوات من الأمان لك ولأسرتك,
ربما كتبت هذه المقدمة الطويلة كي ادخل إلى صلب الموضوع وهو اقتراح أقدمه لسيادتكم يتضمن التالي:
"نقدم لكم العراق بماضيه ومستقبله, بما فيه من ماء ونفط ونخيل, وذكريات وأفراح وأحزان وقبور أباء وأخوان وأمهات وأئمة وأحبة على طبق من الذهب مقابل أن تمنحونا قطعة من الأرض حتى لو كان في نيويورك مو مشكلة، نبني فيها وطنا بديلا لنا, مدينة فاضلة بمقاسات العصر الشرق أوسطي الجديد نحفر فيها ساقيتين نسمي الأولى دجلة والثانية فرات والمدينة التي ننشاها هناك سنسميها نيو ايراك ((new Iraq ليس على وزن newyork بل على وزنnew look لا تستعجل وترفض هذه الفكرة سيد بوش لأن فيها فوائد عظيمة لنا كشعب يحتضر ولك كرئيس محرج أمام أكثر من نصف شعبه وفي رسالتي القادمة سأعدد لك الفوائد التي نجنيها نحن سوية من وراء هذه المبادلة.
انتظرونا في الرسالة الثانيه