يعتبر تعدد الزواج ظاهرة ضاربة في القدم، شاعت لدى العديد من الشعوب على رأسهم الفرس والهنود واليونانيين والعرب، حيث لم يكن
هناك حد يقف دونه الرجل، فيجمع بين عشرات النساء فضلا عن الجواري والسراري، وعندما جاء الإسلام نظمها وضرب حولها قيودا
محكمة أعادت للمرأة قيمتها بعد ذل وهوان، غير أن هذا الموضوع ظل محل جدل، تتجاذبه النزعات الذاتية لكلا الجنسين وتفصل فيه البنود
الفقهية والوضعية، وكذا التجارب المعاشة وهذه باقة من المقتطفات عن الموضوع فيها من الجدية والطرافة.
- {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} - النساء من
الآية:3
- "عن سعيد بن جبير، قال : قال لي ابن عباس: هل تزوجت قلت لا، قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء" - صحيح البخاري
- "تقييد الزوجات بدعة دينية ضالة لم تقع في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عصر الصحابة رضي الله عنهم ولا في عهد
التابعين" – العلامة محمد أبو زهرة
ـ "متى وَزَنَّـا الأمور بقسطاس مستقيم ظهـر لنا أن تعـدد الزوجات الإسلامي الذي يَحـفــظ ويَحمــي ويُغــذي ويَكسو النساء أرجح وَزْنـاً من
البغـاء الغربي الذي يسمح بأن يَتّخِـذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته، ثم يقـذف بها إلى الشـارع متى قضى منها أوطاره " - آني
بيزنت
- "إذا طرأت على الأمـة حـال اجتاحت رجالهـا بالحـروب، ولم يكن لكل رجـل في الباقين إلا زوجـة واحـدة، وبَقيَتْ نسـاء عديدات بلا
أزواج، ينتج عن ذلك نقص في عدد المواليد لا محالة، ولا يكون عددهم مسـاويا لعـدد الوفيات…وتكون النتيجـة أن الأمـة الموحِّدة للزوجات
تفنى أمام الأمة المعددة للزوجات" - سبنسر
- قال إسماعيل صبري باشا:
يا من تزوج باثنتيــن ألا تئــد***أوقعت نفسك ظالما في الهاوية
ما العدل بين الضرتين بممكن***لو كنت تعدل ما أخذت الثانيــة
- وقيل لأعرابي:
من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش ، فقام تزوج امرأتين ثم ندم فانشد يقول:
تزوجت اثنتين لفــــرط جهلي***بما يشقى به زوج اثنتين
فقلت أصيــر بينهما خروفــــا***أنعم بيــن أكـرم نعجتيــن
فصرت كنعجة تضحي وتمسي***تداول بين أخبث ذئبتيــن
وألقى فــي المعيشــة كل ضــر***كذاك الضر بين الضُّرتين
- قال الشاعر محمد الريشاتي:
يا مشتهين تعدد الزوجــــــــــات***هل تشتاقــون تجــــرّع الكربـات
أم هل عجلتم أن تروا نار اللّظى*** من قبل يوم الحجر في العرصات
أنــا عبرة وشهـــودها عبراتــها*** فكفاكــــــم من زاجـــــر عبـــراتي
إني سأبكي والبكـــاء قصائــدي*** وأنــوح نوحــــا دمعـــه أبيــــــاتي
فمن الصباح إلى المساء معذب*** بمطـــالب ترضــو على عرفـــات
ومن المساء إلى الصباح مسهد***باللّــــــــوم والتوبيـخ من ضرّاتي
- وقال أعرابي لآخر: "لا تتزوج بأربعة فكل تأخذك إليها وأنت كالٌّ، ولا تتزوج بثلاث فإنهن كالأثافي تصير بينها كالقدر، فيكوينك كيا ولا
باثنتين فانهما يكونان كجمرتين ، ولا واحدة فإنّك تمرض إذا مرضت، وتحيض إذا حاضت، وتلد إذا ولدت فقال له : لقد نهيت عن كل ما
أمر به الله فما الذي اصنع ؟ قال كوزان وطمران وعبادة الرحمان."